العم «جمبي» ما زال محاصراً بين السعال .. والحُمى وظلم ذوي القربى واهمال الدار التي يقيم فيها.داهم السل الرجل العجوز في دار رعاية المسنين بمكة المكرمة.. وتحمل جمبي السُعال.. وآلام الصدر وهو في انتظار من يقدم له جرعة دواء لأكثر من شهر.. ولما تدهورت حالته رأت الدار ان تعزله وحيداً.. وكأن علاجه في الوحدة وكتب على مريض السل المقطوع من شجرة ان يعيش عزلتين.. عزلة الاهل والاسرة من جانب.. وعزلة الدار من جانب آخر.
ربما كان غرض القائمين على امر الدار حماية بقية المسنين من عدوى «جمبي».. ولكن العجوز يتساءل ويهمس.. اذاً اين العلاج؟
اقاويل عن الإهمال
مصادر تتحدث عن تجاوزات واهمال لا اول لها ولا آخر في دار المسنين التي يقطن فيها نحو 100 من العجائز بينهم 39 سيدة عجوز.. وحالة «جمبي» ليست هي الوحيدة.. مع حالات مماثلة يعاني اصحابها مع ظلم ذوي القربى والاهمال وقلة المقدار.
عشرات من كبار السن لا يجدون من يرعاهم ويأخذ بأياديهم، ربما طوت الدار ملفاتهم.. وتركتهم للزمن الضائع.
الايدي تتوقف
ومن صور التجاوزات والفوضى حسب تلك المصادر ان العمال المكلفين بنظافة الدار توقفوا عن العمل بسبب تأخير الاجور.. وهكذا فقد المسنون آخر يد كانت تأخذ بهم وتنظف حجراتهم وتبدد وحدتهم.
كلام من الداخل
مسؤول من داخل الدار هاتف «عكاظ» واعترف بوجود اهمال وتجاوز كبيرين مبدياً حزنه وأسفه لما يحدث وقال ان العجزة والمسنين الذين جاءوا الى الدار بحثاً عن الراحة والعلاج تحولوا الى مرضى وفيهم من اصيب بالسل.. ومنهم من داهمته غرغرينا السكر.. والجرب.
ممارسات غير انسانية
ويتحدث المصدر عما اسماه «ممارسات غير انسانية» في التعامل مع المقيمين في الدار وسط غياب كامل من موظفي الشؤون الاجتماعية.. ويضرب المصدر مثلاً بقيام المسنين قضاء حاجتهم على السلالم ودرج المبنى لعدم وجود من يأخذ بأياديهم ويوصلهم الى دورات المياه. ويستغرب من تحدث لـ«عكاظ» من داخل المبنى تخصيص طبيب وطبيبة لعلاج 100 مقيم بالدار.
تصلب الاطراف والأبدان
«عكاظ» سجلت زيارة لمبنى التأهيل الشامل ورصدت بالصورة والقلم حزمة من القصور والاهمال التي تبدو واضحة في عيون النزلاء.. يقول العم سيد:
يا بُني كتب علينا الشقاء مرتين.. عندما ادار اهلنا ظهورهم لنا.. وعندما جاءوا بنا الى هذا المكان، المجتمع نسينا.. والعاملون هنا لا يعبأون بنا، تصلبت عظامنا وتجمدت اطرافنا.. ولا احد يسأل عنا.
العم حسن لما لمح مجيئنا هب واقفاً وقد بدت السعادة على وجهه وقال وسط فرحته (واخيراً وصلتم لنا.. ستسمعون كثيراً عن مآسينا، المبنى كما ترونه لا يحتاج الى وصف، والاسرة التي ننام عليها قديمة والمفارش بالية والنظافة لا يمكن التعليق عليها لانها ظاهرة امامكم.. نحن لا نريد الطعام فقط بل رعاية طبية واجتماعية.. او اخرجونا من هذه الاسوار.. نريد ان نرى الشمس واستنشاق الهواء النظيف.. انقذونا)!!
العم جمبي مريض السل المعزول اكتفى بهز رأسه عندما سألناه عن مستوى النظافة ثم فاضت عيونه.. وبكى!!
بقايا دموع
توسد العجوز ذراعه.. ثم نام وفي عينيه بقايا دموع.
الجانب الآخر من المبنى مخصص للنساء وفيه حراسة مشددة ويقال ان ثلاث مفارش نقل الجذام الى ثلاث مسنات بالدار.
نفي .. ولا تعليق
«عكاظ» وضعت حزمة الملاحظات على طاولة فواز الراجي مدير الدار نفى وجود ما اسمه «اضراب» العمال وفضل عدم التعليق على بقية الملاحظات والاسئلة.. اما بالنسبة لمريض السل فان التعليمات لا تجيز نقله الى المستشفى.. وكميات الادوية كافية وان المبنى الجديد للدار في طور التجهيز.
ربما كان غرض القائمين على امر الدار حماية بقية المسنين من عدوى «جمبي».. ولكن العجوز يتساءل ويهمس.. اذاً اين العلاج؟
اقاويل عن الإهمال
مصادر تتحدث عن تجاوزات واهمال لا اول لها ولا آخر في دار المسنين التي يقطن فيها نحو 100 من العجائز بينهم 39 سيدة عجوز.. وحالة «جمبي» ليست هي الوحيدة.. مع حالات مماثلة يعاني اصحابها مع ظلم ذوي القربى والاهمال وقلة المقدار.
عشرات من كبار السن لا يجدون من يرعاهم ويأخذ بأياديهم، ربما طوت الدار ملفاتهم.. وتركتهم للزمن الضائع.
الايدي تتوقف
ومن صور التجاوزات والفوضى حسب تلك المصادر ان العمال المكلفين بنظافة الدار توقفوا عن العمل بسبب تأخير الاجور.. وهكذا فقد المسنون آخر يد كانت تأخذ بهم وتنظف حجراتهم وتبدد وحدتهم.
كلام من الداخل
مسؤول من داخل الدار هاتف «عكاظ» واعترف بوجود اهمال وتجاوز كبيرين مبدياً حزنه وأسفه لما يحدث وقال ان العجزة والمسنين الذين جاءوا الى الدار بحثاً عن الراحة والعلاج تحولوا الى مرضى وفيهم من اصيب بالسل.. ومنهم من داهمته غرغرينا السكر.. والجرب.
ممارسات غير انسانية
ويتحدث المصدر عما اسماه «ممارسات غير انسانية» في التعامل مع المقيمين في الدار وسط غياب كامل من موظفي الشؤون الاجتماعية.. ويضرب المصدر مثلاً بقيام المسنين قضاء حاجتهم على السلالم ودرج المبنى لعدم وجود من يأخذ بأياديهم ويوصلهم الى دورات المياه. ويستغرب من تحدث لـ«عكاظ» من داخل المبنى تخصيص طبيب وطبيبة لعلاج 100 مقيم بالدار.
تصلب الاطراف والأبدان
«عكاظ» سجلت زيارة لمبنى التأهيل الشامل ورصدت بالصورة والقلم حزمة من القصور والاهمال التي تبدو واضحة في عيون النزلاء.. يقول العم سيد:
يا بُني كتب علينا الشقاء مرتين.. عندما ادار اهلنا ظهورهم لنا.. وعندما جاءوا بنا الى هذا المكان، المجتمع نسينا.. والعاملون هنا لا يعبأون بنا، تصلبت عظامنا وتجمدت اطرافنا.. ولا احد يسأل عنا.
العم حسن لما لمح مجيئنا هب واقفاً وقد بدت السعادة على وجهه وقال وسط فرحته (واخيراً وصلتم لنا.. ستسمعون كثيراً عن مآسينا، المبنى كما ترونه لا يحتاج الى وصف، والاسرة التي ننام عليها قديمة والمفارش بالية والنظافة لا يمكن التعليق عليها لانها ظاهرة امامكم.. نحن لا نريد الطعام فقط بل رعاية طبية واجتماعية.. او اخرجونا من هذه الاسوار.. نريد ان نرى الشمس واستنشاق الهواء النظيف.. انقذونا)!!
العم جمبي مريض السل المعزول اكتفى بهز رأسه عندما سألناه عن مستوى النظافة ثم فاضت عيونه.. وبكى!!
بقايا دموع
توسد العجوز ذراعه.. ثم نام وفي عينيه بقايا دموع.
الجانب الآخر من المبنى مخصص للنساء وفيه حراسة مشددة ويقال ان ثلاث مفارش نقل الجذام الى ثلاث مسنات بالدار.
نفي .. ولا تعليق
«عكاظ» وضعت حزمة الملاحظات على طاولة فواز الراجي مدير الدار نفى وجود ما اسمه «اضراب» العمال وفضل عدم التعليق على بقية الملاحظات والاسئلة.. اما بالنسبة لمريض السل فان التعليمات لا تجيز نقله الى المستشفى.. وكميات الادوية كافية وان المبنى الجديد للدار في طور التجهيز.