-A +A
محمد الزهراني (الطائف)
ثمة غيوم رمادية تلف بردائها القاتم بداية العودة الى الدراسة في كل عام... سيناريوهات متداخلة خالية من الفرح لدى معظم الطلاب ووجوه منطفئة وعابسة.
ومع انطلاقة العام الدراسي الجديد يوم غد تبرز اسئلة في «دفاتر» الواقع عن أسباب نفور الطلاب من الدراسة وما هي مرئياتهم حول هذا الموضوع وماذا يقول أولياء أمور الطلاب والمعلمون والمشرفون التربويون وما هي حيثيات كل طرف حول أسباب العودة المتثاقلة الى الدراسة؟

عادة ما يشعر الطلاب في الليلة التي تسبق الدراسة بالكآبة وتمطر مشاعرهم بغيث الاحباط والحزن.
وأجمع كل من أمجد محمد وراضي الحامد وباسم المسعد ان بداية العام الدراسي غير مبهجة على الإطلاق، حيث ان الليلة التي تسبق الدراسة يشعرون بالضيق لعدة اسباب منها اعتمادهم على السهر طيلة أيام الاجازة وتغيير مسار حياتهم الذي استمر لثلاثة أشهر تقريباً حتى يضطرون للاستيقاظ مبكراً.
غير أن الطالب عادل فيصل يرى ان العودة المتثاقلة الى الدراسة لها أسبابها ومبرراتها من وجهة نظره حيث لا يرى أي جديد في المناهج فما درسه في المرحلة الابتدائية هو نفسه في المرحلتين المتوسطة والثانوية والشيء الجديد هو التوسع في المواد دون ان تكون هناك افكار وطروحات تحرض عقول الطلاب للتفكير والابداع.
وقال عبدالوهاب الزهراني ان الطلاب ليست لهم أي كلمة مسموعة فيما يتعلق بالمناهج التي ترهلت واصبحت عبارة عن روتين يؤديه الطالب فقط من اجل النجاح أو تجاوز المرحلة الدراسية، واستطرد.. ان التلقين هو سيد الموقف في معطيات الدراسة الى جانب انه لا مجال للابداع خلال اليوم الدراسي فعلى سبيل المثال هناك طلاب يودون ابراز مواهبهم في الرسم ولكن لا يجدون الفرصة.
وبالنسبة للطالبين ماجد الحارثي وسعود خالد فان المناهج الدراسية في حاجة الى إعادة النظر في مقوماتها حيث أنها طويلة وبعضها لا يستفيد منها الطالب ولا تشكل أية أهمية بالنسبة له كما ان المواد الدراسية لا تمنح الطالب التفكير والابداع، لذا فإن معظم الطلاب ينفرون من الدراسة.
ويرى فيصل الباني ان معظم الطلاب يرون أن الاسبوع الأول للدرسة ليس مهماً لذا فإن بعضهم يغيب عن المدرسة.
واضاف: ان القضاء على الروتين الدراسي المتمثل في المناهج غير المطورة يجعل الطلاب يعودون الى الدراسة بغير نفس.
واذا كانت هذه آراء الطلاب حول أسباب عودتهم المتثاقلة الى الدراسة فماذا يقول أولياء أمورهم.
المهندس فيصل سراج وباسل عبدالله أوضحا ان مناهج التعليم العام تخلو من الآليات التي تحرض الطلاب على الابداع كما ان غياب النشاط اللاصيفي المتمثل في حصص الرياضة والتربية الفنية اصبحت من الأمور الهامشية في المدارس لذا فإن الطلاب يشعرون بوطأة الروتين في »الدوام« الدراسي.
وفي ذات السياق قال المعلم شادي الزهراني ان افتقار المدارس لوسائل الترفيه هي السبب الرئيسي الذي يجعل الطلاب ينفرون من الدراسة، حيث نجد أن الطالب يمضي في المدرسة اكثر من 7 ساعات وهو يستقبل الأوامر والنواهي وربما العقاب، وكل هذه الأسباب كفيلة بجعل الطلاب ينفرون من المدرسة.
واستطرد.. ان تنقل الطلاب بين الفصول في كل حصة تجربة ناجحة للغاية وكانت سبباً في ترغيب الطلاب للدراسة بالمدارس التي طبقت هذا النظام، حيث ان هذا الفكر يعتبر بمثابة تغيير جو الدراسة.
ومن جانبه قال مشرف النشاط الاجتماعي محمد عبدالوهاب ان كثرة المواد الدراسية التي تصل في بعض الاحيان الى 21 مادة في العام الدراسي قد تكون سبباً في عدم رغبة الطلاب للتواصل مع الدراسة وتعتبر مدارسنا هي اكثر المؤسسات التعليمية في العالم من ناحية كثرة المواد، ونسمع في كل عام ان هناك مواداً جديدة ستضاف.. ويرى ان ضم المواد الاجتماعية والعربية هي الحل الأنسب أو من باب التغيير الذي تعشقه النفس.
وقال عبدالله الزهراني ان مناهجنا بعيدة عن التقنيات الحديثة ومن اجل ترغيب الطلاب في المدارس فانه لابد من اجراء تغيير كامل في المناهج وذلك لمواكبة التغيرات في الوقت الراهن.
التربوي السابق عبدالله شبرق لا ينكر ان هناك نفوراً من قبل الطلاب والطالبات للدراسة بسبب تطبيق لائحة التقويم التي تمنح الطالب فرصة كبيرة لأن يكون هناك تسيباً دراسياً الأمر الذي جعلهم يستهترون بالدراسة ولا يركزون على التحصيل وينشغلون بالانشطة التي فرضتها الوزارة والتي تعطي مجالاً للغياب عن المواد الدراسية اضافة الى ان التربويين في الوقت الحالي مخرجاتهم التعليمية ضعيفة قياساً بما كان في السابق.
اضافة الى كثرة وسائل الترفيه الحديثة وعدم تواصل اولياء الأمور مع مجالس الآباء، حيث انه لا يحضر منهم سوى 5% فقط ويرى عميد كلية خدمة المجتمع في جامعة الطائف الدكتور عبدالله المالكي ان هناك عدة أسباب لنفور الطلاب من الدراسة منها افتقار معظم المدارس للوسيلة التعليمية التي تحبب الطالب بالمنهج وتساعده على التفكير والابداع ويرى ان افضل وسيلة هي ان يكون الاسبوع الأول من التعليم أسبوعاً ترفيهياً يتضمن ورش عمل بين الطلاب والمعلمين.