-A +A
من الملاحظ في أيام التشريق كل عام وجود مشاكل بين الموكلين بتوزيع اللحوم وبين الأفراد المستفيدين من اللحوم (المستهلكين) فعند وصول برادات اللحوم إلى موقع المسؤولين عن التوزيع يقوم عدد كثير من مفتولي العضلات بالهجوم عمدا والدخول داخل برادات اللحوم وأخذ ما فيها بالقوة وإحداث فوضى ومضاربات جماعية في المكان بحجة أنه لا يحصل على اللحم إذا انتظر المندوب المسؤول عن التوزيع في الحي الذي يسكن فيه لقلة الكمية التي تخصص للمندوب، حيث يعطى لمندوب حي معين 300 رأس مثلا لكن في الحي ما يقارب ألف أسرة ــ ألف بيت ــ «يعطي مين ويخلي مين»؟؟ فتحصل بعض الأسر على اللحم ولا تحصل كثير من الأسر. بينما حجة المسؤولين المنظمين أنهم يسلمون اللحوم للمناديب على حسب المستفيدين المسجلين في كشوفات المناديب، لكن في حقيقة الأمر أن كلا من مسؤلي التوزيع والمستفيدين له حجته فالمسؤول ملزم بتنظيم التوزيع والمستفيد لا يجد لحما إذا انتظر أو اعتمد على المندوب!! والحقيقة أن طريقة التوزيع في الشوارع العامة يشجع المستفيدين على السطو بل وإكراه سائق البرادة على فتح الباب ثم نهب ما في البرادة من لحوم والأقوى هو الذي يظفر بعدد أكبر من قطع اللحم وفي الموقع نساء لا يستطعن الدخول في تلك الفوضى العارمة.
من المهم إنشاء مستودعات تبريد كبيرة أولا ومن ثم إيداع اللحوم فيها وإصدار بطاقات(كوبونات وكروت) تسلم للمستفيدين في مقر الجمعيات والمندوبيات ويكتب عليها عدد الرؤوس أو عدد القطع التي يستحق المستفيد أخذها ثم يتوجه المستفيد إلى مستودع التبريد لأخذ اللحم بانتظام. وإن عجزت جمعيات مراكز الأحياء أو مندوبيات الدعوة عن توفير مستودعات تبريد كبيرة لقلة ذات اليد مثلا يقومون بالتنسيق مع مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي في مقره بمنى بأن يكون استلام البطاقات من الجمعيات والمندوبيات.

عبد الرحيم إبراهيم هوساوي ــــ مكة المكرمة