قد لا يكون صعبا أن تكون مسؤولا كبيرا.. لكن الصعب حقا أن تكون على قدر هذه المسؤولية الملقاة على عاتقك.. والأصعب أن تتولى هذه المسؤولية باقتدار.. والأكثر صعوبة أن تضم إلى سماتك القيادية هذه روح فنان، وقلب شاعر، وعقل مفكر!.
هذا ما حدثت به نفسي وأنا خارج من آخر لقاء التقيت فيه بأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، كنا نتباحث يومها عن مشروع (توسعة المطاف)، الذي باركه خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وعمل على إنجازه فريق وزارة التعليم العالي ــ جامعة أم القرى ــ وبإشراف مباشر من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري.
كان المجلس غاصا بذوي الرأي من رجال الأعمال والمهندسين والمثقفين، وانثالت على فريق المشروع عشرات الأسئلة والملاحظات والأفكار.. وحقيقة لم تكن تلك الأفكار على جودتها جديدة على الفريق، فقد سمعت وسمع الفريق كثيرا منها خلال ورش العمل العديدة واللقاءات الكثيرة التي ارتبطت بهذا المشروع المبارك، ولكن لفتة ذكية تفضل بها سمو الأمير استوقفتني.
لم يعلق الأمير كثيرا على شكل المشروع ولا طبيعته، ولا على حركة الحجاج وانسيابيتها، ولا على أنظمة المواصلات من الحرم وإليه، ولا على إدارة الحشود داخل الحرم الشريف.. لم يعلق كثيرا لا لعدم أهميته وإنما لظهوره وليقينه أنها من الواضحات وقد صدق فجل هذه النقاط تعرضت لها النقاشات التي دارت.. وإنما ذهب إلى ما وراءه .. إلى أبعد منه.
تساءل: ما الذي يجعل الحجيج أصلا يتدافعون تدافعا شديدا في اليوم الثاني عشر للطواف ومن ثم للمغادرة؟ ما الذي يجعلهم عجلين إلى هذا الحد؟.
ورأى سموه أن هؤلاء الحجيج لو كانت إقامتهم بمنى أو بمكة أتم راحة، وأفضل حالا لكان ذلك داعيا لهم للتريث وعدم العجلة، وأن من أسباب عجلة الكثير منهم أنه مفترش مثلا، أو أن مقامه غير مريح ولا لائق، أو أن مطوفه أخل بشروطه والتزاماته فضاق به الأمر وحرص على سرعة المغادرة. وعليه فنحن لن نحل مشكلة الطواف بتوسعة المطاف وإدارة الحشود فيه فحسب، بل بالنظر في دائرة أوسع، وبمتابعة الحاج والتأكد من راحته في سائر مراحل نسكه.
قلت: إن هذه النظرة الشمولية استوقفتني، وهذا الرجوع بالأمر إلى أوليته، وتقصي الأسباب منذ بدايتها أعجبني، ورأيت في ما سمعت وجها من وجوه حنكة سموه، هذه الحنكة التي يشهد بها كل من عرفه وتعامل معه أو عمل معه، تلك هي رسالة الأمير خالد التي حملتها في قلبي وأنا أودع ذلك المجلس الكريم.
* مدير جامعة أم القرى
هذا ما حدثت به نفسي وأنا خارج من آخر لقاء التقيت فيه بأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، كنا نتباحث يومها عن مشروع (توسعة المطاف)، الذي باركه خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وعمل على إنجازه فريق وزارة التعليم العالي ــ جامعة أم القرى ــ وبإشراف مباشر من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري.
كان المجلس غاصا بذوي الرأي من رجال الأعمال والمهندسين والمثقفين، وانثالت على فريق المشروع عشرات الأسئلة والملاحظات والأفكار.. وحقيقة لم تكن تلك الأفكار على جودتها جديدة على الفريق، فقد سمعت وسمع الفريق كثيرا منها خلال ورش العمل العديدة واللقاءات الكثيرة التي ارتبطت بهذا المشروع المبارك، ولكن لفتة ذكية تفضل بها سمو الأمير استوقفتني.
لم يعلق الأمير كثيرا على شكل المشروع ولا طبيعته، ولا على حركة الحجاج وانسيابيتها، ولا على أنظمة المواصلات من الحرم وإليه، ولا على إدارة الحشود داخل الحرم الشريف.. لم يعلق كثيرا لا لعدم أهميته وإنما لظهوره وليقينه أنها من الواضحات وقد صدق فجل هذه النقاط تعرضت لها النقاشات التي دارت.. وإنما ذهب إلى ما وراءه .. إلى أبعد منه.
تساءل: ما الذي يجعل الحجيج أصلا يتدافعون تدافعا شديدا في اليوم الثاني عشر للطواف ومن ثم للمغادرة؟ ما الذي يجعلهم عجلين إلى هذا الحد؟.
ورأى سموه أن هؤلاء الحجيج لو كانت إقامتهم بمنى أو بمكة أتم راحة، وأفضل حالا لكان ذلك داعيا لهم للتريث وعدم العجلة، وأن من أسباب عجلة الكثير منهم أنه مفترش مثلا، أو أن مقامه غير مريح ولا لائق، أو أن مطوفه أخل بشروطه والتزاماته فضاق به الأمر وحرص على سرعة المغادرة. وعليه فنحن لن نحل مشكلة الطواف بتوسعة المطاف وإدارة الحشود فيه فحسب، بل بالنظر في دائرة أوسع، وبمتابعة الحاج والتأكد من راحته في سائر مراحل نسكه.
قلت: إن هذه النظرة الشمولية استوقفتني، وهذا الرجوع بالأمر إلى أوليته، وتقصي الأسباب منذ بدايتها أعجبني، ورأيت في ما سمعت وجها من وجوه حنكة سموه، هذه الحنكة التي يشهد بها كل من عرفه وتعامل معه أو عمل معه، تلك هي رسالة الأمير خالد التي حملتها في قلبي وأنا أودع ذلك المجلس الكريم.
* مدير جامعة أم القرى