-A +A
توفيق الصاعدي
يحكى أن رجلا نزل عند قوم وأطال عندهم الضيافة .. فكرهوا إقامته .. فقال الزوج لزوجته كيف لنا أن نعلم مقدار إقامته؟ قالت: نتشاجر غدا ونتحاكم إليه لنعلم متى يرحل!! فتشاجرا .. وقالت الزوجة للضيف: أستحلفك بالله الذي يبارك لك في سفرك غدا.. أينا أظلم؟ فقال الضيف: والله الذي يبارك لي في إقامتي عندكما شهرا ما أعلم أيكما أظلم .. كم مر علينا من أمثال هذا الغثيث؟ يتصل عليك أحدهم ويجلس يتحدث الساعات الطوال في لا شيء وعن لاشيء .. وحينما تحاول أن تعتذر منه بسبب مشاغلك .. يقول لك لحظة دقيقة واحدة فقط ثم يكمل سمفونيته العظيمة .. وهذا آخر يتصل بك ويقول سوف أزورك وأشرب القهوة عندك الآن .. بدون أن يسأل .. هل أنت مشغول أو لديك ارتباط ويجلس عندك الساعات الطوال .. نعم .. الإسلام أمر بإكرام الضيف وهو من الإيمان .. قال صلى الله عليه وسلم: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه» الحديث.. والكرم صفة أصيلة وراقية في الإنسان خصوصا عند العرب وهو من صفات الرجولة التي يتفاخر بها .. والبخل شيء قبيح والبخيل دائما منبوذ .. ولكن يجب أن يعذر بعضنا بعضا عند تعسر ذلك أي بسبب وجود شاغل عن القيام بذلك كأن يكون الشخص مريضا، أو لديه مريض يريد أن يذهب به إلى المستشفى أو أن يكون لديه اختبارات وغيرها من الأعمال التي تتطلب التفرغ لها وإلا سوف يتضرر صاحب هذا الشأن .. ومن لا يعذر لا يُعذر.. خصوصا من ليس على سفر أو قادم من مكان بعيد.

tawfeekalsaadi@gmail.com