-A +A
صيغة الشمري
كنت وما زلت أنادي برفع الحصانة الإعلامية عن المسؤولين الذين تتعلق وظائفهم بمصلحة المواطن مباشرة، لقناعتي التامة بأن الصحافة هي عين المجتمع والمسؤولين عن المجتمع، وهي المصلح الحقيقي في جميع البلدان المتحضرة، وفي السنوات الأخيرة – من فضل الله – تحققت الكثير من المصالح لعل أهمها تسمية الفساد باسمه ومكافحته إلى حد كبير، واجهت الصحافة السعودية تحديا كبيرا في إثبات وجودها الحقيقي، ودورها الإنساني الذي أصبح واضحا، خصوصا مع انطلاق وسائل الإعلام الرقمي التي خلقت تحديا جديدا، ولكن يبدو أن التحديات والصراع على كسب أكبر كمية من القراء أدى إلى صياغة أخبار تفتقد إلى الدقة ولا تمثل ما ينادي به الإعلام السعودي من تحقيق التوازن والعدل في تناول الأخبار، ولعل ما نشر مؤخرا عن تورط أحد المسؤولين وقفزه من إحدى العمائر يدل دلالة واضحة على عدم التريث والتعجل في طرح الكثير من الأخبار غير المدققة، حيث أن كاتب الخبر ذهب إلى توريط المسؤول دون وجه حق، وبدأت صياغة الخبر كأنها تشف وانتقام، والخبر الحقيقي الذي وجد على أرض الواقع، هو وجود رجل يقال إنه مسؤول صحي في إحدى المناطق بجانب سيارته يعاني من كسور متفرقة في جسمه، وحتى إن كانت ظنون كاتب الخبر صحيحة، لا يجب أن يذهب إعلامنا السعودي ومنسوبوه إلى ترصد الأخطاء وتأويلها دون انتظار ما تؤول إليه التحقيقات، هذا التهور في نشر الأخبار سيؤدي في النهاية إلى فقد مصداقية وسائل الإعلام السعودي، وسيدخلها في مأزق كانت تعاني منه الصحافة السعودية (كلام جرايد)، فبعد سنوات طويلة من كفاح الصحافيين المخلصين انقلبت وجهات النظر ليصبح كلام (الجرائد) كلاما يحمل الكثير من المصداقية، أمنيتي أن لا يأتي يوم ونعود إلى زمن لا يؤخذ به كلام الإعلامي على محمل الجد، ولن تجد أخبارنا وما ننشره قارئا ينظر لها بعين الصدق والاحترام، كلي أمل أن ننظر للأخبار بحيادية سواء كانت عن مسؤول أو عن هيئة الأمر بالمعروف أو عن ساهر أو عن أي أحد!


Shammriyah76@hotmail.com