-A +A
خالد الشلاحي ــ المدينة المنورة
شدد مديرو عدد من جامعات المملكة على أهمية الدور الذي تضطلع به مؤسسات التعليم العالي والعام، في نبذ كل أشكال التطرف والغلو والتعصب وأهمية التعايش الحضاري بين كافة أطياف المجتمع، وفقا للمنهج الحكيم الذي تسير عليه المملكة في سياستها وكافة تعاملاتها وعلاقاتها الخارجية.
وأكدوا بمناسبة تنظيم الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي مساء غد محاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بعنوان «منهج الاعتدال السعودي» على عظم المسؤولية الملقاة على عاتق الجامعات والمعاهد الفكرية جنبا إلى جنب مع كافة مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية في تسريخ مبدأ التسامح والتآخي والعمل بمنظومة واحدة لمواكبة التطور العالمي على كافة الأصعدة.

مكسب كبير
وصف محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر استضافة الجامعة الإسلامية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة محاضرا عن منهج الاعتدال السعودي بأنها مكسب كبير، باعتبار أن شخصية الأمير خالد الفيصل تمثل هذا المنهج المعتدل دينا وحكما وسياسة وهو نهج الدولة السعودية وحكومتها الرشيدة منذ عهد الموحد والمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله إلى يومنا هذا، فأبناء الملك عبدالعزيز من بعده كلهم على النهج السليم في عقيدتهم الصحيحة وفكرهم الإسلامي الوسطي الذي يرسخ مبادئ العدل والسلام في مختلف أصقاع الأرض.
وثمن ابن معمر للجامعة الإسلامية هذه المبادرة في استضافة علم بارز هو سمو الأمير خالد الفيصل وتبنيها فكرة الخطاب الوسطي في الأمة.
الكراسي العلمية
أما مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة فأكد على أن إنشاء العديد من الكراسي العلمية والبحثية تؤكد بلا ريب أو شك على أن المملكة تنتهج سياسة الاعتدال والوسطية في كافة تعاملاتها ورفضها كل أشكال الغلو والتطرف.
وقال النزهة، إن منهج الاعتدال في المملكة يمثل مرتكزا أساسيا في جميع التعاملات وعنصرا حاضرا في التوجهات السياسية والفكرية والثقافية وحتى الاقتصادية من لحظة تأسيس هذه الدولة المباركة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله انطلاقا من منهج ديني يؤكد على أهمية الاعتدال والوسطية وينبذ الغلو والتطرف بجميع أشكاله وهو المنهج الذي سارت عليه بلادنا، ونجد التأكيد على الوسطية والاعتدال حاضرا في أحاديث وتصريحات القيادة السعودية في جميع المناسبات والمواقف فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقول «إن الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبل بديلا عن الوسطية والاعتدال، ويرفض الغلو والتعصب».
منهج الاعتدال
ورأى مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أن حقيقة تطبيق المملكة لمنهج الاعتدال والوسطية يتجلى في تبنيها سياسة الحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة، وجنوحها إلى دعوة العالم بأسره إلى التعايش الحضاري الواعي، ونبذ كل أسباب الفرقة والتعصب ومظاهر الظلم والاستبداد، والسعي إلى الانفتاح حول تقبل الآخر وبناء العلاقات الإنسانية ومد جسور التواصل والاحترام المتبادل، مذكرا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي».
وأضاف في حديثه عن منهج الاعتدال السعودي ووسطيته، أنه يبرز في تعاملاتنا اليومية المختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وهو ذلك القول الذي تردده قيادتنا الرشيدة بين الفينة والأخرى في خطاباتها تأكيدا لمظاهر الاعتدال وتطبيقاته المختلفة، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكد في أكثر من موضع على الاعتدال وضرورة الالتزام به في كل مظاهر حياتنا والبعد عن التطرف والغلو، إلى جانب مواصلة قيادتنا الحكيمة هذا النهج المعتدل فعلا وقولا في العديد من المواضع والمناسبات والتي منها قيام الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مشكورة بتنظيم محاضرة وحوار مفتوح عن (منهج الاعتدال السعودي) مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الذي تبنى حفظه الله كرسيا علميا يحمل اسم سموه الكريم لتأصيل منهج الاعتدال السعودي وتشرف عليه جامعة الملك عبدالعزيز.
تعزيز الوسطية
وامتدح مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب الدور الذي تضطلع به الجامعات والمعاهد الفكرية في سبيل تعزيز فكر الوسطية والاعتدال في المجتمع السعودي.
وقال د. طيب «منذ أن بادر الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه بتوحيد أرجاء وربوع هذه المملكة على كلمة التوحيد كان ديدنه أن تكون دولته على أسس من الوسطية لا إفراط ولا تفريط، واستمر هذا النهج الوسطي الاعتدالي طوال سنوات الحكم السعودي الزاهر».