-A +A
محمد داوود (جدة)
رأى المختصون في الطب والعلوم أن العام الجديد 2012 سيشهد ثورة تقنية كبيرة في عدة تخصصات، واكتشافات عديدة في مجالات الفضاء والعلاجات الطبية والبيئة والتكنولوجيا والفلك. ولفتوا لـ «عكاظ» إلى أن العام الجديد سيكون حافلا بالإنجازات العلمية وخصوصا في مجال تقنية النانو والحاسوب والأحداث الفلكية.
ثورة النانو

رأى مدير مركز «النانو» في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور سامي بن سعيد حبيب، أن العالم شهد ثورة كبيرة في مجال تقنية النانو، لافتا إلى أن هذه التقنية أسهمت في معالجة الكثير من المشاكل التقنية التي كان العالم يواجهها، وبجانب ذلك سيشهد العام الجديد إنجازات كبيرة في تقنية النانو، وخصوصا أن هذه التقنية دخلت كل المجالات العلمية ومنها الطب والفضاء والصناعة.
وأضاف أن مقياس النانو هو مقياس اختاره الله في هذا الكون سواء كانت بالذرة أو الجزء أو البروتينات في جسم الإنسان أو الحيوان والأنهار والمياه والأحجار فاللبنة الصغيرة منها جميعها بمقياس النانو، بالإضافة إلى أن المواد إذا صنعت بهذا المقياس تتغير خواصها، فالكربون إذا تمت صناعته بمقياس النانو يصبح أقوى من الفولاذ بمائة مرة بالإضافة إلى أنه يحول العديد من المواد من مادة غير متفاعلة كيمائيا إلى مادة تتفاعل كيمائيا.
الدكتور حبيب خلص إلى القول «يمكن توظيف النانو في علاج السرطان ويمكن الشركات المصنعة للدواء من صناعة أدوية لفرد من البشر بذاته حيث يتم أخذ مورثاته أي الشفرة الوراثية ويصنع له الدواء الخاص به، كما أن حقن القلب الذي تعرض إلى نوبة بطريقة مباشرة بمواد النانو يساعد على إنقاذه بنسبة 60 في المائه، كذلك يمكن لتقنية النانو إيجاد أطعمة جديدة متعددة الألوان والمذاقات، وهذا ما يعرف بمجال الهندسة في الطعام».
توقعات فلكية
وفي مجال الفلك، أوضح رئيس جمعية الفلك في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن العام الجديد سوف يشهد العديد من الأحداث الفلكية منها كسوفان للشمس وخسوفان للقمر، موضحا أن الكسوفين هما حلقي وكلي، والخسوفان جزئي وشبه ظل. وأشار أبو زاهرة إلى أهم الأحداث الفلكية للعام الجديد في 2012 هي:
3 يناير: ذروة تساقط شهب الربعيات، حيث تتساقط بمعدل 40 شهابا في الساعة عند ذروة تساقطها وهي مشاهدة في سماء المملكة والقمر لن يكون له تأثير على رصدها في العام الحالي.
3 مارس: كوكب المريخ في التقابل، فالكوكب الأحمر سيكون في أقرب نقطة من الأرض ويكون وجهه مضاء كاملا بنور الشمس وهذا أفضل توقيت لرصد وتصوير المريخ. ويشاهد عقب غروب الشمس في سماء المملكة.
15 أبريل: كوكب زحل في التقابل، حيث إن كوكب الحلقات سيكون في أقرب نقطة من الأرض ووجهه مضاء بنور الشمس، وهذا أفضل توقيت لرصد وتصوير زحل وأقمارة.
21 أبريل: ذروة تساقط شهب القيثاريات، تتساقط بمعدل حوالي 20 شهابا في الساعة عند ذروة تساقطها ويمكن أن ينتج عنها شهب تستمر لامعة لبضعة ثوان والقمر لن يكون له تأثير على رصدها وهي مشاهدة في سماء المملكة.
20 مايو: كسوف حلقي للشمس، ومسار الكسوف يبدأ في جنوب الصين ويتحرك عبر اليابان وشمال المحيط الهادي إلى غرب الولايات المتحدة الأمريكية ويشاهد جزئيا في الأجزاء الشرقية من آسيا ومعظم أمريكا ولن يكون مشاهدا في سماء المملكة.
4 يونيو خسوف جزئي للقمر سيكون مشاهدا في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادي والأمريكيتين، ولن يكون مشاهدا في سماء المملكة.
6 يونيو : عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس، سوف يكون مشاهدا في معظم شرق آسيا وأستراليا وألاسكا ومشاهد أيضا في سماء المملكة.
12 أغسطس: ذروة تساقط شهب البرشاويات، وهي تعتبر واحدة من أفضل الشهب التي يتم رصدها حيث إنها تتساقط بمعدل 6 شهب في الساعة عند الذروة وهي مشاهدة في سماء المملكة. 24 أغسطس: كوكب نبتون في التقابل، فالكوكب أزرق سيكون في أقرب نقطة من الأرض ويكون كامل وجهه مضاء بنور الشمس وهذا أفضل توقيت لرصده ولكن نظرا لبعده الكبير عن الأرض فإنه سوف يظهر كنقطة زرقاء من خلال التلسكوبات القوية.
29 سبتمبر، كوكب أورانوس في التقابل، فالكوكب الأخضر المزرق سيكون في أقرب نقطة من الأرض ويكون كامل وجهه مضاء بنور الشمس وهذا أفضل توقيت لرصده ولكن نظرا لبعده الكبيرة عن الأرض فإنه سوف يظهر كنقطة زرقاء من خلال التلسكوبات القوية.
21 أكتوبر: ذروة تساقط شهب الجباريات، حيث تتساقط بمعدل 20 شهابا في الساعة عند الذروة والقمر لن يكون له تأثير على رصدها وسوف تكون مشاهدة في سماء المملكة. 13 نوفمبر، كسوف كلي للشمس، مسار الكسوف الكلي سوف يجعله مشاهدا فقط في أقصى الأجزاء الشمالية من أستراليا وجنوب المحيط الهادي، وسوف يشاهد جزئيا في معظم الأجزاء الشرقية من أستراليا ونيوزيلندا.
17 نوفمبر: ذروة تساقط شهب الأسديات، وهي تعتبر واحدة من أفضل الشهب التي يتم رصدها وهي تتساقط بمعدل 40 شهابا في الساعة والقمر لن يكون له أي تأثير على رصدها وهي مشاهدة في سماء المملكة. 28 نوفمبر، خسوف شبه ظل للقمر وسيكون مشاهدا في معظم أوروبا وشرق أفريقيا وآسيا وأستراليا والمحيط الهادي وأمريكا الشمالية وهو مرصود في سماء المملكة.
3 ديسمبر: كوكب المشتري في التقابل، عملاق نظامنا الشمسي سيكون في أقرب نقطة للأرض ووجهه مضاء بالكامل بنور الشمس وهذا أفضل توقيت لرؤية وتصوير الكوكب وأقماره.
13 ديسمبر: ذروة تساقط شهب التوأميات، وتعتبر من قبل الكثير من الراصدين أفضل وابلات الشهب السماوية تنتج عند ذروة تساقطها ما يزيد على 60 شهابا في الساعة الواحدة والقمر لن يكون له تأثير على رصدها وسوف تكون مشاهدة في سماء المملكة.
الاحتباس الحراري
ولم يستبعد الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس، أن يشهد العام الجديد العديد من القضايا البيئية أهمها تزايد إشكاليات الاحتباس الحراري، وخصوصا بعد أن تم تسجيل عام 2011 كأعلى مؤشر لارتفاع حرارة الأرض يعد تحذيرا جديدا لتحرك دول العالم في احتواء المشاكل المسببة للاحتباس الحراري والأنشطة البشرية التي تؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الكربون. وأشار إلى ضرورة أن يكرس العالم جهوده أكثر في الجانب البيئي ولا سيما أن معظم الدراسات أوضحت أن التغير المناخي سيهدد حياة نحو 375 مليون إنسان بحلول عام 2015 ووفقا لما أشارت إليه إحدى المنظمات العالمية، وبالتالي فإنه لا يستبعد أن تزداد موجات الجفاف والأعاصير والفيضانات واختفاء جزر نتيجة هذه الظاهرة على الأرض خلال العام الجديد.
وفي جانب الأدوية رأى استشاري طب الأسرة والمجتمع في صحة جدة الدكتور خالد عبيد باواكد، أن العام الجديد سوف يشهد تطورات كبيرة في مجالات التشخيص والعلاج والأجهزة الطبية، ولا سيما في جانب الأدوية العلاجية، فمن المتوقع في جانب الأمراض المعدية وخصوصا الإيدز أن تظهر أدوية أكثر فعالية في مكافحة الفايروس، ولا يستبعد أن يتم الوصول إلى عقار وقائي من المرض، بجانب أدوية متطورة في علاجات الأمراض المستعصية تكون انعكاساتها (مضاعفاتها) بسيطة، كما يتوقع أن يشهد العام الجديد لقاحات لمواجهة السلالات الجديدة من الأنفلونزا الموسمية، بجانب تطوير لقاحات للملاريا والشلل.
تطورات الليزر
وفي مجال الثورة التقنية في العمليات الجراحية، كشف استشاري جراحة تجميل العيون والجفون والقناة الدمعية وحجاج العين الدكتور ياسر عطية المزروعي، أن الأعوام الأخيرة شهدت تطورا كبيرا في مجال الأجهزة التقنية في كافة التخصصات الطبية والتي تحدد دقة التشخيص، وبالـتأكيد فإن العام الجديد سيشهد المزيد من التطورات في مجالات العمليات الجراحية التي تجنب بعض الإشكاليات السابقة إن وجدت.
الدكتور المزروعي أكد أن مجال طب العيون شهد خلال الأعوام الماضية تطورا كبيرا في مجال تصحيح الأبصار بدءا بالليزر مرورا بالأكزيمرليزر والأنترا ليزك ووصولا إلى الفيمتوثانية.