-A +A
سعيد الزهراني - فهد الرياعي - (عسير) علي صمان - عبدالخالق ناصر الغامدي (الباحة)
تواصلت لليوم الثاني على التوالي الانتقادات الموجهة لسياسات التعليم من قبل المشاركين والمشاركات في اللقاء التحضيري للحوار الوطني السادس «التعليم.. الواقع وسبل التطوير» والذي اختتم امس بمنطقة عسير بعد يومين من النقاش والحوار حول محاوره الاربعة التي حددها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
انتقادات المشاركين خصصت للحديث عن التعليم العالي والعام بدأت بالمطالبة بحصص للتربية الرياضية للطالبات من قبل المشاركة نادية الفواز التي قدمت دراسة عن زيادة نسبة السمنة بين السعوديات قائلة: ان عدم ممارسة السيدات للرياضة ساهم في ارتفاع نسبة السمنة لديهن اما انتقاد المشاركة ايمان عبدالله عسيري فتمحور حول اهتمام التعليم بالجانب النظري واهمال الجانب العملي بينما طالبت حصة ابراهيم بفتح مجال الدراسة العليا للطالبات لاكمال تعليمهن وهذا ما اكدته احدى المشاركات التي طالبت بموازنة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل فيما رأت المشاركة حصة ان تحقيق الامال يتطلب وضع خطط كفيلة لتطوير الواقع وبشكل مدروس. هذا الامر اكدت عليه المشاركة صالحة آل شريان التي طالبت بايضاح فلسفة التعليم داعية الى تقويم صادق لواقع التعليم وايجاد صيغة تكامل بين العلوم والاستفادة من الطاقات الابداعية والانتاجية.

هذه الانتقادات من قبل المشاركات تواصلت بمطالبة المجتمع بالمشاركة في تطوير واقع التعليم حيث قالت المشاركة فاطمة علي عيد ان العملية التعليمية تكاملية تشترك فيها مؤسسات المجتمع داعية هذه المؤسسات الى معرفة مالها وما عليها من حقوق.
اما المشاركة نورة حسين فطالبت بناء بيئة تعليمية محفزة على الابداع و فتح المجال اما الطلاب والطالبات للمشاركة بالرأي في قضاياهم التعليمية وتبني طريقة التعليم بالترفيه.
الانتقادات والمطالبات التي تنوعت بتنوع المحاور وتعرضت لواقع المباني المدرسية كما اوضحته المشاركة صالحة المطرفي لم يخل من الاسئلة التي حملت العديد من علامات الاستفهام كسؤال المشاركة نورة الغامدي التي قالت: على من تقع مسؤولية بناء عقول ابناء هذا الوطن هل على عضو هيئة التدريس السعودي ام غير السعودي.
اما المشاركون في اللقاء فبدأت مداخلاتهم بهجوم على المسؤولين عن التعليم حيث قال الدكتور ظافر الشهري ان معظم المسؤولين في التعليم لا يعرفون سياسات التعليم وبالتالي لا يطبقونها داعيا الى تطبيق الحوار داخل اروقة المدارس والكليات مطالبا باعادة تقويم اعضاء هيئة التدريس اما الدكتور فايز عسيري فانتقد من جهته سياسات التخطيط قائلا ان سياسات التخطيط والتطوير لدينا قديمة ولم تتطور او تتغير فهي خطط طويلة المدى بعكس الخطط الحديثة التي تقيم باستمرار.
واقع الجامعات وميزانياتها كان محور مداخلة الدكتور سعد محمد مارق التي وصفت مداخلته بالاقوى حيث انتقد عدم الاستقلالية في الجامعات بميزانيات خاصة تتصرف بها وفق احتياجاتها ومتطلباتها قائلا تعامل جامعاتنا كالبلديات ومصلحة المياه مطالبا التخلص من المركزية والبيروقراطية في الجامعات ودخول جامعات غربية الى المملكة.
هذه الدعوة لفتح المجال للجامعات الغربية بالمملكة وافقتها دعوة اخرى من احدى المشاركات التي طالبت بفتح كليات زراعية نسائية قائلة ان هذه المهنة قديمة وقد مارست المرأة الزراعة فلماذا لا تعود اليها من خلال كليات علمية لكن هذا المقترح واجه انتقادا حادا من قبل عضو مجلس الشورى ووكيل جامعة الملك خالد سابقا الدكتور سالم القحطاني الذي رد على المشاركة قائلا: ان الفتيات السعوديات لا يجدن ترتيب السرير في الصباح فكيف نطالبهن بالزراعة وهذا الرد خلق حالة من الغضب من قبل المشاركات حتى تعالت اصواتهن وتحول اللقاء الى شجار واصوات عالية لم تهدأ الا بعد تدخل رئيس الجلسة الدكتور راشد الراجح الذي طالب بالالتزام بمبادئ الحوار.
لقاء الباحة
الاجواء الملتهبة في لقاء عسير امتدت للقاء التحضيري الذي عقد ايضا امس في منطقة الباحة بحضور رئيس مركز الحوار الوطني الشيخ صالح الحصين حيث ركزت المشاركات على اهمية نمطية المنهج وتحقيق مبدأ المساواة والعدل بين المعلمين فيما يتعلق بعملية النقل وذلك ما يحقق الاستقرار النفسي والمعنوي للمعلمين والذي ينعكس اثره بشكل ايجابي على ادائهم مع ضرورة ان يكون لكل منطقة من مناطق المملكة خصوصية في مضمون المناهج بحيث تعطي تعريفا شاملا عن واقع المنطقة وتاريخها وشدد المشاركون على اهمية تطعيم المدارس بمرشدين ومعالجين نفسيين لمحاربة العنف الاسري وقضايا التحرش ولفت احد المشاركين الى ان المناهج الابتدائية بما تتضمنه من معلومات تؤهل الطالب لان يكون معلما لكنها لا تؤهله ليصبح نجارا او سباكا مطالبا بأن يكون منهج المرحلة الابتدائية مؤهلا لما بعدها كما طالبت احدى المشاركات بفصل المجمعات عن بعضها بحيث تكون كل مرحلة دراسية مستقلة حتى لا تتداخل حصص المختبر ووسائل التعليم الاخرى مع بعضها البعض فيما رأى احد المشاركين اهمية تقسيم الوزارة الى اربع او خمس مناطق كبيرة بحيث يتولى كل وكيل وزارة في التعليم صلاحيات الوزير كما دعا المداخلون الى اختيار مديرين تنفيذيين للمدارس حتى وان كانوا من خارج نطاق الكادر التعليمي وفي مداخلة اخرى طالبت احدى المشاركات بأهمية اداء القسم للمعلمين بعد التخرج لشعارهم بعظم المسؤولية وثقل الامانة التي اوكلت اليهم وطالب البعض باختصار المناهج وادخال وسائل تعليمية حديثة كالحاسب الآلي وتدريبه للطلاب منذ مراحل الدراسة الاولى وتطرقت مشاركة الى الاهتمام بفئة المعاقين من خلال المباني الحكومية وتجهيزها بما يتلاءم مع حالتهم الصحية فيما طالبت احدى المشاركات بتقليص نصاب المعلمة من الحصص بحيث لا تزيد عن 12 حصة كي تتلاءم مع متطلبات البيت والعمل وكذلك الاهتمام بالتعليم عن بعد وما ينتج عنه من خفض التكاليف على وزارة التربية والتعليم.