أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة أمس مشروع شركاء التنمية، وأعلن اختيار صحيفة «عكاظ» لتكون أول شريك مع إمارة منطقة مكة المكرمة لدعم مشاريع التنمية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة في مختلف المجالات.
وعد أمير منطقة مكة المكرمة صحيفة «عكاظ» نموذجا مشرفا لما وصل إليه الإعلام السعودي في مختلف المجالات المطبوعة والمرئية والمكتوبة، وقال لدى تشريفه أمس ملتقى حوار المسؤولية المشتركة الذي أطلقته صحيفة «عكاظ»: «شكرا لـ «عكاظ» المؤسسة والصحيفة على إتاحة الفرصة في هذا اللقاء الكريم للحديث إليكم والاستماع لكم».
ونقل أمير منطقة مكة المكرمة تحيات وتقدير جميع أفراد منطقة مكة المكرمة إلى رائد النهضة والتنمية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز، معربا عن شكره وتقديره العظيم لكل من يساهم في بناء وتطوير ودعم مسيرة هذا الوطن.
وأكد أن الوحدة التي عمت الوطن هي السبب في نقل الإنسان في هذه الجزيرة من مجتمع بسيط إلى مجتمع حضاري انتقل من الأمية إلى التعلم حتى بلغ أرقى المستويات الأكاديمية والبحثية وفي الدراسات العليا، وحصد الجوائز التقديرية ليس في المنطقة بل وفي العالم أجمع.
وهنأ أمير منطقة مكة المكرمة المجتمع على ما حققته الأجيال السابقة التي واصلت مسيرة العمل والبناء حتى أصبح وطننا قبلة في التنمية والرخاء والاستقرار والتطور المعرفي والعلمي في جميع المجالات.
وتطرق أمير منطقة مكة المكرمة إلى ما يحظى به الإنسان السعودي من تقدير في كل بلدان العالم نتيجة تمسكه بالعقيدة الإسلامية التي جعلت من هذه البلاد محط نظر واحترام جميع أفراد الدنيا بأكملها، وأضاف «عندما ينظر إلى الإنسان السعودي ينظر إليه أنه الإنسان العربي المسلم الذي يحترم نفسه ويحترمه الناس، وهي أغلى صفة يجب أن نحافظ عليها، فاحترام النفس واحترام الناس يجب أن نحافظ عليه في عالم يزدري فيه البعض».
وتناول الأمير خالد الفيصل مسيرة الصحافة والإعلام في المجتمع والتي انتقلت من مرحلة إلى أخرى منذ تأسيس الدولة السعودية وحتى الآن، مبرزا ما تنعم به المملكة من وحدة وتنمية واستقرار نباهي به جميع بلدان العالم.
وأكد الأمير خالد الفيصل أن «التنمية والتطوير والمشاريع في المنطقة، مبتدئا بجدة تشهد الكثير من المشاريع، وقد انتهت بعض المشاكل، وهناك العديد من المعوقات التي نسعى لحلها وتلافي أمثالها في المستقبل، وقد انتهت مشكلة المياه، والصرف الصحي، والنفايات وتلك السحابة التي غطت جدة كل صباح، وكذلك بحيرة المسك والحمد لله».
وحض أمير منطقة مكة المكرمة وسائل الإعلام إلى تحمل مسؤولياتها، مؤكدا أن الإعلام عليه مسؤولية كبيرة، فالإعلام أكبر وسيلة للثقافة والفكر، والثقافة هي المعول الأول للبناء وهي كذلك معول الهدم.
وأكد على أن الإعلام هو المسير لهذه الثقافة شئنا أم أبينا، وهو الذي يؤثر في القلب والمجتمع، ووسائل الإعلام يهدف إليها كل إنسان للاطلاع على الأخبار والبحث عن المعلومة، كيف تصاغ المعلومة والخبر كلها مهمة الإعلام.
وزاد، «إعلامنا في المملكة انتقل نقلة لم يصدقها أحد، كنا نعجب بالإعلام الخارجي، الآن هم يتطلعون لما يقوله ويكتبه إعلامنا، وحسب الدراسات التي قامت بها مؤسسة الفكر العربي أن أكثر وسائل الإعلام في البلدان العربية هي وسائل الإعلام السعودية، نحن لدينا أكثر الفضائيات، وما شهدته الصحافة من نقلة خلال الخمسين سنة الماضية تحسب لها ولهذه البلاد العظمية».
وأضاف، «هامش الحرية الذي تنعم به الصحافة تحسدها عليه كثير من المجتمعات العربية، والاتزان مصدر فخر، صحيح أن هناك هفوات وأخطاء ولكن ليس هناك عمل بلا عثرات، لكن يحق لنا أن نفتخر بإعلامنا وصحيفة «عكاظ» هي نموذج مشرف لما وصل إليه الإعلام السعودي».
وأفصح أمير منطقة مكة المكرمة عن مشاريع تحت التنفيذ أهمها «مشروع الأمطار والسيول في جدة الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه، وأمر بتشكيل لجنة وزارية برئاسة سيدي ولي العهد والتي ولله الحمد أنهت الجزء الخاص بالحلول العاجلة، حيث إن بعض المشاريع انتهت في 110 أيام، وسوف نبدأ في تنفيذ الحلول الدائمة في نهاية شهر مارس المقبل، وقد انتهت الدراسات، وطلب من الشركات المنفذة تقديم العطاءات وسوف تنتهي الدراسة وترسى المشاريع آخر مارس المقبل».
وبين أن هناك المخطط الشامل لمدينة جدة، وقد اختيرت له شركة ستبدأ فيه قريبا، إلى جانب مشروع الكورنيش وآخر للواجهة الشرقية وهي من أكبر المشاريع، فضلا عن مشاريع تطوير وسط جدة وبحرها.
وعن المشروعات الأخرى قال: «هناك طريق دائري تم البدء فيه وقد تقرر دمج المراحل الأخرى الأربع، وقد طرحت جميع هذه المراحل في مناقصة، هناك مشروع المطار والقطار، هناك مشروع النقل العام وسوف يبدأ فيه قريبا، مؤكدا أن العشوائيات تحت الدراسة وسيتم البدء في بعضها نهاية العام».
وعن مشروعات مكة المكرمة أكد أن هناك مشروع الملك عبدالله للحرم، وهناك مشروع توسعة المطاف، وهناك مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة، ومشروع إعمار مكة يعني الانتهاء من الطرق الدائرية، والتي هي جميعها تحت التنفيذ، فهناك طرق الدائري الأول والثاني والثالث والرابع وهناك دائري خامس سيتم إعلانه قريبا، إلى جانب الطرق الإشعاعية التي تخترق الطرق الدائرية حتى تصل إلى ساحات الحرم المكي الشريف.
وعن وسائط النقل قال: «على الدائري الثالث سيكون هناك محطة نقل للركاب من الدائري الثالث إلى ساحة الحرم، وسيكون هناك قطار خفيف وحافلات وتكاسٍ وطرق للمشاة بدءا من الدائري الثالث حتى ساحات الحرم، إلى جانب مشروع النقل العام، ضمن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة، وقد رسيت محطات القطار للتنفيذ، وهناك مشروع الإدارات الحكومية في الشميسي، ومشروع بوابة مكة الذي يعد من أبرز المشروعات، حيث إنه تجاري وسكني وإداري، وهناك أيضا مشاريع لتطوير العشوائيات».
وعن مشروعات محافظة الطائف قال أمير منطقة مكة المكرمة: «هناك مشروع الهدا والشفا، ووسط المدينة، وسوق عكاظ، وهناك مشروع وادي التقنية، ومشروع النقل العام والعشوائيات وأخر ى عمرانية متفرقة».
ودعا خالد الفيصل جميع أطياف المجتمع إلى المشاركة في التنمية، مؤكدا أنها تحتاج مشاركة الجميع إذا أردنا الوصول إلى العالم الأول، «المشاركة من كل رجل وفرد وامرأة حتى نبلغ المكانة للبلاد وإنسانها».
وردا على سؤال عن أوضاع المتخلفين وتزايدهم والحلول المتوقع اتخاذها، أجاب الأمير خالد الفيصل أن مشكلة المتخلفين قديمة جديدة، وهناك إجراءات كبيرة اتخذتها الدولة، وأضاف في عام 1426هـ بلغ عدد المتخلفين من الحج والعمرة 480 ألفا، وقد انخفض الرقم إلى ثمانية آلاف في العام الماضي بفضل الإجراءات الحاسمة.
وأكد أن متخلفي الحج والعمرة سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم مع تقديم المعاملة الحسنة التي يحضنا عليها ديننا الإسلامي وتوفير أسباب الراحة الإنسانية لهم.
وفي نهاية كلمته أعلن الأمير خالد الفيصل مشروع شركاء التنمية بين المؤسسات والقطاعات وإمارة المنطقة لمن أراد البناء وأبدأ من هنا حيث شراكة إمارة منطقة مكة المكرمة وصحيفة «عكاظ»، مختتما إعلانه ببيتين من الشعر قال فيها:
هيّا معي يا شريك
ضع يدي في يديك
حق علي وعليك
حلم أبي وأبيك.
من جهته أعلن الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ» عن تبني الجريدة لجائزة سنوية جديدة باسم الأمير خالد الفيصل لكاتب العام تعظيما لأهمية الرأي في صنع تقدم الشعوب.
وخاطب رئيس التحرير الحضور لدى القائه كلمة استهل بها أعمال اللقاء قائلا «يا من تعشقون هذا الوطن وتخلصون له باسمكم جميعا أرحب بأمير الإبداع.. بأمير التنمية، بالرجل الذي قال لنا منذ اليوم الأول الذي تسلم فيه مقاليد إمارة منطقة مكة المكرمة: لا للإحباط ونعم للتفاؤل.
وقال لنا أيضا: تعالوا نعمل معا من أجل الوصول إلى العالم الأول، وقال لنا كذلك: إن النجاح لا يتحقق إلا في ظل توفر الإرادة والإدارة».
وأضاف «دعونا نخطط لمستقبل أفضل يقوم على أساس تنمية المكان والإنسان.
وأنت يا صاحب السمو الذي قلت لنا أخيرا: إنه لا يوجد بيننا مسؤول ومواطن، فنحن جميعا مواطنون.. وكلنا خدام لوطن هو الأعظم والأغلى في كل الدنيا».
وزاد «إن هذه الكلمات التي حفظناها عنك.. ولمسناها في تصميمك على أن تفعل الكثير لمنطقتنا.. هذه الكلمات هي الدافع لنا في جريدة «عكاظ» لكي نجاريك.. لكي نسهم في تعزيز اللحمة بين أبناء هذا الوطن.. لكي نجسر الفجوة التي شكوت منها كثيرا بين الأجهزة الحكومية والمجتمع.. وبينهما وبين وسائل الإعلام».
وأشار «من هذا المنطلق والمفهوم ولدت فكرة حوار المسؤولية المشتركة، الذي تنادي أنت به وتعمل على ترجمته إلى إنجازات.
إنني وزملائي في هذه الجريدة وفي المؤسسة نسأله سبحانه وتعالى أن يجعل من هذا اللقاء المبارك اليوم بينك وبين هذه النخبة الكريمة أفضل بداية في الاتجاه الذي يوحد جهودنا معا حتى نعبر إلى المستقبل المنشود بقوة وثبات ومحبة ومسؤولية».
وأعلن رئيس تحرير «عكاظ» عن «تبني الجريدة لجائزة سنوية جديدة، هي جائزة الأمير خالد الفيصل لكاتب العام، تقديرا للكلمة التي عشقتموها وتغنيتم بها، وتعظيما لأهمية الرأي في صنع تقدم الشعوب، وكم نتطلع إلى أن نحتفل بهذا الكاتب معكم كل عام.. تجسيدا لروح المسؤولية المشتركة التي تدعون لها.. ونلتقي من أجل ترسيخ قواعدها».
وخلص الدكتور هاشم عبده هاشم إلى القول، «إن لقاءكم اليوم يا صاحب السمو بهذه النخبة الكريمة من النساء والرجال تدشين لبرنامج وطني موسع، نجمع فيه بين أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وبين كافة فئات المجتمع، وفي مقدمتهم معالي رئيس مجلس الشورى.. وأصحاب المعالي وزراء الإسكان والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والعدل والنقل، بعد أن تلقينا موافقة الجميع على أن يأتوا إلينا ويستمعوا إلى كل واحد فينا ونستمع نحن إليهم بعد هذا اللقاء، الذي تدشنون به مشروعنا الوطني الكبير إن شاء الله تعالى، دمت لنا جميعا.. ودامت مبادراتك الخلاقة.. وأهلا وسهلا بك في «عكاظ» الجريدة و «عكاظ» المؤسسة.. والله يرعاك ويسدد خطاك، والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته».
مشاهدات
• حسم وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري جدلا عن من تكون معشوقة الأمير خالد الفيصل، إذ أن كلا من أمين العاصمة المقدسة، أمين جدة وأمين الطائف كان يتحدث عن مدى عناية واهتمام أمير منطقة مكة المكرمة بمدنهم، وذلك حينما تدخل وكيل الإمارة وقال إن للامير خالد الفيصل محبوبة واحدة فقط، هي حرمه الأميرة العنود بنت عبدالله بن محمد آل سعود.
• عقب أن دوى التصفيق إعجابا بمداخلة أحمد الحمدان إثر دعوته السماح للشباب بدخول الأسواق وعدم عزلهم اجتماعيا ومحاسبة أي سلوك سيئ، رد الأمير خالد الفيصل عليه ممازحا، «هذا الترحيب والتصفيق أكد أنك ما زلت شابا»، واختصر رده «أضم صوتي إلى صوتك».