كيف حدث هذا؟، ومتى؟، حياتنا الاجتماعية اليوم هي آلة لتصوير المستندات، كل الشخصيات البشرية التي تنتجها، هي نسخة واحدة، سطراً بسطر، كلمة بكلمة، فكرة بفكرة.
افتح حقيبة أي امرأة تلتقيها في المكتب أو السوق، ستجد أشياء مشتركة لا تتغير: «جهاز موبايل، أحمر للشفايف، قلم كحل، مرآة صغيرة، مشط، وإلخ من المستلزمات».
فتش جيبك وجيب زميلك في العمل، غالباً ستجد نفس المقتنيات: أوراق نقدية، مفاتيح سيارة، بطاقة ائتمانية، ورقم جوال إضافي مع اسم جذاب مستعار!.
انظر إلى عروسين تتزوجان في يوم واحد، لا تربطهما صداقة أو نسب، كل منهما في مدينة مختلفة، ستجد الفستان الأبيض، الطرحة البيضاء، الكعب العالي، الماكياج، بوكيه الأزهار، الزغاريد، حتى التبريكات والتهنئات صورة طبق الأصل.
اترك النساء واذهب لقاعة الرجال: الثوب الأبيض يكسو كل جسد، العقال الأسود يتوج كل رأس، وكأنهم يرتدون زيا موحدا في مصنع، صورة طبق الأصل.
الصباح هو موعد قومي للاستحمام وغسيل الأسنان وقراءة الصحف اليومية: ذات الصحف!.
وفي المساء، الجميع يشاهدون مسلسلا مسائياً واحداً، يذهبون إلى نفس المطاعم والمقاهي، يدخنون بطريقة واحدة، يطلبون ذات المشروبات، يتكلمون في نفس الموضوعات، يمضغون ذات الأحاديث، كلنا، وبشكل آلي، صورة واحدة طبق الأصل.
متى حدث ذلك؟، لا أحد يعرف كأنه سحر وكأننا خضعنا لتخدير عالمي ثم أفقنا ووجدنا أنفسنا بهذه الطريقة، معلب من نوع واحد، بتاريخ صلاحية واحد، فوق رف واحد داخل السوبر ماركت، كيف تسنى لهذا الكم الهائل من البشر أن يتفقوا على كل هذه التفاصيل الصغيرة، رغم اختلافهم، ورغم الفوارق المفترضة في الشخصيات وطرائق التفكير والأذواق، والميول وحتى بصمات الأصابع؟، يبدو الأمر وكأنه مؤامرة ضد الطبيعة البشرية المتجددة، المتفردة، المختلفة المبتكرة، المبدعة والخلاقة، مؤامرة دبرها عدة أطراف: الروتين، السطحية، الكسل، التسويف، الاستسهال، الخوف من الأدوار القيادية وعدم الثقة في النفس، والهروب من المغامرة وتحمل المسؤولية.
لقد هاج العالم وماج عندما ظهرت فكرة الاستنساخ وأنتجت نعجة هي صورة طبقة الأصل من نعجة أخرى؛ غير أن الذي لا زلنا نتجاهله، هو أن فكرة استنساخ الوجوه والأشكال والأجسام، ما هي إلا التطور الطبيعي والمرحلة التالية بعد استنساخ العقول والميول والنفسيات والأحلام والرغبات والمخاوف، وصبها في قالب واحد، وجعل الحياة الاجتماعية بكل جوانبها، نسخة واحدة مكررة، لقد بدأ الاستنساخ فينا من الداخل منذ زمن، ولم نكن نشعرا أصبحنا ــ فرداً فرداً ــ مثل نكتة قديمة، متوقعة، لا تضحك أحداً.
افتح حقيبة أي امرأة تلتقيها في المكتب أو السوق، ستجد أشياء مشتركة لا تتغير: «جهاز موبايل، أحمر للشفايف، قلم كحل، مرآة صغيرة، مشط، وإلخ من المستلزمات».
فتش جيبك وجيب زميلك في العمل، غالباً ستجد نفس المقتنيات: أوراق نقدية، مفاتيح سيارة، بطاقة ائتمانية، ورقم جوال إضافي مع اسم جذاب مستعار!.
انظر إلى عروسين تتزوجان في يوم واحد، لا تربطهما صداقة أو نسب، كل منهما في مدينة مختلفة، ستجد الفستان الأبيض، الطرحة البيضاء، الكعب العالي، الماكياج، بوكيه الأزهار، الزغاريد، حتى التبريكات والتهنئات صورة طبق الأصل.
اترك النساء واذهب لقاعة الرجال: الثوب الأبيض يكسو كل جسد، العقال الأسود يتوج كل رأس، وكأنهم يرتدون زيا موحدا في مصنع، صورة طبق الأصل.
الصباح هو موعد قومي للاستحمام وغسيل الأسنان وقراءة الصحف اليومية: ذات الصحف!.
وفي المساء، الجميع يشاهدون مسلسلا مسائياً واحداً، يذهبون إلى نفس المطاعم والمقاهي، يدخنون بطريقة واحدة، يطلبون ذات المشروبات، يتكلمون في نفس الموضوعات، يمضغون ذات الأحاديث، كلنا، وبشكل آلي، صورة واحدة طبق الأصل.
متى حدث ذلك؟، لا أحد يعرف كأنه سحر وكأننا خضعنا لتخدير عالمي ثم أفقنا ووجدنا أنفسنا بهذه الطريقة، معلب من نوع واحد، بتاريخ صلاحية واحد، فوق رف واحد داخل السوبر ماركت، كيف تسنى لهذا الكم الهائل من البشر أن يتفقوا على كل هذه التفاصيل الصغيرة، رغم اختلافهم، ورغم الفوارق المفترضة في الشخصيات وطرائق التفكير والأذواق، والميول وحتى بصمات الأصابع؟، يبدو الأمر وكأنه مؤامرة ضد الطبيعة البشرية المتجددة، المتفردة، المختلفة المبتكرة، المبدعة والخلاقة، مؤامرة دبرها عدة أطراف: الروتين، السطحية، الكسل، التسويف، الاستسهال، الخوف من الأدوار القيادية وعدم الثقة في النفس، والهروب من المغامرة وتحمل المسؤولية.
لقد هاج العالم وماج عندما ظهرت فكرة الاستنساخ وأنتجت نعجة هي صورة طبقة الأصل من نعجة أخرى؛ غير أن الذي لا زلنا نتجاهله، هو أن فكرة استنساخ الوجوه والأشكال والأجسام، ما هي إلا التطور الطبيعي والمرحلة التالية بعد استنساخ العقول والميول والنفسيات والأحلام والرغبات والمخاوف، وصبها في قالب واحد، وجعل الحياة الاجتماعية بكل جوانبها، نسخة واحدة مكررة، لقد بدأ الاستنساخ فينا من الداخل منذ زمن، ولم نكن نشعرا أصبحنا ــ فرداً فرداً ــ مثل نكتة قديمة، متوقعة، لا تضحك أحداً.