-A +A
أحمد العطوي (تبوك)
تتزاحم الفتيات والشابات على اقتناء عطور تحمل أسماء أشهر الماركات العالمية بغض النظر عما إذا كانت أصلية أو مركبة محليا، فيما تتهامس النسوة بتفضيل الشراء لأن السعر مغر، وإن ضيعت إحداهن الفرصة قد لا تعوضها مرة أخرى، حتى إن لم تكن النوعية في جودة الماركة الأصلية، فهي لن تخسر شيئا ما دامت لن تدفع الكثير.
وإن سألت إحداهن بماذا تتعطرين أو تتطيبين، ترد دونما خجل أنها تستخدم هذه النوعية من العطور، فكل ما يهم هو الماركات العالمية بأسعار رمزية، ولا أحد يفكر في المخاطر التي قد تترتب على استعمالها، خصوصا في ظل عدم وجود تقارير صحية ولا حتى إعلامية، تشير صراحة إلى أن هذه العطور تشكل أو لا تشكل خطرا على الصحة.

سألنا نهى الشريف التي كانت بصدد شراء عطر من أحد المحال الشهيرة، ما إذا كانت هذه العطور أصلية أم مجرد تقليد لماركات عالمية، فأجابت «لا أعرف، ولا يهمني أن أعرف إن كانت أصلية أو مقلدة، المهم أن رائحتها زكية وماركاتها عالمية».
أما فوزية الطالبة الجامعية، فتؤكد كباقي بنات جيلها المهووسات بعالم العطور، أن إمكانياتها المادية لا تسمح لها باقتناء الماركات الشهيرة «لذا لا أجد بدا من استخدام المقلدة إشباعا لغريزتي الأنثوية وحبي المجنون للعطور، لا سيما أن الكثيرات من زميلاتي يتباهين أمامي باستخدام أنواع من العطور لا يتسنى اقتناؤها للكثيرات».
ورغم معرفة فوزية بأنها عطور مغشوشة، وأن رائحتها لا تشبه إلا قليلا رائحة العطور الأصلية، إلا أنها تقتنيها وتصر كل صباح على إفراغ الكثير من زجاجة العطر حتى تضمن أكبر قدر من الرائحة، خاصة أن كانت على موعد لمناسبة هامة، أما بخصوص المخاطر الصحية، فتكاد تجزم أن الأمر يتعلق بالعطور التي تباع في الشارع، أما المحلات فلن يجازف أصحابها مطلقا ببيع مواد قد تؤدي إلى إغلاقه، وكل ما في الأمر أنها لا تحترم المقاييس فتضيف إليها الماء والفلترة، حتى تصبح سعتها أكبر فتجني من ورائها أرباحا طائلة.
ولهذا يتفنن أصحاب المحلات التي تصنع العطور، في استعمال كل أساليب الإغراء لاصطياد أكبر عدد من الزبائن، فكان أن انتشرت في الآونة الأخيرة محلات متنوعة في مجال تركيب العطور المصنّعة محليا، وتفنن التجار في تصنيع عبوات تحمل أسماء ماركات عالمية وبيعها من ثم بأبخس الأثمان.
«أبو نواف» أحد التجار له أكثر من عشرين سنة في صناعة العطور المركبة، قال إنهم يستوردون العطور الخام التي تصنع منها العطور العالمية، وكل ما يفعلونه هو تحويل المادة الزيتية العطرية عن طريق التخفيق إلى مادة عطرية باستخدام مادة الميثانول، مضيفا «هذه المادة تنقسم إلى نوعين: بارد وحار، فالحار يستخدمه بعض التجار الجشعين الذين لا تهمهم صحة المواطن وأكثر ما يهمهم الدخل المادي الذي سيجنونه وراء هذا العمل، والبارد يستخدمه الآخرون لكسب قاعدة عملاء أكبر لأن الذي يهمهم أكثر هو سمعة المحل وعطوره».
من جهته، أوضح مدير فرع وزارة التجارة في تبوك محمد الصائغ، أن الجولات الرقابية للمحلات المعملية من اختصاص الأمانة، فيما تنحصر مسؤوليتهم في تنفيذ جولات وتفتيش حال وصول شكاوى أو ملاحظات على هذه المحال.