-A +A
مريم الصغير -(الرياض)

كشف لعكاظ مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، أن مشروع إنشاء المدينة الطبية في الجامعة والبالغة كلفته مليار و(800) مليون ريال سيضاعف عدد الأسرَّة في المستشفيات الجامعية من (900) إلى (1800) سرير، وسيدعم النقص الصحي في القطاع الصحي.

وأكد الدكتور العثمان في حواره مع عكاظ أن بدء الدراسة بالمدينة الجامعية للطالبات سيكون مطلع العام المقبل بطاقة استيعابية تبلغ نحو 30 ألف طالبة، نافيا في الوقت ذاته أية ظاهرة لتسرب أعضاء هيئة التدريس في ظل المزايا الجديدة أسهمت في التقليل من هذا التسرب.

كما أوضح الدكتور العثمان أن الجامعة في طريقها لتوسيع مشاركة المرأة في إدارة الجامعة، وتعيين وكيلات للجامعة قريبا.

• انتهجت جامعة الملك سعود في استراتيجيتها المعلنة، خدمة المجتمع المحلي من خلال بناء مدينة طبية وأقسام صحية نوعية متخصصة، ما حجم استيعاب المدينة للمرضى، ومتى سيتم الانتهاء من بناء المدينة الطبية؟

• مشروع المدينة الطبية خُصِّص له مليار و(800) مليون ريال، ويهدف إلى إنشاء مركز علاجي متقدم تتوفر فيه خدمات التنويم والرعاية النهارية والخدمات الطبية الوقائية والعلاجية، إلى جانب دعم ومساندة أنشطة البحث العلمي والتعليم والتدريب العملي. وسيتيح هذا المشروع الكبير زيادة الطاقة الاستيعابية للكليات الصحية، الأمر الذي سيجعله داعما لنقص الكوادر الطبية التي يعاني منها القطاع الصحي في المملكة، كما سيضاعف هذا المشروع عدد الأسرَّة في المستشفيات الجامعية من (900) سرير إلى (1800) سرير، ما سيمكِّن الجامعة من تقديم (1,400,000) خدمة طبية سنوياً. ويتبع هذا المشروع عدد من المنشآت الصحية المهمة بالجامعة، هي مستشفى طب الأسنان المكون من (12) دوراً، ومركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب المكون من (7) أدوار، وبطاقة استيعابية قدرها (150) سريراً، والمركز الوطني لأمراض السكري المكون من (5) أدوار، ومركز طب الأسرة المكون من (5) أدوار تضم (30) عيادة. هذا بالإضافة إلى مشروع توسعة كلية الطب المكون من (5) أدوار.

• أين دور المرأة في الجامعة؟ ومتى سيتم الانتهاء من أكبر مجمع للطالبات بعد جامعة نورة؟

• أصدرت الجامعات عدداً من قرارات التعيين لبعض عضوات الهيئة التدريسية لتولي مناصب قيادية ينتقلن بها إلى ممارسة دور أكثر فاعلية في حراك الجامعة الجديد يتمثل في المشاركة في صناعة القرار وتوجيهه. وأود التنبيه على أن المرأة في الجامعة تتولى مناصب قيادية منذ مدة طويلة، فهناك وكيلات للكليات، ووكيلات للأقسام، ومسؤولات عن بعض البرامج والأنشطة، وقريباً ستكون هناك وكيلة للجامعة لشؤون الطالبات وعميدات كليات، وما صنعته الجامعة في حراكها الجديد هو توسيع دائرة المناصب القيادية للمرأة وعدم حصرها على الكليات والأقسام، حيث توجهت الجامعة نحو تنصيب المرأة في مواقع أكثر حساسية وقرباً من دائرة القرار لتُتاح لها المشاركة في صياغته.

• كيف واجهت الجامعة محدودية المواقع في مقابل تزايد التقديم على الدراسة الجامعية من قبل البنات ؟

• بادرت الجامعة إلى اعتماد مشروع المدينة الجامعية للبنات، الذي تقدر مساحته بنحو (1,232,000) متر مربع، ويقع في الجهة الشرقية لمنشآت جامعة الملك سعود بالدرعية، ويستوعب ما يقارب (30,000) طالبة. وتهدف الجامعة من إطلاق مشروع المدينة الجامعية للطالبات الذي خُصِّص له (8) مليارات و (300) مليون ريال إلى توفير مجمع موحد متكامل لطالبات جامعة الملك سعود بدلاً عن مركزي عليشة والملز اللذين يعانيان مشكلات في البنية التحتية لا يمكن علاجها. وستضم المدينة الجامعية الجديدة للطالبات (21) كلية تتوزع على ثلاثة مسارات هي: الكليات الصحية، وتتألف من كليات الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والتمريض، والعلوم الطبية التطبيقية. ومسار الكليات العلمية، وتتألف من كليات العلوم، والحاسب والمعلومات، والأغذية والزراعة، وإدارة الأعمال. ومسار الكليات الإنسانية، وتتألف من كليات الآداب، والتربية، واللغات والترجمة، وستتيح هذه المدينة الكبرى زيادة الطاقة الاستيعابية لتعليم الفتاة بتوفير أكثر من (30) ألف مقعد.

• حققت الجامعة نجاحاً كبيراً في مشروع كراسي البحث؛ فهل انعكس ذلك على مخرجات تخدم المجتمع السعودي ؟

• انطلق برنامج كراسي البحث عن قناعة الجامعة بأنه الوسيلة الأولى لاستكمال منظومة البحث العلمي في المجالات المعرفية المهمة بالجامعة، وتحويلها إلى مصنع للإبداع والابتكار، كما ستعمل الكراسي على تحقيق الاستثمار الأمثل لقدرات الجامعة المتمثلة في كفاءاتها البشرية، وجعل العمل البحثي ثقافة منتشرة تنمِّي جيلاً من الباحثين في المجالات العلمية المختلفة. ولضمان نجاح البرنامج استقطبت الجامعة علماء بارزين للإشراف على بعض الكراسي وتفعيلها.

• تسرّب أعضاء هيئة التدريس من الجامعات السعودية للعمل في القطاع الخاص هل يشكل ظاهرة لديكم؟ وما خططكم للحفاظ على الكفاءات المميّزة من التسرّب؟

• تسرّب أعضاء هيئة التدريس قلّ كثيراً عن السابق بسبب المزايا الجديدة الممنوحة لهم، نعم في السابق كانت هذه مشكلة، بل ظاهرة مؤرقة لضعف الكادر، وغياب المزايا المالية والتحفيزية، والجامعة لا يمكنها الوقوف في وجه عضو التدريس دون حريته أو مصلحته التي يراها خارج الجامعة، أما اليوم فقد تقاربت المزايا في الجامعة وخارجها، بل في بعض التخصصات صارت الجامعة أفضل مالياً من الفرص خارجها، فهناك بدل التعليم الجامعي، وبدل الحاسب الآلي، وبدل الندرة، وبدل الجوائز العلمية، وبدل براءة الاختراع، وهذه كلها مستحدثة لم تكن في السابق، وهي قد عملتْ على رفع مرتبات أعضاء الهيئة التدريسية بنسب تتراوح ما بين (50 – 150) في المئة.

• ما هي المشاريع القادمة لجامعة الملك سعود؟

• تسعى الجامعة إلى أن يكون من خصائصها في فترة العشرين سنة القادمة القدرة على تنمية مواردها الذاتية والمالية، فالتحول إلى الجامعة المنتجة مهمة كبرى تقع على عاتق الأفراد قبل المؤسسات. كما أودّ الإفادة بأن الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك سعود أُعدت في الأساس بناء على احتياجات الجامعة المستقبلية، ولتعزيز جوانب القوة التي تتميز بها الجامعة واستغلال الفرص المتاحة لمواجهة التحديات المتوقعة في توجه الجامعة نحو الريادة العالمية، ومن ثم فالخطة الاستراتيجية لجامعة الملك سعود هي في الأساس خطة تطبيقية، حيث تبنت الخطة (9) أهداف استراتيجية تنفذ من خلال (48) مبادرة.

• طرحتم فكرة الاستثمار في الاقتصاد المعرفي؛ هل تعتقدون أن المنظومة الإدارية جاهزة لهكذا مشاريع ؟

• المملكة لازالت في طور بناء منظومة متكاملة لدعم الاقتصاد القائم على المعرفة، واكتمال هذه المنظومة مرهون بتضافر جميع الجهات ذات العلاقة من القطاع الحكومي والتعليمي والقطاع الخاص. واليوم، لا يزال أمامنا العديد من التحديات والفجوات التي تتطلب تضافر الجهود وتكاملها لتجاوزها وتحفيز منظومة الإبداع والمعرفة. ومن خلال تجربتنا القصيرة نسبياً في سعينا نحو التحول لاقتصاد معرفي تكاملي، وجدنا ضرورة تحسين جودة المخرجات البحثية وقابلية تحويلها إلى منتجات تجارية. وقد ركزت الجامعة في حراكها التطويري الجديد على دعم التوجه نحو الاقتصاد المعرفي بتأسيسها واحة علمية لتجسير الفجوة بين القطاعين الحكومي والأهلي تهدف إلى إحداث حركة بحثية، وهي وادي الرياض للتقنية الذي تجاوزت استثماراته اليوم (5) مليارات ريال.