-A +A
محمد أحمد الحساني
كان منظراً بائساً يدعو للشفقة والحسرة؛ ذلك المنظر الذي ظهر فيه الشيخ إسماعيل هنية خلال الأيام الماضية وهو يقدم آيات الولاء والاستجداء لقادة طهران في زيارة له لم تكن موفقة في توقيتها أو في أهدافها وربما في عواقبها؛ بل إنها أظهرت زعيم منظمة حماس وكأنه يريد الاستعانة بطهران على الفصائل الفلسطينية الأخرى؛ بل على أجنحة داخل حماس نفسها رأت أن من المصلحة التهدئة والتفاهم مع الفصائل الأخرى على هدف مشترك لتوحيد الصف الفلسطيني الذي طالما أضعفته الفرقة والاختلافات!
وإذا كان إسماعيل هنية يظن أن اتصالاته مع طهران سوف تصب في مصلحة القضية الفلسطينية فإنه سيكون قارئا غير جيد للتطورات السياسية، بل إنه يتمتع بذاكرة «متخلية»، لأن طهران لم تدعم يوماً القضية إلا بالكلام والشعارات، وإن قدمت دعماً من مال أو سلاح لفصيل فلسطيني فإنها تقدمه وفق حسابات ومصالح طهران نفسها لعباً بورقة المقاومة واستخداماً لها في صراعها الإقليمي والدولي ودفاعاً عن مصالحها الإستراتيجية، وعندما كانت الطائرات الإسرائيلية تضرب غزة عام 2008م وتداعى بعض الإيرانيين للتوجه إلى القطاع لمساندة إخوانهم من مقاتلي حماس قام المرشد فأفتى بتحريم المشاركة في القتال المساند لغزة ولحماس، وعندما هَمَّ مندوب طهران في لبنان حسن نصر الله بإرسال قوافل إغاثة إلى غزة المحاصرة واعداً العالم بأنه سوف يرى الأعلام الصفراء فوق سفن الإغاثة وهي راسية على شواطئ ميناء غزة، جاءته إشارة قوية من طهران خوفاً عليه من ردة الفعل الصهيونية فالتزم نصر الله وحزبه بأوامر طهران ولم ير أحد أعلاماً صفراء ولا حمراء بل بيضاء!!
لقد ظلت القضية الفلسطينية ورقة تستخدمها العديد من القوى الإقليمية لتحقيق مآربها فإذا ما انقضت مآرب اللاعبين بتلك الورقة انفضوا من حول القضية، لتجد آخرين يتلقفونها رافعين الشعارات نفسها، ولذلك ضاعت القضية وضاعت فلسطين وضاع أهلها الطيبون وأخيراً اقول لزعيم حماس المتشبث بطهران: ماذا سيجد الغراب في البيت الخراب؟!
وصدق الله إذ يقول:«لو كانوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً».


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة