تستعد الجامعة العربية لجولة أخرى من العمل السياسي من خلال المؤتمر الثاني لمجموعة أصدقاء سورية المقرر انعقاده في مدينة إسطنبول التركية في النصف الثاني من شهر مارس المقبل؛ لاستكمال مناقشة الموضوعات التي طرحت في المؤتمر الأول الذي استضافته تونس مؤخرا. وسيسبقه اجتماع مهم لقيادات المعارضة السورية مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. مصادر في الجامعة العربية أبلغت «عكاظ» أن المؤتمر سينظر في إتخاذ المزيد من الإجراءات والخطوات العربية والدولية العقابية ضد النظام السوري في إطار خطة مواصلة الضغوط، والعمل على تضييق الخناق عليه لحمله على تنفيذ المبادرة العربية المدعومة دوليا، والتي تقضي بتخليه عن السلطة. ولم تستبعد المصادر أن تشمل مناقشات مؤتمر إسطنبول تسليح المعارضة السورية.
ورغم عدم ارتقاء قرارات اجتماع تونس إلى مستوى الجرائم التي يرتكبها النظام توقعت المصادر أن يشهد مؤتمر إسطنبول خطوات متقدمة على صعيد توحد المعارضة، وتوسيع الاعتراف بها، والتعهد بتوفير التسليح الذي تحتاج إليه. ولفتت إلى أنه ينتظر أن يتم حث الدول على قطع علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية مع نظام بشار الأسد، عبر مشروع قرار يقدم لاحقا إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماده .وقال رئيس الإدارة العربية في الجامعة السفير علي جاروش لـ «عكاظ» إن جهود الجامعة مستمرة بالتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية خاصة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الاجتماع الثاني لمجموعة أصدقاء سورية سيقوم بإجراء تقييم شامل لما تم التوصل إليه من قرارات وإجراءات. وشدد جاروش على ضرورة استمرار الجهد والتحرك العربي بغرض التوصل إلى حل للأزمة يضع حدا للدماء والأشلاء التي تشهدها المناطق والمدن السورية بصورة يومية، والحيلولة دون الوصول إلى النفق المظلم الذي يخشاه الجميع باتساع نطاق الحرب الأهلية، بما يهدد مستقبل الدولة السورية، ووحدتها وكيانها. وفيما توعدت واشنطن نظام الأسد وتوقعت سقوطه خلال فترة وجيزة كشفت تقارير دبلوماسية عربية عن تزايد الأوضاع تدهورا وسوءا داخل سورية، وازدياد حالة الهلع والخوف من جانب الكثير من فئات الشعب من بطش النظام بها، إلى جانب ارتفاع حجم المعاناة من جراء نقص السلع والمؤن الأساسية والمواد الطبية ، والانقطاع المستمر للكهرباء.
وقالت المصادر إن حالة تمرد باتت وشيكة داخل النظام. ولم تستبعد أن يشهد الجيش المزيد من الانشقاقات، وانضمام قيادات ورموز لها وزنها إلى الجيش السوري الحر.
إلى ذلك أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس أنه سيعقد اليوم جلسة خاصة حول الوضع في سوريا بدعوة من قطر، وذلك على الرغم من معارضة إيران التي تحمل صفة مراقب في المجلس وليست أحد أعضائه السبعة والأربعين.
وقالت رئيسة المجلس، لاورا لاسير، في افتتاح دورته التاسعة عشرة إن المجلس سيعقد اليوم جلسة لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا وانتهاكات حقوق الإنسان هناك، معربة عن أملها بأن يقود النقاش إلى إدانة بالإجماع للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في البلاد.