-A +A
علي محمد الرابغي
}إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً|.. أي تزكية أرقى وأسمى من هذه التزكية الإلهية.. وأخرى }وإنك لعلى خلق عظيم|.
ويأتى فى زمن التنوير.. وسيادة المعلومة.. من خلال التقنية العالية.. بابا الفاتيكان.. يمتح من ثقافة القرون الوسطى الموغلة فى الجاهلية والعتمة.. وغياب الرؤية الحقيقية وجفاف المعلومة.. والفقر المدقع للعلوم الدينية والإنسانية.. يستلف فى محاضرة القاها مقولة للامبراطور البيزنطي فى حواره مع المثقف الإسلامي الفارسى.. في تطاول وتعدٍ سافر على رمز من أبرز بل هو أسمى رمز في الإنسانية على الإطلاق.. وليس من باب الصدفة ان يكون هذا الاجتراء هو نتاج نفسية تمور بما فى داخلها.. وهو أمر خطير.. إذا ليس مقبولا على الاطلاق اعتباره من شطحات استاذ جامعي.. بل هو كلام صدر عن رأس الكنيسة.. وهو المرجع الأول في الديانة المسيحية.. وسقطة تجلّي فهماً سقيماً ونفساً شريرة.. تمارس حياة العودة الى العصور الوسطى وتصدر أحكاماً قاطعة ومغلوطة في أمور بالغة الحساسية.. تمس مشاعر مساحة شاسعة من المسلمين.. وتقلب حقائق الواقع وتلونه بما يشفي غلّها فى عملية إسقاط خبيثة.. وتنذر بالأخطار وتشعل فتيل الشر.. وإذا ما كان الغرض كما يذهب البعض.. إلى أن هناك هدفاً يتوارى فى خبث مختبئ خلف عباءة البابا.. وهو إثارة العواصف.. فهو بالغ الخطورة وإن كنا نستبعد هذا القصد إمعاناً فى حسن النية.. وتوافقاً مع ما درج عليه الفاتيكان من دعوة للحوار وفهم الآخر والسعي إلى التقارب.. والتلاقي بين الديانات والحضارات كما امتاز به سلفه البابا السابق..

السكوت على قتل المسلمين:
كنا نود من بابا الفاتيكان الذى انكفأ على نفسه وسكت دهراً ألا ينطق كفراً.. وأن يكون أمينا على مقدرات منصبه كما جاء فى بيان علماء المسلمين.. أن لا يأتى تبريره أجوف من الحقيقة ويفتقر إلى المنطق والعقلانية.. وأن يجلى رأيه فى ما تمارسه القوى العظمى واسرائيل من ذبح الفلسطنيين مسلمين ومسيحيين على السواء لا تفرق بينهما فى غابوية شرسة تأتى ترجمة لإرث يتجذر فى اعماق التاريخ ممن لا يبالون من قتل الانبياء والاساءة اليهم ونبى الرحمة عيسى منهم.. ان ما يضطر إليه المسلمون من قتل وان كنا لا نتفق معهم بحال من الاحوال.. الا انه يأتى قتالا مشروعا للدفاع عن النفس أمام الآلة الهمجية لاسرائيل ووحشية جيشها.. ومؤلم ان يسكت رجال الدين والفكر في الغرب عن هذه الممارسات الظالمة ويثورون عند أدنى خطأ من المسلمين انه انحياز سافر وتعد على الاسلام ورجاله.. يأتى هذا فى وضح النهار.. نهار العلم والتطور وتقنية المعلومات.. وحسبى الله ونعم الوكيل.