وسط تشكيك دولي واسع في النوايا الحقيقية للنظام السوري أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان أمس، أن الأخير تلقى خطابا من وزير خارجية سورية وليد المعلم أبلغه فيه بقرار حكومته وقف جميع الأعمال العسكرية على الأراضي السورية بحلول السادسة من صباح اليوم.
وقال فوزي في بيان أصدره في جنيف: إن عنان سيواصل العمل مع الحكومة والمعارضة السورية لضمان التطبيق الشامل لخطته ذات النقاط الست، ويتطلع لاستمرار الدعم في هذا الصدد من الدول المعنية. وسيشارك عنان في اجتماع لأعضاء مجلس الأمن اليوم عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السورية أعلن في وقت سابق أمس، وقف مهام القوات المسلحة السورية اعتبارا من صباح اليوم بعدما نفذت «مهامها بنجاح» على حد قوله.
لكن ذلك الإعلان قوبل بتشكك من قبل المعارضة السورية والمجتمع الدولي، إذ قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس«حتى لو التزمت دمشق بوعدها بوقف إطلاق النار، فإن ذلك لن يعتبر التزاما كافيا بخطة عنان». وأضافت «التزامات النظام السوري تفتقر إلى المصداقية؛ لأنه عاد سابقا عن وعوده». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: إن دمشق ستحاسب على أفعالها وليس على أقوالها، مشككة في عزم النظام السوري على الوفاء بتعهداته التي قدمها إلى عنان. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعربت في وقت سابق أمس عن قلقها بشأن تواصل العنف«في سورية عشية موعد وقف إطلاق النار». وقالت«نحن قلقون من المشاكل التي تواجه عنان في مساعيه لوقف إطلاق النار ووقف العنف. ونحن متنبهون لذلك. وسيكون هذا على اجندتنا».
ودعا وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي روسيا إلى النأي بنفسها عن حملة القمع التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المناهضين له.
من جهته، أكد المجلس الوطني السوري المعارض أنه «لا توجد أية مؤشرات على الأرض لالتزام النظام السوري بوقف الأعمال العسكرية». وأشار المجلس في بيان«منذ مساء الثلاثاء العاشر من أبريل (نيسان) ، تواصل القمع المكثف دون انقطاع استخدم فيه النظام الدبابات والمروحيات والمدفعية الثقيلة والأسلحة المضادة للطائرات ومقاتلات ميغ 23 التابعة للقوات الجوية». وأضاف أنه إذا تقاعس النظام عن احترام وقف إطلاق النار فإنه يجب على العالم أن يتحد ضد الرئيس بشار الأسد وأن يستخدم حظر الأسلحة وعقوبات أخرى لإجباره على إنهاء العنف.
ميدانيا واصلت قوات النظام السوري أمس أعمال القمع، ما أدى الى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة عشرات آخرين بجروح. وأفاد ناشطون أن نظام الأسد قصف ريف اللاذقية بالطائرات الحربية وأحياء في حمص بالمدفعية الثقيلة.