تقدم شاعر خليجي شاب لمسابقة ثقافية كبرى تعنى بالشعر الفصيح، ووقف ينشد اللجنة القصيدة متوسطة المستوى، لكنه فاجأ اللجنة حينما أطلق جملة غريبة تفوح منها رائحة الغطرسة والذاتية المقيتة، حين ذكر مبررا إحضار قصيدة عادية مستدركا أن لديه قصائد تفوق قصائد الكبار من شعراء العربية لكنه أذهل اللجنة مرة أخرى عندما أعلن بأنه شخصيا أشعر من المتنبي ؟!! والحقيقة لا أحد يعترض على اعتداد هذا الشاب بشعره على أننا مذهولون جدا من ذلك الاستدعاء غير المبرر لشاعر كبير بينه وبين شاعرنا الشاب الكبير مسافات زمنية طويلة، هذا أولا، ثانيا، الاستغراب الكبير أمام استحضار أفعل التفضيل البغيضة في مسائل التميز الفني، فحسب المرء أن يكون مبدعا ولا يطلب منه البرهان على تميزه من خلال عقد مقارنة مع شاعر عربي كبير شغل الناس وملأ الكون !!! ثم يتعالم ويتعالى بشوفانية مملة؛ لأننا ولو افترضنا أن نوافقه ــ ودون ذلك حلم عسير ــ فليس من اللباقة أن يصرح بأفضليته على المتنبي، وكان عليه أن يترك الناس يرددون أفضليته دون أن يتحدث بذلك فلن يصدق أحد بإقصائه المتنبي وإلغاء تاريخه، والمتنبي نفسه على شدة ما كان تنافسه مع معاصريه لم يلغ أو يفاضل بين ذاته وشعراء جيله ولم ينف شعرية سابقه أبي تمام وتلميذه البحتري.
ولن يصادق أحد في كل زمان ومكان على مدائح المرء لنفسه ولن يعترف العالم كله بتنصيب كائن من كان بقرار شخصي ورأي ذاتي، أصدق المديح يتهادى من الخارج ولن يتهاوى من الداخل.
قليلا من التواضع!
إن مزية التواضع أحوج ما يكون لها المبدع الشاب فلا يمكن أن يتكون ويتبرعم ثم يزهر ويخضر عوده دون أن تكون لديه قيم إنسانة وأخلاقية؛ تدفعه للتعايش السلمي والعمل السليم مع المواهب الأخرى دون الافتئات على حقوق الآخرين أو الانتقاص من شأنهم، وإن أهم بوابة يعبر منها المبدع إلى مشاهد الإعجاب حلية التواضع التي يعتمرها زينة بين مجتمعه وتعمره بكل الخصال مجتمعة.
نوران الختام:
* من شعر سيف الرحبي :
«........ في الصباح التالي تستيقظ..........مع رأس يتطوح بعيدا عن جثته الهامدة»
*جملة مضيئة لـ «د. عبدالله الغذامي»:
«في العلم التشخيصي هناك خلاصات ذهنية ورمزية تشير إلى منزلة أي إنسان في ضمير الثقافة».
ولن يصادق أحد في كل زمان ومكان على مدائح المرء لنفسه ولن يعترف العالم كله بتنصيب كائن من كان بقرار شخصي ورأي ذاتي، أصدق المديح يتهادى من الخارج ولن يتهاوى من الداخل.
قليلا من التواضع!
إن مزية التواضع أحوج ما يكون لها المبدع الشاب فلا يمكن أن يتكون ويتبرعم ثم يزهر ويخضر عوده دون أن تكون لديه قيم إنسانة وأخلاقية؛ تدفعه للتعايش السلمي والعمل السليم مع المواهب الأخرى دون الافتئات على حقوق الآخرين أو الانتقاص من شأنهم، وإن أهم بوابة يعبر منها المبدع إلى مشاهد الإعجاب حلية التواضع التي يعتمرها زينة بين مجتمعه وتعمره بكل الخصال مجتمعة.
نوران الختام:
* من شعر سيف الرحبي :
«........ في الصباح التالي تستيقظ..........مع رأس يتطوح بعيدا عن جثته الهامدة»
*جملة مضيئة لـ «د. عبدالله الغذامي»:
«في العلم التشخيصي هناك خلاصات ذهنية ورمزية تشير إلى منزلة أي إنسان في ضمير الثقافة».