أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن مشاركة المملكة الفضائية عام 1985م مثلت نقطة ضوء رأى العالم من خلالها أننا كمسلمين نتوق إلى العلم والتحدي، وأن الإسلام هو دين العلم والتفوق، وأننا نريد ونستطيع المشاركة في صنع المستقبل.
وبين الأمير سلطان في المحاضرة التي ألقاها أمس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، أن المملكة تسير اليوم نحو الريادة في مجالات الفضاء والتقنية الحديثة، مبديا اعتزازه بجامعة الملك فهد، وقال: «الفريق العلمي لرحلة الفضاء هم من جامعة الملك فهد» وهم الآن يشغلون مناصب مهمة في الدولة».
وأوضح الأمير سلطان في محاضرته أن المملكة لم تدفع هللة واحده لوكالة ناسا كما قيل في تلك الفترة، وتحدث عن بعض القصص في تلك الرحلة، ويتذكر أنه مر في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران باختبارات شاقة جدا وفحوصات طبية دقيقة جدا، وقال: «لم يكن هناك أي نوع من المجاملة للمملكة في تلك الرحلة وكان الفريق العلمي يعامل معاملة جادة ليس فيها مجاملة»، وبين أنه مر بعدة اختبارات مختلفة كانت مرهقة جدا في وكالة ناس قبل بدء الرحلة، حيث تم إخضاعهم لاختبارات علمية دقيقة جدا، واختبارات نفسية، ويتذكر أن الرحلة بدأت في 29 رمضان عام 1405هـ، وأنه أصر على الصيام، وقال: «أحد الرواد أخبره بأن اليوم عيد وقدم له إفطارا، ولكنه نظر إلى الوقت المتبقي، وأخبر زميله بأن عليه الانتظار سبع ساعات حسب توقيت الولاية التي أقلع منها المكوك الفضائي ديسكفري»، مشيرا إلى أنهم في ثاني يوم رأوا الهلال مكتملا.
ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن سياسة المملكة قامت على «جمع تسد» وليس فرق تسد، مشيرا إلى أن المواطن السعودي هو من قام بنهضة هذه البلاد «فما منا من أحد إلا وأسرته وعائلته وقبيلته قد شارك منها أحد، فنحن جميعا نملك أسهما في هذه الدولة، التي كأنها شركة مساهمة اليوم، لكن المؤسف أن معظم الناس، لا يزال، خاصة الشباب، لا يعرفون قصة توحيد هذا الوطن، وكيف خرج هؤلاء الناس -رجالا ونساء- في هذه الملحمة الوطنية ويريدون توحيد الجميع تحت كلمة لا إله إلا الله، لذلك قصة هذه الدولة التي لم يعشها المواطن بعد كما يجب، وهذه من أهم الأمور التي نعمل عليها الآن».
وبين الأمير سلطان في محاضرته أن من أسس النجاح الإصرار على بناء الجسور مع الآخرين، حتى لو كانوا غير متحمسين لبنائها، فالعمل يثمر إذا كان الغرض تحقيق النجاح والمصلحة العامة، وكذلك التخلي عن النزعة الشخصية، وأن تعرف أن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل مع الآخرين، واحترامهم، والحرص على حقوقهم وإعطائهم قبل أن تعطي نفسك، وهذا مبدأ إسلامي أصيل.