-A +A
عبد المؤمن القين
خرج رجل قاصدا المسجد ليصلي الفجر فإذا قطة بالباب تموء جائعة، فعاد مالئا صحنا بحليب ليسقيها، وهرول ليدرك الصلاة قبل إقامتها.
عاد ليجد القطة لم تشرب من الحليب إلا قليلا ووجد الباب مواربا والقطة ممدة أمامه «تحرس» البيت أمام الباب!! تذكر حينئذاك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أكرموا الهر فإنهم طوافون عليكم». ما أعظم هذا الدين حينما يحض على الرفق بالحيوان والعطف عليه.

ولهذا الرجل قصة أخرى مع قطة أخرى حينما كان طالبا في المرحلة الثانوية يعمل في الإجازة الصيفية في أحد البنوك في المدينة المنورة. فحينما عاد إلى المنزل، قالت له أمه يرحمها الله: انظر القطة ما شأنها؟ إنها متعبة ومرهقة كأن أمرا حدث لها!! فنظر الشاب إلى أسفل البدروم بالمنزل فإذا ثعبان أسود طوله متر افترسته تلك القطة الوفية وقطعت رأسه!! وتأمل جسم الثعبان فإذا القطة قد نهشته بأظافرها نهشا ولم تترك فيه موضعا حتى قضت عليه بجز رأسه، والمثل يقول: «تقتل الحية من رأسها وليس من ذنبها».
لقد ثبت علميا أن إنزيما يوجد في لعاب القطة بل عدة إنزيمات كما يقول الدكتور الصيدلاني أنس زارع.. يعالج أية لدغة يلدغها الثعبان أو العقرب بها بلسانها، ولكنها لا تستطيع الوصول إلى اللدغة في الرأس.
كما أن هناك مقولة بأن القطة تسبب العقم لدى النساء، فقد أخبرني أحد الأصدقاء بأن زوجته لم ترزق بطفل إلا بعد ست سنوات من زواجهما بسبب قطة كانت لها وهي طفلة.
وعلى أي حال لا يمكن أن تكون هذه الحادثة سببا في عدم الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فأبو هريرة رضي الله عنه كنيته بهذا اللقب كانت محبته له صلى الله عليه وسلم فكان يناديه: « يا أبا الهر»، وذلك بسبب أنه كان يدني ماء وضوئه للهر ليشرب منه، ومصاحبة الهر له باستمرار..
وأخيرا.. فإن هرة دخلت امرأة بسببها النار حينما حبستها فلم تطعمها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وكفى بهذه القصة مثلا لصفع قفا كل من يسيء إلى الهر!!.
وما توفيقي إلا بالله.