-A +A
فهيم الحامد، أحمد الشميري (صنعاء)
أفصح الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام اليمني سلطان البركاني عن أن إعلان تشكيلة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وتحديد خارطته وبرنامجه بات قريبا، مؤكدا أن التدهور الأمني الذي تعيشه البلاد فرض على الرئيس إصدار قرارات سريعة.
وأوضح «البركاني» في حوار مع «عكاظ» أن القيادات السياسية اليمنية ستحدد الاتفاق الخاص بخارطة الحوار الوطني وآلياته ليجري التوقيع عليها عقب صدور قرارات بتشكيل أعضاء اللجنة التحضيرية بقرار من الرئيس هادي كخاتمة للمرحلة الأولى، وتدشين المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.. واستنكر البركاني اختطاف تنظيم القاعدة للدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي قائلا: «نحن نرفض هذه الأعمال الإرهابية التي تحمل في خفاياها محاولة للنيل من العلاقة القوية والوطيدة التي تربط القيادة والشعب اليمني بأشقائهم في المملكة».. فإلى تفاصيل الحوار:

• أين وصلت الجهود للتحضير للحوار الوطني وخطوات تنفيذ المبادرة الخليجية والهيكلة العسكرية ؟
المشاورات لا تزال قائمة في الوقت الراهن، وأمامنا قضايا مهمة جدا لم تنفذ في الشق العسكري الخاص بالمرحلة الأولى، وجرى تجاوزها لحرصنا على إنجاح الانتخابات لكن الضرورة تفرض علينا أن ننجزها لنعيد الطمأنينة والاستقرار ولنثبت لكل شركائنا أننا جادون في تنفيذ المبادرة وآلياتها التنفيذية وتضمن إجراء الحوار الوطني دون منغصات، كما أن المرحلة الثانية تشمل إلى جانب الحوار هيكلة القوات المسلحة التي تعد مخرجا من مخرجات الحوار الوطني.
فالمشاورات تجري والاتصالات جارية وقد تم الاتفاق على أعضاء اللجنة التحضيرية وسيتم الإعلان عن تشكيلها قريبا، فالحوار أمر محبذ ومطلوب ولكن الضرورة تقتضي أن نعد له بشكل جيد، وإلا فتأجيله خير من عقده في الوضع الراهن وما نريده أن يكون حوارا جادا لنقف أمام القضايا المحددة في الآلية، ونصل إلى حلول سريعة لكل قضايانا، لأن فشل الحوار يجعلنا نعود إلى نقطة الصفر، وهو ما لا نريده كون تنفيذ المبادرة الخليجية بالنسبة لنا هو التزام أدبي وسياسي، ولن نفرط فيه، أما ما يتعلق بقرارات الرئيس هادي الأخيرة فنحن في المؤتمر نؤيدها مادامت تؤدي إلى حل الأزمة. لكننا لا نريدها أن تكون منحازة لأي طرف كان وإنما تخدم مصالح شعبنا، وفيما يتعلق بالهيكلة فهي لم تبدأ بعد كونها مخرجا من مخرجات الحوار الوطني، ولا تستهدف أحدا، ونحن جاهزون لبدء الحوار لكن التأخير في استكمال تشكيل اللجنة التحضيرية وبرنامجها يرجع إلى وجود منغصات فيما يخص تعدد مرجعيات بعض الأطراف.
• تقولون إن الهيكلة لا تستهدف أشخاصا إذا ماذا تطلقون على قرارات الإقالات الأخيرة؟
أوكد لك أن التغييرات العسكرية التي تمت مؤخرا ضرورية ومهمة ولا علاقة لها ببند الهيكلة العسكرية. ونحن حريصون على تنفيذها، ولم نقف حجر عثرة أمامها، فما قام به الرئيس هادي يندرج في إطار التدوير الوظيفي في ظل وجود بعض الإشكاليات والتنقلات في السلك العسكري ولا تستهدف أحدا أو شخصية ونحن في المؤتمر نتطلع أن تكون عادلة وغير منحازة لجهة على أخرى، والرئيس هادي حكيم. والواقع يفرض عليه القيام بذلك جراء التدهور الأمني السريع وانتشار خطر القاعدة.
• هل تعتقدون أن قرارات الرئيس هادي جاءت بناء على المقترحات الأمريكية ؟
ليس كذلك فالقرارات يمنية وصادرة من رئيس يمني، وقضية الهيكلة لا تحتاج لاجتهاد سفير، أو وزير ولا ضابط أو جندي وإنما هي معايير فنية فالأمريكان لم يقدموا أية مقترحات هم فقط مشرفون على تنفيذ هذا البند، ونحن في حزب المؤتمر لا نمانع من هيكلة القوات المسلحة ونطالب بذلك منذ زمن طويل كي يصبح جيشا وطنيا.
• هل حدد زمن وبرنامج الحوار الوطني ؟
لا زلنا في طور الإعداد والتحضير والبرنامج محدد في الآلية التنفيذية المرفقة بالمبادرة الخليجية، ونعمل جاهدين لإيجاد ضوابط وخارطة للحوار تحدده من اللحظة الأولى وحتى النهاية وتتعلق بالتمثيل والتصويت والنقاشات وتضبطه بشكل كامل تتفق عليه كل الأطراف، وبن عمر متواجد حاليا في صنعاء لبلورة الأفكار و تدشين المرحلة الثانية المتعلقة بالتحضير لعملية الحوار الوطني.
• ظلت اللجنة العسكرية طيلة الأيام الماضية أشبه بالمتفرج على تدهور الوضع الأمني ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟
لا أخفيك أن أول هذه الأسباب عدم وفاء الأشخاص المتمثلين بعلي محسن والإخوان المسلمين، كما أن تقسيم اللجنة وتشكيلها من عدد تلك الأطراف نقل الصراع إلى داخلها، ونحن نعتب على الرئيس في ذلك، فكنا نتمنى لو أنه اعتمد جانبا فنيا ومعيارا واحدا في تشكيل اللجنة ويكون مسؤولا أمامه وليس أمام الجهة التي ينتمي إليها.
• صنف العديد من المراقبين اتفاقية التسوية السياسية بالنجاح للمؤتمر والفشل للمشترك والتفاف على التطلعات الشعبية التي لا تزال في الساحات ماهو رأيكم ؟
برأيك لماذا هؤلاء باقون في الساحة، فالناس وصلوا إلى اتفاق والعالم صنفها بأنها أزمة، وتم طرح المبادرة الخليجية. وعلينا أن لا نتحدث عن فشل وعن نجاح. علينا التركيز على الجانب الأمني أكبر من الفشل والنجاح في ظل التدهور الأمني فالقاعدة تستفيد من كل تعثر، وعلينا أن نتكاتف ونذهب للحوار مسلحين بقناعة أن اليمن مسؤوليتنا جميع، وإلا فإن السفينة ستغرق بنا جميعا، كما أن المؤتمر حزب على الساحة وله قوة شعبية ضاربة لا يستطيع أحد يستهين بها، وكان واحدا من العوامل التي أدت إلى الوصول إلى الاتفاق، وعلينا أن نعمل كشركاء لإنجاحه بكل ما أوتينا من قوة.
• كيف تنظرون إلى حادثة اختطاف الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي في عدن من قبل القاعدة وعملية ابتزاز المملكة؟
نحن نرفض هذه الأعمال الإرهابية التي تحمل في طياتها محاولة النيل من العلاقة القوية والوطيدة التي تربط القيادة والشعب اليمني بأشقائهم في المملكة وما تبعها من عملية ابتزاز يرفضها المجتمع اليمني بكامله. ولن نسمح للقاعدة بتخريب علاقتنا مع المملكة، ونعمل جاهدين على كل السبل لتحريره سريعا.