أكد السفير السعودي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أحمد عبدالعزيز القطان أن هناك من لا يحب الخير لمصر والمملكة وسعى إلى تخريب العلاقات بين البلدين، لكنه لم ولن ينجح في مسعاه بفضل حكمة قيادة البلدين، غير أنه دعا إلى اليقظة والتصدي لمثل هذه المحاولات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده قطان في مقر السفارة في القاهرة استهله بسرد أهم عناصر كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام الوفد المصري الكبير والتي قال إنها عكست «مدى الحب والتقدير الذي يحمله خادم الحرمين لشعب مصر»، وقال إنه رب ضارة نافعة، لقد كشفت هذه الأزمة مدى حب شعب مصر للمملكة شعبا وملكا وهو نفس الشعور الذي نكنه لهذا الشعب الكريم.
وأفصح السفير قطان عن إنهاء جميع التأشيرات التي كانت معلقة وتراكمت على مدى الأيام الماضية والتي قال إنها بلغت أكثر من 5 آلاف تأشيرة، وفقا لما أبلغ به من قنصليات المملكة بالاسكندرية والسويس والقاهرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد جواز سفر مصري واحد داخل أي من القنصليات إلا وحصل على التأشيرة.
وأوضح قطان أن سفره إلى المملكة كان مجرد استدعاء للتشاور وكان أمرا «احترازيا» استهدف حماية العلاقات خشية تعرض السفير أو أي من أعضاء السفارة لأي سوء.
كما نفى السفير تعرضه لمحاولة اغتيال حسبما تردد ونشر، غير أنه قال إنه تلقى معلومات تفيد بإلقاء سلطات الأمن المصرية القبض على عناصر كانت لديها ورقة بقائمة أسماء مستهدفة، لكنه لانشغاله وسفره لم يتابع هذا الأمر.
واستطرد قائلا: إن أمن المملكة خط أحمر لا يمكنها التهاون به أبدا، وشدد على أنه لا يظلم أحد بالمملكة لأنها تطبق شرع الله، مشيرا في هذا الصدد إلى أن «الجيزاوي بريء حتى تثبت إدانته»، وتابع بأنه «سيصدر بشأنه الحكم العادل الذي يتواءم مع ما ارتكبه، وهذا شأن القضاء وسيكون لكل حادث حديث».
ونفى السفير في رده على سؤال لـ«عكاظ» ما رددته بعض المواقع المصرية من طلب المملكة اعتذارا مصريا، وقال: «إننا لم نطلب ذلك من مصر، لأن هذا ليس من شيمنا». كما نفى ما زعمته تلك المواقع عن شروط وضعتها المملكة أمام مهمة الوفد، معتبرا أن كل ما أثير بهذا الصدد غير صحيح على الإطلاق.
وثمن قطان بشدة المشاعر الفياضة التي لمسها خادم الحرمين الشريفين سواء من الوفد المصري الذي زار المملكة أو من جانب جموع المصريين، والتي أظهرت حجم التلاحم بين الشعبين والبلدين، مؤكدا أن هذه الأزمة كشفت عن أن الذين تطاولوا على السفارة والمملكة ليسوا سوى قلة لا تذكر، وأن مصر بها 85 مليون نسمة، من يحب المملكة وخادم الحرمين هم 84 مليونا و999 ألف مصري، وقال: إننا لا نعترض على أية مظاهرات حتى لو كانت أمام السفارة شريطة أن تلتزم قواعد وآداب التعبير عن الرأي وأن تتم بأسلوب حضاري. وحول المحتجزين المصريين بالسجون السعودية أعاد السفير تأكيده بأن جزءا منهم صدرت بحقهم أحكام قضائية، والبقية ما زالوا مرتهنين لاتهامهم في قضايا ارهاب وجلب متفجرات وتهديد أمن المملكة، مشددا في هذا الصدد على أن أمن المملكة خط أحمر لا تهاون به، وأن من أقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة عليه أن يتحمل مسؤولية فعلته.