-A +A
منصور الطبيقي
شاهدت مقابلة تليفزيونية مساء السبت الماضي مع سفير المملكة بمصر المثقف أحمد القطان مع الإعلامي معتز الدمرداش وذلك بعد عودته إلى مصر، وقد أبدع القطان حقيقة في إبراز مواقف المملكة المشرفة مع الشعب المصري ووقوف السعودية بحيادية مع مطالب المصريين في الثورة وسعيهم نحو التغيير، وفي معرض دفاع السفير عن سؤال الدمرداش عن الانطباع العام لدى شريحة كبيرة من المصريين أن السعودية كانت من اشد المؤيدين لحكم مبارك، دافع السفير بقوله إن السعودية قامت منذ الإطاحة بحكم مبارك بالتعامل المباشر والكامل مع المجلس العسكري ووضح بأرقام محددة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد زاد بنسبة كبيرة في هذه السنة عن السنة التي قبلها، وأن الملحق الثقافي السعودي بمصر أخبره أن السعودية قامت بالتعاقد مع 1500 طبيب مصري وثلاثة آلاف أستاذ جامعي في بادرة تدل أن العلاقات لم تزل طيبة مع مصر والشعب المصري. لا أحد ينكر أن هناك حاجة ماسة لشغل بعض الوظائف الطبية في بعض التخصصات النادرة وذلك في ظل التوسع الكبير في عدد المستشفيات والمدن الطبية التي أمر خادم الحرمين الشريفين بالبدء في إنشائها بالإضافة إلى المدن الجامعية الجديدة التي خصص لها مبلغا هائلا وهو 81 مليار ريال. ولكن ما يحز في النفس أن هناك الآن شبابا سعوديا تعلم وتدرب في أرقى الجامعات العالمية ولا يجد الفرصة الوظيفية في جامعات بلده وقد توضع العراقيل أمامه عندما يحاول الاقتراب من حرم الجامعة كأستاذ مساعد أو محاضر، ويتم رفض طلبه عادة بناء على حجج واهية كانعدام الخبرة التدريسية أو عدم وجود أبحاث منشورة وتجد أن مكانه قد تم شغره بالتعاقد مع شخص أقل منه كفاءة وخبرة ودون الحاجة إلى أي بحث منشور. يجب أن يعطى السعودي المؤهل الأولوية في أي وظيفة حكومية، وعلى مديري الجامعات أن يدركوا أن السعوديين هم أحرص الناس على أبناء وبنات وطنهم، وسترون ما يسعدكم بمشيئة الله فيهم حين يعطون الفرصة المناسبة.
tobagi@hotmail.com