-A +A
فهيم الحامد
هناك فرق شاسع بين الوحدة والاتحاد.. وأقصد هنا بالوحدة التي يكون الشخص فيها وحيدا بمفرده ينتظر ويشتاق ويتألم وكأنه يعيش بمفرده في العالم.
أما مفهوم الاتحاد الذي أعنيه هو التجمع والتوحد والانصهار في قالب واحد. ففي الاتحاد قوة سواء كان الاتحاد بين شخصين أو أشخاص. فكيف هو الحال إذا كان الاتحاد بين تكتلات عربية أو إقليمية أودولية.

وبما أننا مازلنا نتحدث عن الاتحاد الخليجي الذي أشبع تحليلا وقراءة خلال الفترة الماضية مع انعقاد القمة التشاورية الخليجية في الرياض، فإنني أرى في توصية القادة باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي، وتخصيص قمة استثنائية تعقد في الرياض قبيل انعقاد القمة الدورية لاتخاذ قرار بشأنه بأنها توصية حكيمة وتعكس عدم التسرع والعجلة والتأني في اتخاذ أي خطوة للإعلان عن أي شيء يتعلق بالاتحاد، قبيل دراسة المشروع الاستراتيجي دراسة معمقة من جميع جوانبها.
وليس هناك شك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للانتقال من التعاون إلى الاتحاد تمثل تحديا كبيرا لدول المجلس. وأصبح لزاما عليها التفكير بعقلانية وهدوء وبعيدا عن التسرع في إيجاد آلية مزمنة للدخول في الاتحاد الذي أصبح خيارا استراتيجيا. وليس من باب الرفاهية نظرا لما تشهده المنطقة من اضطرابات وأعاصير متعاقبة وتطورات متسارعة، حيث تغيرت التوازنات السياسية وأصبحت معادلة الاتحاد هي السبيل الأمثل لمواجهة القوى الإقليمية التي أصبح لها طموحات توسعية معلنة في منطقة الخليج.
وأعتقد أن مجلس التعاون الخليجي تمكن من الحفاظ على تماسكه على مدى العقود الماضية، رغم الحروب والأعاصير التي مرت بها المنطقة كما أنه تمكن من تطوير أجهزته المختلفة والتعامل مع الأزمات السياسيه ولم يشهد أي اهتزازات منذ إنشائه رغم وجود بعض العوائق في الوصول إلى مرحلة التكامل التي كان ينشدها المواطن الخليجي.
فالوصول إلى الاتحاد الخليجي، لن يكون سهلا إطلاقا ولكن بوجود الإرادة السياسية لدى قادة دول المجلس فإن الاتحاد سيرى النور وأعتقد أن قضية خصوصية الدول والسيادة فإن ذلك شيء مفروغ منه خصوصا أن هناك إجماعا في السياسات الخارجية فيما بين الدول الأعضاء وتطابقا على جميع القضايا الإقليمية والعربية والدولية . وأعتقد أن الكيانات والاتحادات الدولية ستكون سعيدة وحريصة للتعامل مع كيان خليجي موحد بدلا من التعامل مع دول منفصلة. وكذلك الأمر هي تطلعات شعوب دول الخليج الحالمة بخليج متحد.