-A +A
معتوق الشريف (جدة)
طالبت الدكتور سوسن رشاد نور الهي عضو جمعية السعودية لرعاية الطفولة والمستشارة الأسرية والنفسية في لجنة إصلاح ذات البين بمكة المكرمة، بوضع حد للعنف الأسري وعلاج بواعثه، واقترحت أربعة حلول للحد من انتشاره، وقالت: «القضاء على العنف يحتاج إلى رغبة شعبية تتمثل في القضاء على العادات والتقاليد التي تشجع على العنف، والرغبة الرسمية التي تحتاج إلى أنظمة تحد من انتشاره وتعاق مرتكبيه». واقترحت الدكتورة سوسن رشاد نور الهي عددا من الحلول، وقالت: «من الحلول التي تحد من العنف الأسري تكثيف حملات الوعظ والإرشاد الديني لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري، وتقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف، مع وجوب تدخل الدولة في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة، إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري، إضافة إلى إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة، وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر».
دوافع العنف

واستطردت الدكتورة سوسن، أن هناك عدة دوافع تتسبب في نشوء العنف الأسري، منها دوافع ذاتيه، وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه وهي التي تقود المعنف نحو العنف الأسري، إضافة إلى الدوافع الاقتصادية، حيث يلجأ إليها المعنف تفريغا لشحنة الخيبة والفقر، ودوافع اجتماعية، تتمثل في العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل ـ حسب مقتضيات هذه التقاليد ـ قدرا من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف، والقوة، باعتبار أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته، وهذا النوع من الدوافع يتناسب طرديا مع الثقافة التي يحملها المجتمع.
الامتيازات التعسفية
وأوضحت الدكتورة سوسن رشاد نور الهي، عضو جمعية السعودية لرعاية الطفولة والمستشارة الأسرية والنفسية في لجنة إصلاح ذات البين بمكة المكرمة، أن من مسببات ظاهرة العنف الأسري: أن العنف الأسري برز نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري، فالعنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية، فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل، كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دورا كبيرا ومهما في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحيانا كواجب وأمر حتمي، وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة.