-A +A
فهيم الحامد
تظل نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي نظمت جولتها الأولى الأسبوع الماضي محل رصد وتحليل المراقبين، بسبب نتائجها المفاجئة، ومن المؤكد أن النتائح النهائية في جولة الإعادة ستكون «مزلزلة» للشعب المصري، إذا تمكن المرشح المستقل أحمد شفيق من الفوز بمقعد الرئاسة وستكون «مستفزة» للغرب في حالة فوز مرشح الإخوان المسلمين في حالة فوز الدكتور محمد مرسي.
ولا أريد أن أدخل في تفاصيل ماذا سيتم في حالة إصدار المحكمة الدستورية قرارا في 12 من يونيو المقبل بدعم قانون العزل السياسي والذي سيخرج بمقتضاه شفيق خارج حلبة الترشيح كليا.

ولعل من غرائب ومفاجآت الانتخابات صعود نجم أحمد شفيق والذي يعتبره المصريون من بقايا فلول النظام السابق، ويبدو أن إغراءاته لفئات الفلاحين، ووعوده للأقباط، ودعم قدامى الجيش والليبراليين، وبقايا الفلول كان وراء فوزه في الجولة الأولى. كما أنه لايمكن تجاهل الهبوط المفاجئ لأسهم عمرو موسي السياسي المخضرم والذي أول من أطلق توصيف منصب رئيس الجمهورية الثانية عقب سقوط نظام مبارك، كان محل تساؤل الكثيرين.
أما فوز محمد مرسي مرشح الإخوان وحصوله على أعلى الأصوات في الانتخابات والذي لم يتورع الكثيرون من خصومه في نعته بــ (المرشح الاحتياط) كان الأكثر توقعا وثبوتا في ماراثون الانتخابات.
وسواء كان الرئيس المصري القادم «شفيقا أو مرسيا»، فإن أمام هذا الرئيس مهام جسيمة وخطيرة تتجسد في قدرته على العبور بمصر في هذه الفترة البالغة الحساسية، وتمكنه من رأب الصدع، وإرساء قواعد دولة ديمقراطية حديثة بعيدا عن الصراعات والأزمات والانقسامات، لأن الشعب المصري يريد رئيسا لا يرتدي عباءة تيار معين، ولا أن يلبس بدلة على الطريقة الغربية لدعم توجه طيف سياسي واحد، ويستطيع في نفس الوقت إدارة دفة السفينة ببراعة ورجاحة العقل والاتزان وسط الأمواج الهائجة.
فالمهمة الأكثر للرئيس الجديد تكمن في إيجاد علاقة متوازنة مع العسكر الذين سيراقبون جولة الإعادة الشهر المقبل. فضلا عن بلورة استرايتجية واضحة المعالم مع البرلمان والجيش هذا الثالوث الذي سيدير مستقبل مصر الجديدة. وبدون ذلك سيجد الرئيس الجديد نفسه بين سندان الاستياء الشعبي ومطرقة الضغط البرلماني، ورصاص العسكر. وستعود مصر إلى المربع صفر وهذا ما لا نريده لمصر التي نعتز بها.