لن تعدم أن تجد على أرضنا المائجة في المتغيرات، الضاجة بالتحولات، حكماء عقلا، أو حكماء عقلا ومنطقا، أو حكماء عقلا ومنطقا وتصرفا.
فأهل العقل الحكيم لهم رؤية ثاقبة تنم عن ضميرسليم، وأهل المنطق الحكيم لهم لسان صدق يتحدث عن ضمير واع، وأهل التصرف الحكيم لهم رباطة جأش تصدرعن ضمير متزن، وأي حدث يمر بالإنسان، ويفتقر فيه إلى واحدة من هذه القوى، فإن هذا الحدث مؤذن بتشظيات وانقسامات في جدار أية علاقة ولات مندم حينئذ !!، وما علمت على وجه البسيطة أن رجلا ندم على كلمة جارحة لم يقلها، وأفضل الكلمات على الإطلاق هي الكلمة السيئة عندما لا نقولها!! إنك لن تعض أناملك أسفا على عبارة مؤذية توقفت عن بثها، ولا على جملة طائشة كبحتها قبل أن تخرج، وما رأيت أحدا تجمهر عليه الناس يعنفونه على تأنيه، ويثربونه على هدوئه، ويعذلونه على وقاره حين وقوع الحدث.
العاقل الحقيقي يحسب ألف مرة لما (يقع منه) قبل حسابه لما (يقع أمامه).
ولئن ندمت على سكوتي مرة
فلكم ندمت على الكلام مرارا
وعندما وجه الشارع الحكيم أمره بالتأني والتثبت والأناة حيال مثيرات الحزن والغضب لم يكن داعيا إلا إلى ضبط المرء انفعالاته، وتهذيب سلوكياته، والاحتكام إلى موازين العقل والعدل، فليس العدل أن تصدر حكما فحسب وإنما أن تصدر في تفاعلك مع الحدث عن اتزان في الضمير وتوازن في الوجدانأ وقوة في الحجة وثبات في الرؤيةأ ولذلك فقد عظم أجر من كظم غيظهأ أو صبر عند الصدمة الأولىأ أو ترك ــ المراء وهو محق، أو قال لمن سابه اللهم إني صائم، أو كتم في نفسه سوءا لم يبده.
وإذا كان السواد الأعظم من بني ذواتنا يضيع جهاز التحكم أو يفقد عقله حال الواقعة، فإن كثيرا منهم في الآن ذاته يمتلك عقلا بديلا !!
العقل البديل
أصحاب الضمائر المتباينة يتداخلون ويتشابكون عند بوابة الدخول، لكنهم يتشكلون أسرابا وجماعات عند بوابة الخروج،،، كل سرب له رفاقه الملائمون.
ــ أشرس مظاهر الصراع بين الخير والشر هي تلك التي يحتضنها قلب امرئ واع راشد ذي عقل سوي، هذا الحس الإنساني هو وقود الحياة الذي يدفع إلى هذه المنازلة، ومتى كان الخير والشر يعيشان حالة سلم فاعلم بأن الضمير يعيش حالة مرض، ليس نائما، بل يقظ في البوهيمية !!
ــ إن قيمتك بصفتك إنسان مردها إلى ضميرك الحي المتسم بالوعي، المتجرد من الهوى، المرتقي عن ركائس المنى.
ــ هل هناك علاقة بين يقظة الروح وحياة الضمير؟؟.. أجل.. إنهما مرتبطان لكنهما قد لا يتزامنان.. بمعنى أنه قد يتقدم الضمير الحي قاصرا دون مأمله، مقصرا في عمله، فتحضر بعد ذلك الروح اليقظة ، وهي تحمل طفلا بالغا جميلا، يقال له تأنيب الضمير !.. تأنيب الضمير.. ما تأنيب الضمير ؟؟؟
ــ هو حضور متأخر لدعوات حفلة العقل!
ــ هو صدى حي متحرك لصوت هش متهتك!
ــ هو فاعل مؤخر مرفوع للأخيار لانشغال المحل بحركة الأشرار!
ــ هو جواب متلعثم لسؤال فصيح: لماذا فعلت لماذا...؟؟
• الأسوياء والشرفاء لن يقبلوا بضمير محايد مسالم، لا طريق فيه واضح يجتلونه، ولا مسار أبلج يمتاحون ضياءه
nrshdan@gmail.com
فأهل العقل الحكيم لهم رؤية ثاقبة تنم عن ضميرسليم، وأهل المنطق الحكيم لهم لسان صدق يتحدث عن ضمير واع، وأهل التصرف الحكيم لهم رباطة جأش تصدرعن ضمير متزن، وأي حدث يمر بالإنسان، ويفتقر فيه إلى واحدة من هذه القوى، فإن هذا الحدث مؤذن بتشظيات وانقسامات في جدار أية علاقة ولات مندم حينئذ !!، وما علمت على وجه البسيطة أن رجلا ندم على كلمة جارحة لم يقلها، وأفضل الكلمات على الإطلاق هي الكلمة السيئة عندما لا نقولها!! إنك لن تعض أناملك أسفا على عبارة مؤذية توقفت عن بثها، ولا على جملة طائشة كبحتها قبل أن تخرج، وما رأيت أحدا تجمهر عليه الناس يعنفونه على تأنيه، ويثربونه على هدوئه، ويعذلونه على وقاره حين وقوع الحدث.
العاقل الحقيقي يحسب ألف مرة لما (يقع منه) قبل حسابه لما (يقع أمامه).
ولئن ندمت على سكوتي مرة
فلكم ندمت على الكلام مرارا
وعندما وجه الشارع الحكيم أمره بالتأني والتثبت والأناة حيال مثيرات الحزن والغضب لم يكن داعيا إلا إلى ضبط المرء انفعالاته، وتهذيب سلوكياته، والاحتكام إلى موازين العقل والعدل، فليس العدل أن تصدر حكما فحسب وإنما أن تصدر في تفاعلك مع الحدث عن اتزان في الضمير وتوازن في الوجدانأ وقوة في الحجة وثبات في الرؤيةأ ولذلك فقد عظم أجر من كظم غيظهأ أو صبر عند الصدمة الأولىأ أو ترك ــ المراء وهو محق، أو قال لمن سابه اللهم إني صائم، أو كتم في نفسه سوءا لم يبده.
وإذا كان السواد الأعظم من بني ذواتنا يضيع جهاز التحكم أو يفقد عقله حال الواقعة، فإن كثيرا منهم في الآن ذاته يمتلك عقلا بديلا !!
العقل البديل
أصحاب الضمائر المتباينة يتداخلون ويتشابكون عند بوابة الدخول، لكنهم يتشكلون أسرابا وجماعات عند بوابة الخروج،،، كل سرب له رفاقه الملائمون.
ــ أشرس مظاهر الصراع بين الخير والشر هي تلك التي يحتضنها قلب امرئ واع راشد ذي عقل سوي، هذا الحس الإنساني هو وقود الحياة الذي يدفع إلى هذه المنازلة، ومتى كان الخير والشر يعيشان حالة سلم فاعلم بأن الضمير يعيش حالة مرض، ليس نائما، بل يقظ في البوهيمية !!
ــ إن قيمتك بصفتك إنسان مردها إلى ضميرك الحي المتسم بالوعي، المتجرد من الهوى، المرتقي عن ركائس المنى.
ــ هل هناك علاقة بين يقظة الروح وحياة الضمير؟؟.. أجل.. إنهما مرتبطان لكنهما قد لا يتزامنان.. بمعنى أنه قد يتقدم الضمير الحي قاصرا دون مأمله، مقصرا في عمله، فتحضر بعد ذلك الروح اليقظة ، وهي تحمل طفلا بالغا جميلا، يقال له تأنيب الضمير !.. تأنيب الضمير.. ما تأنيب الضمير ؟؟؟
ــ هو حضور متأخر لدعوات حفلة العقل!
ــ هو صدى حي متحرك لصوت هش متهتك!
ــ هو فاعل مؤخر مرفوع للأخيار لانشغال المحل بحركة الأشرار!
ــ هو جواب متلعثم لسؤال فصيح: لماذا فعلت لماذا...؟؟
• الأسوياء والشرفاء لن يقبلوا بضمير محايد مسالم، لا طريق فيه واضح يجتلونه، ولا مسار أبلج يمتاحون ضياءه
nrshdan@gmail.com