-A +A
هدى أبلان
تأتي الأنباء الأخيرة السيئة الذكر عن قيام اختطافات متبادلة بين قبيلتي سنحان وخولان، أو بالأصح بين جيشي الحرس الجمهوري، والفرقة أولى مدرع، أو بالتفسير الحزبي بين الإصلاح والمؤتمر العام في أوقات يحاول الشعب اليمني نسيان وتجاوز هذا الخطاب السياسي والعسكري الضيق، والالتفات إلى الأمام فقط، لمحاولة لملمة ما تناثر من إمكانيات اليمنيين وقدراتهم في صراعات مزاجية مجانية تخدم أشخاصا فقط على حساب الملايين المعجونة بالتعب والفقر والموت القادم من كل اتجاه.
إن مثل هذه الأخبار تشكل فاجعة جديدة في مسار بناء الدولة اليمنية التي بدأت منذ انتخابات 21فبراير، وبدأت الخطوات تسير حثيثة لإعادة الاعتبار لليمنيين دما وتاريخا وثقافة، وهي المسائل التي غابت فيها الحكمة اليمنية وحلت محلها ثقافة الاستحقاقات، والرجوع بها إلى الخلف ملايين من السنوات الضوئية.

إن بوادر هذا الصراع الأخير في بيئة مليئة بكل هذه المعطيات السلبية وتدخل عوامل الفرقة والاختلاف تحت أكثر من مسمى قبلي وحزبي وعسكري بطهي مؤامرة خبيثة على مسار التسوية السياسية والاستقرار في اليمن تهدف العودة به إلى مربع الصفر, خارجا من النقمة الدولية على السياسيين والعسكريين اليمنيين، إلباس الحرب الجديدة ثوبا قبليا منفلت الجماح والمعايير، لتصفية الحسابات الضيقة على حساب الدماء الطاهرة من أي طرف كان، وأثبت وجود أرقام سياسية وعسكرية قوية يجب أخذها في أية معادلة سياسية قادمة.
والأدهى من ذلك، هو إحاطة صنعاء بحزام ناسف من الخطر القبلي عبر توتر الأوضاع في أكثر من قبيلة محيطة، ليصبح الانفجار أكثر قربا وسهولة يأتي على ما تم البدء فيه من خطوات في طريق الدولة المدنية والحديثة التي يراد ذبحها على مشارف العاصمة.