-A +A
عبدالله صالح حبابي
لعل من يعرف الأمير سلمان عن قرب يبدو له وكأن سموه عندما أشرق وأطل على عالمنا في صغره كان واضح الابتسامة صريحها، لما في نظرته للعالم من تميز وتطور، ابتسامة كلها تفاؤل وثقة بهذا العالم الذي يحيط به ويستقبله، في عالم كله تقلب ومتناقضات تؤثر على مجريات أموره التي تشهد العجائب والغرائب، ولعله شعر بنفسه في خضم ذلك وأحس بقدرته على التعايش بأمن وأمان مع ذلك، بفضل ما يتمتع به سموه من قدرات فهم عالية، من هنا أتى جمال الابتسامة التي منحه إياها العلي القدير، فقد كانت هي مفتاح شخصيته، وتحفل بما يتمتع به من مزايا طبيعية ولدت معه واكتسب بها هذه الشخصية التي تشاهدها الآن، وأصبحت رمز محبة لكل من يعرفه.
هذه هبة إلهية وفضل كبير من رب العباد، ومن خلالها تبادل الحب مع جموع الناس، ومع كل من له حاجة عنده، ولعلي لا أغالي أو أبالغ بأني واحد من هؤلاء الذين أكرمهم الله بلقائه وتبادل الرأي معه، وارتسمت من خلال ذلك الصورة الرائعة عنه في مخيلتي، وازدادت محبته عندي، وقد سعدت بتعيينه وليا للعهد.
لقد كانت الرياض العاصمة تبدو كأنها مدينة لا طعم لها ولا شكل، إلا أنه ما إن تولى إمارتها حتى تحولت إلى مدينة عصرية تعج بالشوارع والطرق الحديثة والكباري التي تنافس أعظم وأجمل كباري المدن العالمية.
وكان من عادة سموه أن يقابل مواطني الرياض أسبوعيا عدا لقاء أصحاب الحاجة الذين يستقبلهم يوميا، وذلك لما يتمتع به من روح عالية وكفاءة إدارية مميزة، مما أكسبه محبتهم، وأعلنها هنا صريحة وواضحة أني أحب هذا الإنسان الذي شمخ بإنسانيته فوق كل الصعاب وتعرف على أصغر هموم الناس ومشاكلهم وقضاياهم، وبمثل هذه الأخلاق العالية والروح البناءة اكتسب محبة الجميع دون تمييز، والآن أنا أحبه أكثر وأكثر لاحترامه هموم الناس والعمل على حل مشاكلهم، وهذا هو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وزاده توفيقا في منصبه الجديد وليا للعهد، وهو جدير بذلك لما عرف عن سموه من تفان وإقدام تنشده البلاد عامة، وإن كانت الرياض باعتبارها عاصمة تبقى موضعا لاهتمامه ومرجع الأمور.
أما إمارة الرياض فقد عهد بها إلى سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز الذي أكمل مشاويره في تطويرها وإرساء خدمته التي كان قد بدأ بها في الإمارة، وكانت قدراته كأمير للرياض واضحة، إذ يتمتع بمحبة الأهالي.
ويطيب لي بهذه المناسبة أن أشير إلى لفتة هامة من لفتات سموه الكريمة، فقد كان سموه ضمن مستقبلي رئيس جمهورية البرازيل الرئيس لولا، وكان ذلك في عام 2009 ميلادية في الصالة الخاصة باستقبال كبار الزوار، فقام السفير السعودي ــ آنذاك ــ بتقديم ابني الذي يعمل في سفارة المملكة بالبرازيل واسمه وائل بن عبدالله صالح حبابي، وأنه يعمل في السفارة السعودية في البرازيل، فاتجه سموه إلى وائل قائلا: إن والدك صاحبنا، وهكذا وبمثل هذه الأخلاق الممتلئة باللطف يكسب سموه عواطف محبيه ويعمل على التقارب معهم، وقد سعدت بذلك كثيرا.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 194 مسافة ثم الرسالة