تشهد شوارع جدة في النصف الأخير من رمضان حالة من الازدحام الذي يبدأ من التاسعة والنصف ليلا ويستمر إلى الثالثة والنصف فجرا، خصوصا في شارع فلسطين وطريق المدينة المنورة وجسر الستين والهنداوية والصحيفة وباب مكة والبلد وشوارع الأحياء الداخلية، ولم تعد الخطوط السريعة منفذا لتجاوز الازدحام، باعتبارها هي الأخرى تشهد اختناقات تلزم السائقين على الانتظار أكثر من عشر دقائق إلى ربع ساعة.
ورأى الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس، أن خصوصية وروحانية الشهر الفضيل ألزمت 80 في المئة من أفراد المجتمع على الخروج ليلا وبالتحديد بعد صلاة التراويح للتسوق أو الزيارات أو حضور المناسبات وبالتالي فإن حدوث الازدحام أمر وارد في هذه الفترة، ولا يمكن إيجاد أي حلول أخرى.
وأضاف «جميع شوارع جدة الرئيسية تشهد هذه الأيام مشاريع تنموية ستعمل على معالجة الكثير من اختناقات الشوارع، وهي مشاريع تحتاج إلى وقت طويل لإنجازها، وبالتالي فإنه ليس أمام المجتمع سوى الصبر والانتظار، فكما لمسنا أن العديد من الجسور التي تم إنجازها أسهمت في فك الاختناقات المرورية».
الدكتور كماس دعا أفراد المجتمع إلى الصبر وتحمل مشقة الانتظار والانتظام في حركة السير بعيدا عن التجاوزات التي يمارسها في سبيل إنجاز عمله بأسرع وقت وهو ما يترتب عليه مضايقة الآخرين أو تسجيل حوادث طفيفة.
ولم يختلف رأي الدكتور محمد براشا استشاري الطب النفسي عن رأي الدكتور، كماس فيقول: تزداد الحركة في رمضان أكثر في الفترة المسائية حيث يتحول الليل إلى نهار في حركته، وكما يلاحظ أن جميع الأسواق والمطاعم والمحلات التجارية تعمل إلى ساعات متأخرة من ليالي رمضان الأخيرة وهو ما يجعل كثافة الحركة تزداد وتزدهر في الليل، وهو ما ينعكس بدوره على حدوث الازدحام في الطرقات الرئيسية والشوارع العامة.
دكتور براشا شدد على ضرورة التحلي بالصبر، وخصوصا أن جدة تشهد هذه الأيام مشاريع تتمثل في إنشاء الجسور الحيوية التي ستعمل على تخفيف وانسيابية الحركة.
وأكد أن هناك انعكاسات نفسية على الفرد عند مشاهدته الازدحام وانتظاره لدقائق طويلة في السير، وهو ما يتطلب من الفرد أن يتعامل مع هذه المواقف بالصبر والحكمة والأفضل أيضا إعطاء مساحة من الوقت لمواجهة الازدحام في الشوارع.