قرر مجلس الامن الدولي أمس إنهاء مهمة المراقبين الدوليين في سورية بعد حوالى أربعة اشهر من بدئها، لكنه أيد إنشاء مكتب اتصال سياسي في دمشق، بينما طالبت فرنسا بعملية سياسية انتقالية، ودعت ألمانيا المعارضة السورية الى وضع خطة مشتركة ، في وقت استمرت أعمال القصف والاشتباكات خصوصا في حلب ودمشق ، ما أدى الى سقوط 197 قتيلا.
وقال المبعوث الفرنسي في الامم المتحدة جيرار أرو عقب اجتماع عقده المجلس لبحث الأزمة السورية، ان شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة. في حين أشار أدموند موليت «من قسم حفظ السلام في الأمم المتحدة» الى أن المهمة ستنتهي عند منتصف ليل الأحد المقبل، موضحا أن مكتب الاتصال الذي وافق الرئيس السوري بشار الاسد على انشائه سيضم ما بين 20 الى 30 خبيرا في الشؤون السياسية والانسانية والعسكرية.
وأفادت مصادر في الأمم المتحدة أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي وافق على أن يحل محل المبعوث الأممي العربي السابق كوفي عنان كوسيط في سورية، لكن بتفويض مختلف. وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي طلب دعما قويا من مجلس الأمن مشترطا تفويضا جديدا.
وعلى هامش اجتماع مجلس الامن، حثت روسيا القوى العالمية على دعوة الحكومة السورية ومسلحي المعارضة الى وقف النزاع بينهما. وقال المبعوث الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده دعت الى عقد اجتماع لممثلي مجموعة العمل الدولية حول سورية في نيويورك اليوم لمناقشة الاقتراح.
ومن جانبه رحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار قمة التضامن الاسلامي المنعقدة في مكة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ، مؤكدا على حاجة الشعب السوري الى مساعدة من منظمة التعاون الاسلامي للدفاع عن وجوده.
ميدانيا، استمرت الاشتباكات وأعمال القصف في حلب حسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أفاد أن أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والفردوس تعرضت للقصف من قبل قوات النظام بينما دارت اشتباكات متقطعة في منطقة الهجرة والجوازات ودوار الجندول وسيف الدولة. وكان القصف طال فجرا أحياء الفردوس والصاخور والسكري والانصاري وطريق الباب.
ووقعت اشتباكات في محيط دوار الجندول القريب من وسط المدينة.
وفي محافظة دمشق، استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذي تمكنوا من اعطاب دبابة واصابوا طائرة حوامة. وتعرضت مدينة التل في ريف العاصمة لقصف من القوات النظامية التي دخلت مناطق فيها أمس بعد ايام من القصف والاشتباكات. كما سقطت قذائف على البساتين المحيطة بحي المزة.
وشيعت مدينة اعزاز في ريف حلب أمس قتلى المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام امس الأول وراح ضحية لها 31 شخصا بينهم اطفال ونساء.
دبلوماسيا، أكد مسؤول أمريكي ان بعض الرهائن الايرانيين الذين يحتجزهم مقاتلون معارضون سوريون في سورية ينتمون الى الحرس الثوري الايراني. وشدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على اهمية التحضير لعملية انتقالية سياسية في سورية، مشيرا الى ان هناك اتصالات بين عدد من الدول في هذا الاطار. وقال ان المسألة العسكرية هي شأن السوريين. بينما دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي المعارضة السورية الى وضع خطة مشتركة للانتقال السياسي في سوريا وذلك بعد لقاء مع ممثلها رياض سيف أمس. وفي بكين دعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أمس بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد التي تزور الصين الى تطبيق وقف اطلاق نار والقبول بوساطة دولية لوقف العنف الذي تشهده البلاد.