أوضح القنصل العام لجمهورية جنوب أفريقيا في جدة إبراهيم إدريس، أن الإسلام دخل إلى جنوب أفريقيا قبل أكثر من 300 عام عن طريق الماليزيين، وأن عدد المسلمين يتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين مسلم، وبين أن شهر رمضان يبدأ برؤية الهلال من خلال لجان تحري الرؤية في المحافظات، مضيفا أن من عادات المسلمين الاستيقاظ عادة قبل ساعة أو ساعتين من الفجر وتناول طعام السحور، والافطار على التمر والماء، وبعد الإفطار يذهب كل أفراد العائلة لصلاة المغرب، ثم يتناولون طعام العشاء قبل صلاة التراويح، وأشار إلى أن ختم القرآن الكريم في الشهر المبارك يعد من أكثر العادات التي يقوم بها المسلمون في جنوب أفريقيا، «عكاظ» استوضحته عادات المسلمين في الشهر المبارك في تفاصيل الحوار التالي:
• كيف يستقبل شعبكم الكريم شهر رمضان المبارك، وماهي المظاهر التي يعبر من خلالها عن فرحته بقدوم الشهر الفضيل ؟
• دخل الإسلام جنوب أفريقيا منذ أكثر من ثلاثمائة عام وذلك عندما كانت شركة الهند الشرقية الهولندية وهولندا تستعمران جنوب أفريقيا وأندونيسيا، فقد كان الأشخاص في ماليزيا الذين يعارضون هولندا يتم نفيهم إلى جنوب أفريقيا كسجناء أو عبيد، ومن خلال معاقبتهم بتلك الطريقة وصل الإسلام العظيم إلى أقصى نقطة في القارة الإفريقية، ويعد شهر رمضان فترة رائعة يسود فيها الفرح والسرور بين جميع مسلمي جنوب أفريقيا، فقبل أسابيع من بداية الشهر الفضيل، تقوم العائلات بالتسوق وشراء المواد الغذائية التي تقوم باستخدامها طوال الشهر الفضيل، يبدأ شهر رمضان المبارك برؤية هلال رمضان ، حيث يوجد في كل محافظة، منطقة من محافظات جنوب أفريقيا الإحدى عشر لجنة من أجل تحري رؤية هلال رمضان بالعين المجردة، وفي مدينة الكيب تاون تحديدا يتجمع الآلاف من المسلمين كل عام من أجل تحري رؤية هلال رمضان. يتوزع الأشخاص المتحرين لهلال رمضان على جميع الأماكن الاستراتيجية في الكيب تاون ويقومون بانتظار غروب الشمس ومن ثم تحري الهلال. في خليج ثري آنكور باي في مدينة الكيب تاون ، يتجمع الآلاف في السهل المقابل للمحيط الأطلسي وينضم إليهم رئيس لجنة تحري هلال رمضان. ومن خلال تقنية أجهزة الهاتف الجوال ، أصبح من السهل على اللجنة التواصل مع فرق تحري هلال رمضان في المحافظات الأخرى والاتفاق على رؤية هلال رمضان من عدمه. إن الدول المجاورة لجنوب أفريقيا والتي تشمل ناميبيا وسوازيلاند وليسوتو والموزامبيق وبوتسوانا وزمبابوي والتي تشكل الجزء الجنوبي للقارة الأفريقية كلها تعتمد في تحري الهلال على العين المجردة من أجل إعلان بداية شهر رمضان أو عيد الفطر، ولهذا فإن الجزء الجنوبي من القارة الإفريقية يقوم بالاحتفال بهذه المناسبات الجليلة بشكل جماعي.
الحياة اليومية
• ماهي عادات شعبكم في رمضان وهل يؤثر على الأنشطة الحياتية؟
• معظم الدول الموجود في الجزء الجنوبي من القارة الأفريقية هي دول علمانية ومن ضمنها جنوب أفريقيا، ولأن رمضان جزء من الحياة اليومية فإن ساعات الدوام الرسمي تبقى كما هي حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في مجال البناء أو الأعمال التي تتضمن مجهودات بدنية كبيرة والذي يجب عليهم أن يعملوا ثماني ساعات يوميا، تستيقظ الأسر عادة قبل ساعة أو ساعتين من موعد صلاة الفجر من أجل تناول طعام السحور، ويشمل السحور عادة الحبوب الغذائية التي يتم تناولها في الإفطار وخبز التوست والمربى والبيض والتمر والشاي والماء. وفي بعض الأحيان ، فإن الوجبات المتكاملة التي تحتوي على الأرز والسمبوسة والفطائر والحلويات يتم تقديمها على السحور ولكن هذا التقليد يعتبر استثناء وليس مطبقا لدى معظم المسلمين، وفي الصباح مباشرة بعد صلاة الفجر يقوم الناس بالاستحمام وارتداء ملابسهم والتوجه إلى أماكن عملهم أو مدارسهم، كل النساء يقمن بارتداء الحجاب مع وضع القليل من المكياج، وفي هذا الوقت من السنة في فصل الشتاء ، فإن الفجر عادة ما يكون في وقت متأخر ولهذا فإن معظم الطلاب والموظفين يقومون بارتداء ملابسهم والانتهاء من ترتيب أمورهم قبل الجلوس وتناول طعام السحور. يتراوح موعد الفجر في جنوب أفريقيا بين الساعة السادسة صباحا في المناطق الشمالية و 06:40 صباحا في مدينة الكيب تاون. وبالمثل، فإن وقت المغرب يتراح بين 17:20 و 18:00 مساء، وذلك لأن الآن هو فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوب وبالتالي فإن الصوم سهل للغاية لقصر النهار وبرودة الجو.
التنوع الثقافي
• ما أشهر الأطعمة التي تقبلون عليها في رمضان؟
• تختلف الأكلات الشعبية من منطقة إلى أخرى ، حيث تعكس الأكلات الشعبية التنوع الثقافي لمسلمي جنوب أفريقيا، فعادة ما يستمتع المسلمون من أصول هندية بالأكلات الشعبية الهندية أو الباكستانية أو البنغالية. أما الذين ينحدرون من أصول أندونيسية فعادة ما يكون لديهم خليط بين الأكلات الهندية والماليزية، وفي معظم الأحوال ، فإن موائد الإفطار لا تخلو من التمر والماء، وعادة ما يلي ذلك تناول المقبلات وخاصة البانكيك وشراب جوز الهند المحلي والسمبوسة والسبرينغ رول وكعك الدونت وفطائر اللحم المفروم. وبعد الاستمتاع بهذه المقبلات، يذهب كل أفراد العائلة لصلاة المغرب، وفي الكيب تاون ، فإن الحليب المحلى بالهيل يصنع منه ما يعرف بالبووبر، كما أن معظم العائلات تتناول الحساء بعد الإفطار وخاصة حساء الخضروات أو الحساء الهندي المعروف باسم حليم، يتم تناول طعام العشاء قبل صلاة التراويح، والأكلات التي تقدم في العشاء عادة ما تكون الكاريز والجرلز والباستا وأرز البخاري.
تقاليد الأسرة
• حدثنا عن تقاليد الأسرة في بلدكم في تناول الإفطار؟
• إن رمضان هو شهر التأمل والاهتمام بالآخرين ولهذا فإن اجتماع جميع أفراد العائلة سويا على مائدة الإفطار وتناولهم لطعام الإفطار مع بعضهم البعض هو أمر أساسي، كما أن رمضان يعطينا الفرصة كي نهتم بعبادتنا وحياتنا الروحية والتقرب أكثر إلى الخالق عز وجل والبحث عن فرص من أجل مساعدة الأشخاص الأقل حظا، إنه شهر يملؤه الفرح والسرور حيث تقوم العائلات بتحضير أطباق الحلوى والمقبلات وتقوم بتوزيعها على الجيران، فقبل موعد الإفطار ترى فتيات صغار السن يرتدين الحجاب وأولادا في مثل سنهن يركضون من بيت إلى آخر حاملين معهم أطباق الأطعمة لتوزيعها على الجيران، فعادة عندما تجلس على مائدة الإفطار يكون هنالك أكثر من عشرين طبق طعام مختلف تم إرسالها من الجيران، وهي فرصة يستمتع بها أفراد العائلة سويا في تناول الأطعمة.
ختم القرآن
• كيف تحييون الشعائر التعبدية في ليالي رمضان؟
• بعد السحور ، يقوم أفراد العائلة جميعا من أجل أداء صلاة الفجر، وبعضهم يقوم بتلاوة القرآن بعد الانتهاء من صلاة الفجر بينما يقوم الأخرون بالاستعداد للذهاب إلى المدرسة أو العمل، يقضي أفراد الأسرة معظم نهارهم في العمل أو المدرسة وعندما يعودون إلى المنزل يقومون بأداء صلاة العصر، وتقوم النساء على الفور بالتوجه إلى المطبخ من أجل تجهيز إفطار رمضان، إن ختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك يعتبر من أكثر العادات التي يقوم بعملها المسلمون في جنوب أفريقيا. فبعد الإفطار ، يقوم أفراد الأسرة بالاستعداد من أجل صلاة الجماعة ويقومون بالوضوء والتوجه بعدها إلى المسجد من أجل صلاة التراويح. معظم المساجد في جنوب أفريقيا تكون فيها صلاة التراويح عشرين ركعة وهنالك بعض المساجد التي يتم فيها قرآءة جزء واحد في كل صلاة تراويح بكل ليلة ولكن هنالك بعض المساجد الأخرى التي تكتفي بقراءة الصور الصغيرة.
فروق محدودة
• عايشتم أجواء رمضان في المملكة فما الذي أعجبكم منها؟
• إن القرب من مكة المكرمة جعلني أقوم بأداء العمرة والتراويح وصلاة قيام الليل والتي أستمتع بها جدا، لا يوجد هنالك شيء في العالم يعطيك نفس الشعور، ذلك أنه إذا توفرت الموارد المالية لدينا كجنوب أفريقيين فإننا نقوم ببذل قصارى جهدنا من أجل أن نقضي بضعة ليالي في مكة المكرمة، إنني جدا محظوظ لوجودي هنا في المملكة العربية السعودية ولأنني قادر على القيام بذلك بشكل منتظم، وفي نفس الوقت، يوجد هنالك حنين نشعر به تجاه عائلاتنا التي تركناها خلفنا في جنوب أفريقيا، إن المحبة والإيثار والعطاء من المعاني التي تتجسد في هذا الشهر الفضيل وهي من المعاني التي لها الأثر الكبير في حياتنا.
تقاليد الشعبين
• ما أبرز الاختلافات التي لمستها في تقاليد الشعبين في معايشة أجواء رمضان؟
• إن العادات واحدة بشكل أساسي، وباستثناء مشاهدة التلفاز في جنوب أفريقيا خلال شهر رمضان المبارك والتي تعتبر شيئا غير محبذ ولا يتوافق مع شعائر الشهر الفضيل، والتي يستبدلها المسلمون في جنوب أفريقيا عادة بالذكر والصلوات والقيام بالأعمال الحسنة ، فإن معظم عاداتنا تتشابه بشكل كبير. إن أحد الفوارق البسيطة هي القدرة على تحمل الحرارة في فصل الصيف ، ذلك أنه من المستغرب لدينا بشكل كبير قدرة المعتمرين على أداء الطواف أو السعي في منتصف النهار حيث تبلغ درجة الحرارة 45 درجة مئوية ومع ذلك يكون لديهم القدرة على مواصلة الصيام الذي يمتد لأكثر من 15 ساعة.
تزايد أعداد المسلمين
• كم يبلغ عدد المسلمين في جنوب أفريقيا (تقريبا)؟
• لا يوجد هنالك أي إحصائيات رسمية عن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا ولكن التقديرات تشير إلى أن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا يبلغ حوالى 2 إلى 3 ملايين مسلم. مع العلم أن هذا الرقم في ازدياد بسبب هجرة العديد من المسلمين في القارة الإفريقية إلى جنوب أفريقيا.
أكبر العوائق
• هل يشكل المسلمون الجدد نسبة معينة في جنوب أفريقيا، (نسبة اعتناق الإسلام)؟
• إن أعدادهم قليلة ولكن هنالك ازدياد ملحوظ في هذا السياق، إن أكبر العوائق التي تواجهنا هناك هو نقص الموارد من أجل مساعدة الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام من أجل تعلم دينهم وكذلك من أجل معرفة متطلبات الشعائر الإسلامية. وغالبا ما يكون الحصول على وجبات حلال غير متاح وخاصة إذا كان الشخص يعيش في مناطق ينتشر فيها الفقر. إن توفير المساعدات المالية من أجل العناية بالمسلمين بواسطة بعض الدول الغنية مثل المملكة العربية السعودية يعتبر مساعدة مهمة من أجل ضمان الاستمرار في أعمال الخير التي تمت بواسطة الأفراد من أجل مساعدة معتنقي الإسلام حديثا.
اعتناق الإسلام
• هل تعتبر عبادة الصيام سببا لاعتناق البعض للدين الإسلامي في جنوب أفريقيا؟
• من الصعب قول ذلك لأن الدخول في الإسلام يكون بسبب الدين الإسلامي ككل وليس بسبب أحد أركانه. وبشكل حيادي، أنا أرى بأن فريضة الصيام تعتبر من أكثر العبادات صعوبة على معتنقي الإسلام حديثا، وذلك لأنه من السهل الصوم بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا القيام بذلك منذ صغرهم مقارنة مع البالغين الذين لم يعتادوا على ذلك من قبل. ولكن بالتأكيد هنالك العديد من الفوائد للصيام.
ذكريات رمضان
• هل تسرتجع بعض ذكرياتك عن رمضان في المملكة ؟ ومن أشهر الشخصيات التي تناولت الفطور معها، وأبرز المناسبات؟
• أود أن أكرر مرة أخرى ، إن السعادة التي تشعر بها وأنت تتناول طعام الإفطار في مكة المكرمة أو المدينة المنورة لا يعادلها سعادة أخرى. إنه لشيء عظيم أن تقوم بذلك ، كما أن صوت ترتيل الشيخ السديس والشيخ المعيقلي يدخل البهجة على نفس كل مسلم.
تحقيق الأمنيات
• أمنية تتمنى تحقيقها لشعبك وللأمة الإسلامية في هذا الشهر الفضيل؟
• أتمنى أن يسود السلام والتنمية في جميع أنحاء العالم، كما أتمنى أن تنتهي كل الحروب في جميع أنحاء العالم وأن نركز نحن جهودنا في حربنا على الفقر وذلك لكي نجعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه وهذه هي أيضا أمنية المسلمين في جنوب أفريقيا.
• كيف يستقبل شعبكم الكريم شهر رمضان المبارك، وماهي المظاهر التي يعبر من خلالها عن فرحته بقدوم الشهر الفضيل ؟
• دخل الإسلام جنوب أفريقيا منذ أكثر من ثلاثمائة عام وذلك عندما كانت شركة الهند الشرقية الهولندية وهولندا تستعمران جنوب أفريقيا وأندونيسيا، فقد كان الأشخاص في ماليزيا الذين يعارضون هولندا يتم نفيهم إلى جنوب أفريقيا كسجناء أو عبيد، ومن خلال معاقبتهم بتلك الطريقة وصل الإسلام العظيم إلى أقصى نقطة في القارة الإفريقية، ويعد شهر رمضان فترة رائعة يسود فيها الفرح والسرور بين جميع مسلمي جنوب أفريقيا، فقبل أسابيع من بداية الشهر الفضيل، تقوم العائلات بالتسوق وشراء المواد الغذائية التي تقوم باستخدامها طوال الشهر الفضيل، يبدأ شهر رمضان المبارك برؤية هلال رمضان ، حيث يوجد في كل محافظة، منطقة من محافظات جنوب أفريقيا الإحدى عشر لجنة من أجل تحري رؤية هلال رمضان بالعين المجردة، وفي مدينة الكيب تاون تحديدا يتجمع الآلاف من المسلمين كل عام من أجل تحري رؤية هلال رمضان. يتوزع الأشخاص المتحرين لهلال رمضان على جميع الأماكن الاستراتيجية في الكيب تاون ويقومون بانتظار غروب الشمس ومن ثم تحري الهلال. في خليج ثري آنكور باي في مدينة الكيب تاون ، يتجمع الآلاف في السهل المقابل للمحيط الأطلسي وينضم إليهم رئيس لجنة تحري هلال رمضان. ومن خلال تقنية أجهزة الهاتف الجوال ، أصبح من السهل على اللجنة التواصل مع فرق تحري هلال رمضان في المحافظات الأخرى والاتفاق على رؤية هلال رمضان من عدمه. إن الدول المجاورة لجنوب أفريقيا والتي تشمل ناميبيا وسوازيلاند وليسوتو والموزامبيق وبوتسوانا وزمبابوي والتي تشكل الجزء الجنوبي للقارة الأفريقية كلها تعتمد في تحري الهلال على العين المجردة من أجل إعلان بداية شهر رمضان أو عيد الفطر، ولهذا فإن الجزء الجنوبي من القارة الإفريقية يقوم بالاحتفال بهذه المناسبات الجليلة بشكل جماعي.
الحياة اليومية
• ماهي عادات شعبكم في رمضان وهل يؤثر على الأنشطة الحياتية؟
• معظم الدول الموجود في الجزء الجنوبي من القارة الأفريقية هي دول علمانية ومن ضمنها جنوب أفريقيا، ولأن رمضان جزء من الحياة اليومية فإن ساعات الدوام الرسمي تبقى كما هي حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في مجال البناء أو الأعمال التي تتضمن مجهودات بدنية كبيرة والذي يجب عليهم أن يعملوا ثماني ساعات يوميا، تستيقظ الأسر عادة قبل ساعة أو ساعتين من موعد صلاة الفجر من أجل تناول طعام السحور، ويشمل السحور عادة الحبوب الغذائية التي يتم تناولها في الإفطار وخبز التوست والمربى والبيض والتمر والشاي والماء. وفي بعض الأحيان ، فإن الوجبات المتكاملة التي تحتوي على الأرز والسمبوسة والفطائر والحلويات يتم تقديمها على السحور ولكن هذا التقليد يعتبر استثناء وليس مطبقا لدى معظم المسلمين، وفي الصباح مباشرة بعد صلاة الفجر يقوم الناس بالاستحمام وارتداء ملابسهم والتوجه إلى أماكن عملهم أو مدارسهم، كل النساء يقمن بارتداء الحجاب مع وضع القليل من المكياج، وفي هذا الوقت من السنة في فصل الشتاء ، فإن الفجر عادة ما يكون في وقت متأخر ولهذا فإن معظم الطلاب والموظفين يقومون بارتداء ملابسهم والانتهاء من ترتيب أمورهم قبل الجلوس وتناول طعام السحور. يتراوح موعد الفجر في جنوب أفريقيا بين الساعة السادسة صباحا في المناطق الشمالية و 06:40 صباحا في مدينة الكيب تاون. وبالمثل، فإن وقت المغرب يتراح بين 17:20 و 18:00 مساء، وذلك لأن الآن هو فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوب وبالتالي فإن الصوم سهل للغاية لقصر النهار وبرودة الجو.
التنوع الثقافي
• ما أشهر الأطعمة التي تقبلون عليها في رمضان؟
• تختلف الأكلات الشعبية من منطقة إلى أخرى ، حيث تعكس الأكلات الشعبية التنوع الثقافي لمسلمي جنوب أفريقيا، فعادة ما يستمتع المسلمون من أصول هندية بالأكلات الشعبية الهندية أو الباكستانية أو البنغالية. أما الذين ينحدرون من أصول أندونيسية فعادة ما يكون لديهم خليط بين الأكلات الهندية والماليزية، وفي معظم الأحوال ، فإن موائد الإفطار لا تخلو من التمر والماء، وعادة ما يلي ذلك تناول المقبلات وخاصة البانكيك وشراب جوز الهند المحلي والسمبوسة والسبرينغ رول وكعك الدونت وفطائر اللحم المفروم. وبعد الاستمتاع بهذه المقبلات، يذهب كل أفراد العائلة لصلاة المغرب، وفي الكيب تاون ، فإن الحليب المحلى بالهيل يصنع منه ما يعرف بالبووبر، كما أن معظم العائلات تتناول الحساء بعد الإفطار وخاصة حساء الخضروات أو الحساء الهندي المعروف باسم حليم، يتم تناول طعام العشاء قبل صلاة التراويح، والأكلات التي تقدم في العشاء عادة ما تكون الكاريز والجرلز والباستا وأرز البخاري.
تقاليد الأسرة
• حدثنا عن تقاليد الأسرة في بلدكم في تناول الإفطار؟
• إن رمضان هو شهر التأمل والاهتمام بالآخرين ولهذا فإن اجتماع جميع أفراد العائلة سويا على مائدة الإفطار وتناولهم لطعام الإفطار مع بعضهم البعض هو أمر أساسي، كما أن رمضان يعطينا الفرصة كي نهتم بعبادتنا وحياتنا الروحية والتقرب أكثر إلى الخالق عز وجل والبحث عن فرص من أجل مساعدة الأشخاص الأقل حظا، إنه شهر يملؤه الفرح والسرور حيث تقوم العائلات بتحضير أطباق الحلوى والمقبلات وتقوم بتوزيعها على الجيران، فقبل موعد الإفطار ترى فتيات صغار السن يرتدين الحجاب وأولادا في مثل سنهن يركضون من بيت إلى آخر حاملين معهم أطباق الأطعمة لتوزيعها على الجيران، فعادة عندما تجلس على مائدة الإفطار يكون هنالك أكثر من عشرين طبق طعام مختلف تم إرسالها من الجيران، وهي فرصة يستمتع بها أفراد العائلة سويا في تناول الأطعمة.
ختم القرآن
• كيف تحييون الشعائر التعبدية في ليالي رمضان؟
• بعد السحور ، يقوم أفراد العائلة جميعا من أجل أداء صلاة الفجر، وبعضهم يقوم بتلاوة القرآن بعد الانتهاء من صلاة الفجر بينما يقوم الأخرون بالاستعداد للذهاب إلى المدرسة أو العمل، يقضي أفراد الأسرة معظم نهارهم في العمل أو المدرسة وعندما يعودون إلى المنزل يقومون بأداء صلاة العصر، وتقوم النساء على الفور بالتوجه إلى المطبخ من أجل تجهيز إفطار رمضان، إن ختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك يعتبر من أكثر العادات التي يقوم بعملها المسلمون في جنوب أفريقيا. فبعد الإفطار ، يقوم أفراد الأسرة بالاستعداد من أجل صلاة الجماعة ويقومون بالوضوء والتوجه بعدها إلى المسجد من أجل صلاة التراويح. معظم المساجد في جنوب أفريقيا تكون فيها صلاة التراويح عشرين ركعة وهنالك بعض المساجد التي يتم فيها قرآءة جزء واحد في كل صلاة تراويح بكل ليلة ولكن هنالك بعض المساجد الأخرى التي تكتفي بقراءة الصور الصغيرة.
فروق محدودة
• عايشتم أجواء رمضان في المملكة فما الذي أعجبكم منها؟
• إن القرب من مكة المكرمة جعلني أقوم بأداء العمرة والتراويح وصلاة قيام الليل والتي أستمتع بها جدا، لا يوجد هنالك شيء في العالم يعطيك نفس الشعور، ذلك أنه إذا توفرت الموارد المالية لدينا كجنوب أفريقيين فإننا نقوم ببذل قصارى جهدنا من أجل أن نقضي بضعة ليالي في مكة المكرمة، إنني جدا محظوظ لوجودي هنا في المملكة العربية السعودية ولأنني قادر على القيام بذلك بشكل منتظم، وفي نفس الوقت، يوجد هنالك حنين نشعر به تجاه عائلاتنا التي تركناها خلفنا في جنوب أفريقيا، إن المحبة والإيثار والعطاء من المعاني التي تتجسد في هذا الشهر الفضيل وهي من المعاني التي لها الأثر الكبير في حياتنا.
تقاليد الشعبين
• ما أبرز الاختلافات التي لمستها في تقاليد الشعبين في معايشة أجواء رمضان؟
• إن العادات واحدة بشكل أساسي، وباستثناء مشاهدة التلفاز في جنوب أفريقيا خلال شهر رمضان المبارك والتي تعتبر شيئا غير محبذ ولا يتوافق مع شعائر الشهر الفضيل، والتي يستبدلها المسلمون في جنوب أفريقيا عادة بالذكر والصلوات والقيام بالأعمال الحسنة ، فإن معظم عاداتنا تتشابه بشكل كبير. إن أحد الفوارق البسيطة هي القدرة على تحمل الحرارة في فصل الصيف ، ذلك أنه من المستغرب لدينا بشكل كبير قدرة المعتمرين على أداء الطواف أو السعي في منتصف النهار حيث تبلغ درجة الحرارة 45 درجة مئوية ومع ذلك يكون لديهم القدرة على مواصلة الصيام الذي يمتد لأكثر من 15 ساعة.
تزايد أعداد المسلمين
• كم يبلغ عدد المسلمين في جنوب أفريقيا (تقريبا)؟
• لا يوجد هنالك أي إحصائيات رسمية عن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا ولكن التقديرات تشير إلى أن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا يبلغ حوالى 2 إلى 3 ملايين مسلم. مع العلم أن هذا الرقم في ازدياد بسبب هجرة العديد من المسلمين في القارة الإفريقية إلى جنوب أفريقيا.
أكبر العوائق
• هل يشكل المسلمون الجدد نسبة معينة في جنوب أفريقيا، (نسبة اعتناق الإسلام)؟
• إن أعدادهم قليلة ولكن هنالك ازدياد ملحوظ في هذا السياق، إن أكبر العوائق التي تواجهنا هناك هو نقص الموارد من أجل مساعدة الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام من أجل تعلم دينهم وكذلك من أجل معرفة متطلبات الشعائر الإسلامية. وغالبا ما يكون الحصول على وجبات حلال غير متاح وخاصة إذا كان الشخص يعيش في مناطق ينتشر فيها الفقر. إن توفير المساعدات المالية من أجل العناية بالمسلمين بواسطة بعض الدول الغنية مثل المملكة العربية السعودية يعتبر مساعدة مهمة من أجل ضمان الاستمرار في أعمال الخير التي تمت بواسطة الأفراد من أجل مساعدة معتنقي الإسلام حديثا.
اعتناق الإسلام
• هل تعتبر عبادة الصيام سببا لاعتناق البعض للدين الإسلامي في جنوب أفريقيا؟
• من الصعب قول ذلك لأن الدخول في الإسلام يكون بسبب الدين الإسلامي ككل وليس بسبب أحد أركانه. وبشكل حيادي، أنا أرى بأن فريضة الصيام تعتبر من أكثر العبادات صعوبة على معتنقي الإسلام حديثا، وذلك لأنه من السهل الصوم بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا القيام بذلك منذ صغرهم مقارنة مع البالغين الذين لم يعتادوا على ذلك من قبل. ولكن بالتأكيد هنالك العديد من الفوائد للصيام.
ذكريات رمضان
• هل تسرتجع بعض ذكرياتك عن رمضان في المملكة ؟ ومن أشهر الشخصيات التي تناولت الفطور معها، وأبرز المناسبات؟
• أود أن أكرر مرة أخرى ، إن السعادة التي تشعر بها وأنت تتناول طعام الإفطار في مكة المكرمة أو المدينة المنورة لا يعادلها سعادة أخرى. إنه لشيء عظيم أن تقوم بذلك ، كما أن صوت ترتيل الشيخ السديس والشيخ المعيقلي يدخل البهجة على نفس كل مسلم.
تحقيق الأمنيات
• أمنية تتمنى تحقيقها لشعبك وللأمة الإسلامية في هذا الشهر الفضيل؟
• أتمنى أن يسود السلام والتنمية في جميع أنحاء العالم، كما أتمنى أن تنتهي كل الحروب في جميع أنحاء العالم وأن نركز نحن جهودنا في حربنا على الفقر وذلك لكي نجعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه وهذه هي أيضا أمنية المسلمين في جنوب أفريقيا.