-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
كشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لـ «عكاظ» أن الاشتباكات التي تشهدها مدينة طرابلس تأتي استكمالا للاستهداف الذي يتعرض له لبنان من قبل النظام السوري، وذلك بعد وقوع الوزير السابق ميشال سماحة بأيدي القوى الأمنية وانكشاف مخططه الإرهابي وفشل تحرك آل المقداد وعمليات الخطف التي قاموا بممارستها، بينما اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في الصراع السوري.
وقالت المصادر إن الاشتباكات التي أدت أمس إلى سقوط ستة قتلى و 70 جريحا بينهم عشرة عسكريين تأتي وسط التراخي الدولي في محاصرة النظام السوري مما ينعكس سلبا على الأوضاع في لبنان. وتابعت أن هذه الاشتباكات تجري من دون سقف سياسي لأي طرف فيها خاصة أن هناك قرارا دوليا وأمريكيا بالتحديد لمنع حصول أي تفجير واسع في لبنان وبالتالي فإنها محكومة بالانحسار قريبا.

من جهته قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه لطالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، لكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع.
وأضاف «إننا نهيب بأبناء طرابلس المسالمين عدم السماح لأي كان بجرهم إلى معارك لا تنتج إلا القتل والخراب والدمار، أو أن يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين، وقد طلبنا من قيادة الجيش والقوى الأمنية العمل بكل طاقاتها لإيقاف هذه المعارك العبثية، وتبلغنا من قيادة الجيش أنها اتخذت وتتخذ كل ما يلزم من تدابير وإجراءات لحماية طرابلس وسلمها الأهلي»، واختتم قائلا «إننا نهيب بالقيادات السياسية في المدينة وقف المزايدات، لأن المزايدة على دماء المواطنين أمر معيب».
ولتطويق الوضع عقدت الفعاليات السياسية والنيابية أمس لقاء في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس، حيث قال كبارة «إن النظام السوري عاد إلى إشعال فتيل الفتنة بين بعل محسن والتبانة لصرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها في المدن السورية، لذلك يدعو اللقاء أبناء بعل محسن إلى عدم الانجرار إلى المخطط الدنيء للنظام السوري»، وأضاف أن أبناء باب التبانة يرفضون الانجرار إلى هذه اللعبة المكشوفة ويؤكدون رفضهم لأن يكونوا ضحايا لهذا المشروع، وتابع «على الجيش الموكل بحفظ الأمن أن يستهدف مثيري الفتن البادئين بإطلاق النار وتقديمهم إلى العدالة، وأن يأخذ دورا ويرد بحزم على مصادر النيران، فالمؤامرة كبيرة على الشمال وخصوصا على طرابلس، أهالي الشمال واعون لعدم الانجرار إلى الفتنة».
ميدانيا ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات الدائرة بين منطقتين في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية إلى ستة قتلى و 70 جريحا بينهم عشرة عسكريين من الجيش الذي يعمل على وقف تلك الاشتباكات، فيما لوحظ انكفاء وحدات الجيش المنتشرة في شارع سوريا بطرابلس مع ظهور أسلحة صاروخية مباشرة خلال المعارك تستعمل للمرة الأولى، وأفادت مصادر أمنية أن الاشتباكات استعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وكانت الاشتباكات بدأت أمس الأول واستمرت حتى البارحة بين منطقتين في طرابلس، واحدة موالية للنظام السوري وأخرى معارضة له، وتبادلت القوى السياسية الاتهامات حول أسباب الاشتباكات بين معارضين للنظام السوري والمؤيدين له.