توالت في السنوات الاخيرة وخاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر محاولة استفزاز المسلمين بالاساءة الى الدين الاسلامي تارة باستخدام رسوم كاريكاتورية تسخر من الرسول الكريم واخرى باهانة او تدنيس القران الكريم وغيرها وصولا الى المصطلحات التي عكف على اطلاقها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش من وصم الاسلام بالفاشية او الاستعدادات للحرب الصليبية المقدسة وغيرها الكثير.وتقابل هذه الاساءات غالبا بردود عاطفية من السواد الاعظم ومن الشارع الاسلامي يستغلها البعض لاضافة المزيد من الزيت الى النار وتهييج المشاعر وانفلاتها من عقالها الامر الذي يخرج هذه الاحتجاجات والمشاعر عن هدفها وغايتها من الدفاع عن الاسلام وتبيان حقيقته الجميلة الى بعض التجاوزات التي يشغل البعض يقدمها دليلا كوصف المسلمين بالارهاب،وجاءت محاضرة البابا بنديكوت السادس عشر التي القاها في جامعة ريجينسبورغ مسقط رأسه في المانيا لتشعل القضية من جديد خاصة في انتقائيته لجزء من حوار بين امبراطور روماني ومثقف فارسي مسلم واعتبار ان الرسول الكريم اعتمد في دعوته للاسلام على السيف (القتال والعنف)
توالت ردود الفعل في الشارع الاسلامي مابين متعقلة ومنفعلة ثم توالت احداث اخرى ومعها ردود فعل اخرى «عكاظ» من خلال هذه الندوة تتناول كيفية استغلال هذه الاساءات الى الاسلام في سبيل اتفاق حضاري بين عقلاء الاديان والمعتقدات للتوصل الى ميثاق شرف واستصدار قرار اممي يجرم الاساءة الى الاديان والمعتقدات ورموزها كافة لكي يكون ذلك خطوة في ترسيخ الحوار الحضاري بين الامم والشعوب من اجل ارساء قواعد لسلام وامن البشرية ومنع اختطاف معتقدات ورموز الشعوب والامم الدينية من قبل فئات متطرفة من اي جهة كانت.
فرصد جيدة
د. البازعي: يبدو لي ان هذه الاتهامات التي توجه للاسلام تشكل فرصة جيدة لتقديم صورة جيدة وعقلانية عن الدين السمح عن طريق افكار نيرة ومنطقية بدلا من الاحتجاج والغضب والثورة العاطفية لا سيما ان غالبية ردود الفعل الاسلامية تجاه ذلك كانت في معظمها عاطفية بالدرجة الاولى وهذه الفرصة قد يكون فيها جوانب ايجابية تطغى على سلبيتها لا سيما والاسلام والمسلمين حالياً تحت الاضواء ووسائل الاعلام ترصد كل ردود الافعال فيمكن استغلالها لتقديم الوجه الحقيقي الخلاق للاسلام بعيداً عن الصورة النمطية عنه في الغرب.. ان هذه المسألة في بعدها الآخر تثير قضية تتعلق بالموقف من الاخر وخاصة اوروبا الكاثوليكية والتي لا تزال مسكونة بالتصورات القديمة وعلينا ان نستفيد من هذا الامر في تشكيل موقفنا من الثقافات والاديان الاخرى ولا نترك المجال للعواطف وان نستبدل التهم ونظريات المؤامرة بالتعريف الحقيقي بالاسلام وبموقفه المتميز عن الحضارات والاديان الاخرى مما يمنح الاخرين فرصة التصحيح للصورة المغلوطة في ثقافتهم واذهانهم عن السلام.
اننا كمسلمين سوف نكون من اول المستفيدين من اقرار التوجه نحو تجريم الاساء للاديان والرموز الدينية لا سيما ان التفكير والاتهامات العقدية منتشرة في العالم الاسلامي.
توظيف الاعلام
لكن كيف سيكون الوضع لو ان ما حدث من اساءة للاسلام كان موجها من البابا الى اليهود على سبيل المثال.
- رغم انه اعتذر بشكل علني عن الاساءة للاسلام الا ان البعض واثق من انه لو حدثت عنه مجرد زلة لسان تجاه اليهود لقدم الكثير من الاعتذارات تتلوها اعتذارات بل ولربما ركع لهم ركوعا الامر الذي يثبت بوضوح اختلال موازين القوى بين الحضارات والثقافات والاديان اذ اصبح الوضع حالياً ان ليس هناك ما هو اسهل من التهجم على الاسلام كدين وعلى العرب والمسلمين كأمة فها هو الرئيس الامريكي جورج بوش وصم الاسلام والمسلمين بالفاشية من دون ان يلتفت او حتى يفكر في الاعتذار.. اذا كان هذا هو الدافع فما الذي يجب عمله من المسلمين.
البازعي: ان الوسيلة الوحيدة لا يصال صوتنا الحقيقي وصورة الاسلام النقية للاخر وللغرب تحديداً هي وسائل الاعلام التي لا نملك من وسائل جيدة ومميزة تخاطب الغرب بلسانه وبلغاته وليس لدينا الا بعض الفضائيات و الصحف العربية وهذه تعيد الخطاب الينا مرة اخرى فهل سنكون تحت رحمة وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية مثل «السي ان ان» و«البي بي سي» وغيرها، نأمل ان يتم استغلال مثل هذا الامر لاعطاء الآخرين صورة حقيقية عن الاسلام مربوطة بالارث الحضاري وليس بالجانب العقدي فقط وعلينا كذلك تسليط الضوء بشكل منطقي على رؤية ونظرة الاسلام للاخرين واحترامه لحقوقهم مؤكداً ان الاسف والاعتذارات التي بدأت تصدر من رأس الكنيسة تمثل استجابة لثقل الرأي العام الاسلامي.
تجريم الاساءة
وكيف يرى الدكتور الوهيبي الامر؟
الوهيبي: على المسلمين والنصارى الميل الى التهدئة وبذل المزيد من الجهود لتشجيع التعاون في المجالات التي يمكننا التعاون فيها وخاصة محاربة الاتجاهات المنابذة للاديان وخاصة ان محاضرة البابا التي ورد فيها التطرق الى الاسلام كانت عن العلمانية اضافة الى التعاون في البرامج الدولية لمحاربة الفقر والجريمة والمخدرات وتعميق التفاهم السلمي بين المسلمين والنصارى لان لا احد من العقلاء من الجانبين يريد الحرب او استبدال السلم والسلام بالحروب ومن ثم محاولة تطويق الازمات في مهدها.
لقد ساءنا كثيرا من خلال السنوات الخمس الماضية وخاصة من احداث 11 سبتمبر ان جمعا من الغربيين من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين ومفكرين واعلاميين ورجال دين يبدو انهم فقدوا الحساسية تجاه الاسلام واحترامه والتعامل معه فتارة نسمع عن مصطلح الحرب الصليبية واخرى عن وصف الاسلام بالفاشية ثم ما حدث من اساءة تجاه الاسلام ورسوله الكريم ان هناك عناصر يهودية صهيونية تؤيد وترغب في تأجيج الخلاف بين العالم الاسلامي والنصراني وعلينا ان لا نستسلم لهذا التوجه الصهيوني وان ننتبه من الوقوع في الفخ الذي وقع فيه النصارى الجدد في امريكا الذين اصبحوا مطية لتنفيذ البرنامج التوسعي الصهيوني وانا اقترح على البابا ان يقوم بتأجيل رحلته الى تركيا والعالم الاسلامي الى ان تهدأ النفوس وينبغي على العلماء والمفكرين المسلمين عقد اجتماع ومؤتمر دولي تناقش خلاله هذه الحملات المغرضة ضد الاسلام وان يتم تبني ميثاق يجرم الاساءة للاديان والمعتقدات والرموز الدينية حيث ان الدين الاسلامي لا يكتفي باحترام الاديان السماوية الاخرى ولكنه يحض على احترام معتقدات الناس .
نحتاج لتعامل عقلاني
العاصفة لم تهدأ بعد.. وهناك اساءات متتالية.. وعلى الجانب الاسلامي هناك اصوات عاقلة لكنها تاهت وسط الاصوات المنفعلة.. كيف يجب ان يتصرف المسلمون؟
- العثيمين: ما حدث من البابا امر مؤسف بكل وضوح لكن هناك من المسلمين من يريد اشعال حرب عالمية لاجل ذلك وهناك من يريد الاكتفاء بالصمت وتجاهل الموضوع وكلا الموقفين لا يحقق الهدف الاسلامي حيث انه يجب علينا التعامل مع الموضوع بشكل عقلاني يحفظ للاسلام كرامته وللمسلمين البعد عن ما يسيء الى دينهم او يسبب لهم اية خسارة وان تستغل هذه المسألة لمزيد من الاضاءة الحقيقية على حقيقة الاسلام كدين يحترم الانسان.
مسؤولية جماعية
لكن ما هي طريقة الدعوة لاحترام الاديان وتجريم الاساءة اليها؟
- العثيمين: لا بد ان تسارع الدول العربية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرون والمثقفون المسلمون بالتضامن مع قوى الحكمة والعقل في العالم الى استصدار قرارات أممية ملزمة لجميع الدول والشعوب بتجريم الاساءة الى الاديان والمعتقدات واشخاص الرسل في جميع الاديان واعتبار الاخلال بذلك جريمة تستحق العقاب القانوني.
احترام الرموز الدينية
- الحميدان: أنا اضم صوتي الى المطالبين بتنادي العقلاء والمفكرين من اتباع الاديان السماوية والمعتقدات الى عقد ميثاق شرف عالمي يحفظ احترام الاديان والمعتقدات لكل الناس وعدم المساس بالرموز الدينية التي تمثل شيئاً كبيراً في وجدان اتباعها معتبراً ان هذا يقع في قائمة الحقوق الانسانية التي يجب احترامها لا سيما ان الاسلام عرف باحترامه لكل الاديان السماوية والرسل والانبياء وهو يحث المسلمين على عدم الاساءة الى معتقدات الناس ورموزهم الدينية والعقائدية فالاختلاف بين اتباع هذه الاديان والعقائد لا يبرر على الاطلاق تهجم احد من اتباع دين او عقيدة او مذهب على معتقد الآخرين.
احترام مذاهبنا اولاً
القويزاني: تبني ميثاق شرف بين الاديان والمعتقدات امر جيد وايجابي وخطوة مهمة وكبيرة على صعيد تكريس حوار الاديان لكننا كمسلمين نحن بأمس الحاجة الى مثل هذا الميثاق لكي يحترم اتباع كل مذهب اسلامي اتباع المذاهب الاخرى وعلينا ان نتذكر ونحن ننتقد البابا بتهجمه على الاسلام ونطالبه بالاعتذار ان نعتذر لأنفسنا على اساءاتنا تجاه مذاهبنا الاسلامية. واضيف هنا ان الردود التي جاءت من البابا والتعبير عن الاسف وما قدمه من اعتذار امر يكفي فهو اخطأ بالكلام ثم اعتذر بالكلام والاعتذار والاسف ينبغي اعتباره خطوة ايجابية تجاه اشاعة الحوار واحترام المعتقدات والتفاهم مع الآخرين والانتباه الى ما نطلقه من تعبيرات تجاه الآخرين ومعتقداتهم لا سيما ان بيننا من يشتم النصارى بل ويدعو عليهم من على رؤوس المنابر.
الاعتذار مموه ولكن
السالم: انا اخالف الدكتور القويزاني فيما ذهب اليه فاعتذار واسف البابا جاء مبهماً ومموهاً ولا بد من ان يعتذر بوضوح وصراحة عما قاله من اساءة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اتهمه بنشر الاسلام بالسيف وهو امر غير صحيح حيث ان الرسول الكريم لم يستخدم السيف الا لرد الاعتداء وتعاليم الاسلام تمنع العدوان وتوجب رده ومع ذلك انا اؤيد العمل على ميثاق يجرم الاساءة للاديان واتباعها ومعلوم لدينا جميعاً احترام الاسلام لكل الاديان والكتب السماوية حيث نؤمن بها ولا ننكرها واعتبار الاساءة اليها اساءة الى الاسلام نفسه ودعوة الاسلام للمسلمين لاحترام معتقدات الناس ورموزهم الدينية حيث ان التعدي عليها من قبل احد المسلمين مدعاة لأن يعتدى على الاسلام وفتح باب لسبه والاساءة اليه وهو ما لا يرضاه الدين الاسلامي الذي لا يرضى ان يتم التطرق بسوء الى ذلك جملة وتفصيلا.
توالت ردود الفعل في الشارع الاسلامي مابين متعقلة ومنفعلة ثم توالت احداث اخرى ومعها ردود فعل اخرى «عكاظ» من خلال هذه الندوة تتناول كيفية استغلال هذه الاساءات الى الاسلام في سبيل اتفاق حضاري بين عقلاء الاديان والمعتقدات للتوصل الى ميثاق شرف واستصدار قرار اممي يجرم الاساءة الى الاديان والمعتقدات ورموزها كافة لكي يكون ذلك خطوة في ترسيخ الحوار الحضاري بين الامم والشعوب من اجل ارساء قواعد لسلام وامن البشرية ومنع اختطاف معتقدات ورموز الشعوب والامم الدينية من قبل فئات متطرفة من اي جهة كانت.
فرصد جيدة
د. البازعي: يبدو لي ان هذه الاتهامات التي توجه للاسلام تشكل فرصة جيدة لتقديم صورة جيدة وعقلانية عن الدين السمح عن طريق افكار نيرة ومنطقية بدلا من الاحتجاج والغضب والثورة العاطفية لا سيما ان غالبية ردود الفعل الاسلامية تجاه ذلك كانت في معظمها عاطفية بالدرجة الاولى وهذه الفرصة قد يكون فيها جوانب ايجابية تطغى على سلبيتها لا سيما والاسلام والمسلمين حالياً تحت الاضواء ووسائل الاعلام ترصد كل ردود الافعال فيمكن استغلالها لتقديم الوجه الحقيقي الخلاق للاسلام بعيداً عن الصورة النمطية عنه في الغرب.. ان هذه المسألة في بعدها الآخر تثير قضية تتعلق بالموقف من الاخر وخاصة اوروبا الكاثوليكية والتي لا تزال مسكونة بالتصورات القديمة وعلينا ان نستفيد من هذا الامر في تشكيل موقفنا من الثقافات والاديان الاخرى ولا نترك المجال للعواطف وان نستبدل التهم ونظريات المؤامرة بالتعريف الحقيقي بالاسلام وبموقفه المتميز عن الحضارات والاديان الاخرى مما يمنح الاخرين فرصة التصحيح للصورة المغلوطة في ثقافتهم واذهانهم عن السلام.
اننا كمسلمين سوف نكون من اول المستفيدين من اقرار التوجه نحو تجريم الاساء للاديان والرموز الدينية لا سيما ان التفكير والاتهامات العقدية منتشرة في العالم الاسلامي.
توظيف الاعلام
لكن كيف سيكون الوضع لو ان ما حدث من اساءة للاسلام كان موجها من البابا الى اليهود على سبيل المثال.
- رغم انه اعتذر بشكل علني عن الاساءة للاسلام الا ان البعض واثق من انه لو حدثت عنه مجرد زلة لسان تجاه اليهود لقدم الكثير من الاعتذارات تتلوها اعتذارات بل ولربما ركع لهم ركوعا الامر الذي يثبت بوضوح اختلال موازين القوى بين الحضارات والثقافات والاديان اذ اصبح الوضع حالياً ان ليس هناك ما هو اسهل من التهجم على الاسلام كدين وعلى العرب والمسلمين كأمة فها هو الرئيس الامريكي جورج بوش وصم الاسلام والمسلمين بالفاشية من دون ان يلتفت او حتى يفكر في الاعتذار.. اذا كان هذا هو الدافع فما الذي يجب عمله من المسلمين.
البازعي: ان الوسيلة الوحيدة لا يصال صوتنا الحقيقي وصورة الاسلام النقية للاخر وللغرب تحديداً هي وسائل الاعلام التي لا نملك من وسائل جيدة ومميزة تخاطب الغرب بلسانه وبلغاته وليس لدينا الا بعض الفضائيات و الصحف العربية وهذه تعيد الخطاب الينا مرة اخرى فهل سنكون تحت رحمة وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية مثل «السي ان ان» و«البي بي سي» وغيرها، نأمل ان يتم استغلال مثل هذا الامر لاعطاء الآخرين صورة حقيقية عن الاسلام مربوطة بالارث الحضاري وليس بالجانب العقدي فقط وعلينا كذلك تسليط الضوء بشكل منطقي على رؤية ونظرة الاسلام للاخرين واحترامه لحقوقهم مؤكداً ان الاسف والاعتذارات التي بدأت تصدر من رأس الكنيسة تمثل استجابة لثقل الرأي العام الاسلامي.
تجريم الاساءة
وكيف يرى الدكتور الوهيبي الامر؟
الوهيبي: على المسلمين والنصارى الميل الى التهدئة وبذل المزيد من الجهود لتشجيع التعاون في المجالات التي يمكننا التعاون فيها وخاصة محاربة الاتجاهات المنابذة للاديان وخاصة ان محاضرة البابا التي ورد فيها التطرق الى الاسلام كانت عن العلمانية اضافة الى التعاون في البرامج الدولية لمحاربة الفقر والجريمة والمخدرات وتعميق التفاهم السلمي بين المسلمين والنصارى لان لا احد من العقلاء من الجانبين يريد الحرب او استبدال السلم والسلام بالحروب ومن ثم محاولة تطويق الازمات في مهدها.
لقد ساءنا كثيرا من خلال السنوات الخمس الماضية وخاصة من احداث 11 سبتمبر ان جمعا من الغربيين من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين ومفكرين واعلاميين ورجال دين يبدو انهم فقدوا الحساسية تجاه الاسلام واحترامه والتعامل معه فتارة نسمع عن مصطلح الحرب الصليبية واخرى عن وصف الاسلام بالفاشية ثم ما حدث من اساءة تجاه الاسلام ورسوله الكريم ان هناك عناصر يهودية صهيونية تؤيد وترغب في تأجيج الخلاف بين العالم الاسلامي والنصراني وعلينا ان لا نستسلم لهذا التوجه الصهيوني وان ننتبه من الوقوع في الفخ الذي وقع فيه النصارى الجدد في امريكا الذين اصبحوا مطية لتنفيذ البرنامج التوسعي الصهيوني وانا اقترح على البابا ان يقوم بتأجيل رحلته الى تركيا والعالم الاسلامي الى ان تهدأ النفوس وينبغي على العلماء والمفكرين المسلمين عقد اجتماع ومؤتمر دولي تناقش خلاله هذه الحملات المغرضة ضد الاسلام وان يتم تبني ميثاق يجرم الاساءة للاديان والمعتقدات والرموز الدينية حيث ان الدين الاسلامي لا يكتفي باحترام الاديان السماوية الاخرى ولكنه يحض على احترام معتقدات الناس .
نحتاج لتعامل عقلاني
العاصفة لم تهدأ بعد.. وهناك اساءات متتالية.. وعلى الجانب الاسلامي هناك اصوات عاقلة لكنها تاهت وسط الاصوات المنفعلة.. كيف يجب ان يتصرف المسلمون؟
- العثيمين: ما حدث من البابا امر مؤسف بكل وضوح لكن هناك من المسلمين من يريد اشعال حرب عالمية لاجل ذلك وهناك من يريد الاكتفاء بالصمت وتجاهل الموضوع وكلا الموقفين لا يحقق الهدف الاسلامي حيث انه يجب علينا التعامل مع الموضوع بشكل عقلاني يحفظ للاسلام كرامته وللمسلمين البعد عن ما يسيء الى دينهم او يسبب لهم اية خسارة وان تستغل هذه المسألة لمزيد من الاضاءة الحقيقية على حقيقة الاسلام كدين يحترم الانسان.
مسؤولية جماعية
لكن ما هي طريقة الدعوة لاحترام الاديان وتجريم الاساءة اليها؟
- العثيمين: لا بد ان تسارع الدول العربية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرون والمثقفون المسلمون بالتضامن مع قوى الحكمة والعقل في العالم الى استصدار قرارات أممية ملزمة لجميع الدول والشعوب بتجريم الاساءة الى الاديان والمعتقدات واشخاص الرسل في جميع الاديان واعتبار الاخلال بذلك جريمة تستحق العقاب القانوني.
احترام الرموز الدينية
- الحميدان: أنا اضم صوتي الى المطالبين بتنادي العقلاء والمفكرين من اتباع الاديان السماوية والمعتقدات الى عقد ميثاق شرف عالمي يحفظ احترام الاديان والمعتقدات لكل الناس وعدم المساس بالرموز الدينية التي تمثل شيئاً كبيراً في وجدان اتباعها معتبراً ان هذا يقع في قائمة الحقوق الانسانية التي يجب احترامها لا سيما ان الاسلام عرف باحترامه لكل الاديان السماوية والرسل والانبياء وهو يحث المسلمين على عدم الاساءة الى معتقدات الناس ورموزهم الدينية والعقائدية فالاختلاف بين اتباع هذه الاديان والعقائد لا يبرر على الاطلاق تهجم احد من اتباع دين او عقيدة او مذهب على معتقد الآخرين.
احترام مذاهبنا اولاً
القويزاني: تبني ميثاق شرف بين الاديان والمعتقدات امر جيد وايجابي وخطوة مهمة وكبيرة على صعيد تكريس حوار الاديان لكننا كمسلمين نحن بأمس الحاجة الى مثل هذا الميثاق لكي يحترم اتباع كل مذهب اسلامي اتباع المذاهب الاخرى وعلينا ان نتذكر ونحن ننتقد البابا بتهجمه على الاسلام ونطالبه بالاعتذار ان نعتذر لأنفسنا على اساءاتنا تجاه مذاهبنا الاسلامية. واضيف هنا ان الردود التي جاءت من البابا والتعبير عن الاسف وما قدمه من اعتذار امر يكفي فهو اخطأ بالكلام ثم اعتذر بالكلام والاعتذار والاسف ينبغي اعتباره خطوة ايجابية تجاه اشاعة الحوار واحترام المعتقدات والتفاهم مع الآخرين والانتباه الى ما نطلقه من تعبيرات تجاه الآخرين ومعتقداتهم لا سيما ان بيننا من يشتم النصارى بل ويدعو عليهم من على رؤوس المنابر.
الاعتذار مموه ولكن
السالم: انا اخالف الدكتور القويزاني فيما ذهب اليه فاعتذار واسف البابا جاء مبهماً ومموهاً ولا بد من ان يعتذر بوضوح وصراحة عما قاله من اساءة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اتهمه بنشر الاسلام بالسيف وهو امر غير صحيح حيث ان الرسول الكريم لم يستخدم السيف الا لرد الاعتداء وتعاليم الاسلام تمنع العدوان وتوجب رده ومع ذلك انا اؤيد العمل على ميثاق يجرم الاساءة للاديان واتباعها ومعلوم لدينا جميعاً احترام الاسلام لكل الاديان والكتب السماوية حيث نؤمن بها ولا ننكرها واعتبار الاساءة اليها اساءة الى الاسلام نفسه ودعوة الاسلام للمسلمين لاحترام معتقدات الناس ورموزهم الدينية حيث ان التعدي عليها من قبل احد المسلمين مدعاة لأن يعتدى على الاسلام وفتح باب لسبه والاساءة اليه وهو ما لا يرضاه الدين الاسلامي الذي لا يرضى ان يتم التطرق بسوء الى ذلك جملة وتفصيلا.