-A +A
فادي الغوش (بيروت)
رد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار على السفير الأمريكي في بيروت جفري فيلتمان متجنباً نفي أو تأكيد زواجه من محاميته اليهودية وذلك في رسالة صادرة عنه، عن طريق محاميه بعد زيارته يوم الأربعاء الماضي، في قسم العزل الجماعي رقم 3 في معتقل هداريم، الواقع قرب نتانيا، في فلسطين المحتلة. القنطار قال: “لقد علمت مؤخرا أن السفير الأمريكي في لبنان جفري فيلتمان، أطلق حملة تطاول على الأسرى وعلي شخصيا وتم الترويج لهذه الحملة أولا، عبر أوساط بعض الأحزاب اللبنانية، ثم توجه هذا السفير خلال اللقاء الحواري مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية العربية في بيروت الأسبوع الماضي، حين تحدث عن شروط حياة جيدة يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، متناسيا أن كل إنجاز في شروط الحياة حققه الأسرى كلفنا أياما طويلة من الإضرابات عن الطعام على مدار العقود الماضية وعشرات الشهداء الذين سقطوا في تلك الإضرابات. وما استوقفني أيضا، هو ترويج هذا السفير وزبانيته في لبنان الأكاذيب الرخيصة التي لا تستحق حتى مجرد الرد عليها وتصل وقاحة هذا التافه وتلاميذه المطيعين، بأن يحملوني مسؤولية تدمير لبنان، في الوقت الذي تم استدراج هذا العدوان عبر أدوات أمريكا وإسرائيل في لبنان منذ صدور القرار 1559 وتم ضبط إيقاعه من قبل الإدارة الأمريكية مباشرة”.
القنطار أضاف: “وفق شهادة عشرات الأسرى اللبنانيين لا بل آلاف الأسرى الفلسطينيين المحررين ومجموعة المحامين الذين تمكنوا من زيارتي على مدى الأعوام والعقود الماضية، أقول انه لو تم سجنكم أسبوعا واحدا في بعض الأماكن التي تم زجي فيها لما صمدتم وكنتم ستتحولون إلى عملاء ساقطين في خدمة سجانيكم. إنني اطمح بأن يتحلى كل لبناني بالوعي المطلوب منا جميعا كشركاء في هذا الوطن، وأنا لا زلت مصرا على أنني لم ولن ابحث يوما عن خلاصي الفردي كشخص، وان لا قيمة حقيقية لحريتي إن لم تربط بحرية الوطن التي كرسها انتصار المقاومة وصمودها الأسطوري في الحرب الأخيرة”.

وهاجم القنطار رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً: “اذكره بصموده في دير القمر عام 1983 وعدم تخليه عن مقاتليه المحاصرين هناك. وسمعت مقارنته بين عين الرمانة وبين قلاع الصمود والانتصار في مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، مقارنة تشبه مقارنة باريس عام 1940 مع ستالينغراد عامي 1941-1942. ونذكره أن عين الرمانة ارتبط بتشريع أبوابها للصهاينة عام 1982 من اجل حصار بيروت المقاومة وقتل أبنائها. عين الرمانة ارتبطت بـ”بوسطة” الأبرياء الذين تم قتلهم بدم بارد ودون ذنب، وحواجز ذبح النساء والأطفال على الهوية. بينما مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل والخيام وباقي الثغور الجنوبية ارتبطت بالمجد والعزة والبطولة والكبرياء والانتصار. كما أود إحالة صاحب تلك المقارنة إلى ما كتبه صديقه الحميم “إليعازر تصفرير” الملقب بـ”غايزي” مسؤول بعثة الموساد في لبنان 1983-1984، في كتابه الصادر حديثا بعنوان “المتاهة”، وما نستخلصه مما ورد في الكتاب أن سمير جعجع كان مجرد منفذ أوامر غايزي في ذلك الوقت ويبدو أنه مصر على البقاء اليوم منفذاً لأوامر ورثة غايزي وحلفائه في الولايات المتحدة”.