بقدر ما نعتقده في أنفسنا من قدرة على فهم الواقع وتحليل الأحداث، إلا أننا نتفاجأ في كل مرة بأبعد الاحتمالات وأصعبها تحققا، وفهمت أن التصنيفات الأيدلوجية طريقة حوار صامت بين الناس؛ تختصر عليهم الكلام في إطارات محكوم عليها مسبقا بالقبول أو الرفض، تقفز على التحقيق والتحقق إلى إصدار الأحكام القطعية.
كان من السهل جدا وضع كثير من الصحفيين وأقطاب الإعلام السعودي في قالب التصنيف «الليبرالي»، بل ربما شعرنا في فترات أنهم يستسيغون هذا التصنيف ويزايدون عليه من خلال التركيز والمبالغة في أفكارهم. صوتهم المرتفع والمعترض على التيار الديني المتشدد أو المحافظ، انتقاداتهم لكل التصرفات التي تصدر من أجهزة ومؤسسات لها صفة دينية. مخاطبتهم الناس بطريقة توحي للقارئ أن محور اهتمامهم هو الحرية الفردية أكثر منها المصلحة الاجتماعية.
لكن المفاجأة أن أغلب تلك الأصوات نكتشف اليوم أنها إسلامية، إسلاموية، حزبية، مصنفة مسبقا وبخيار شخصي منها. يمكنكم اكتشاف هذا من إعادة قراءة نفس تلك الأقلام الليبرالية سابقا وهي تتحدث عن الأخوان في مصر أو الإخوان بشكل عام. أسماء بدأت تظهر كإخوانية أكثر من الإخوان أنفسهم، في مواقع التواصل الاجتماعي تدافع، تسوق، تقدم النموذج الإخواني، تؤيده وتتصادم مع معارضيه حتى أنه أصبح من المفارقات الساخرة أن تجد إعلاميا سعوديا ــ صنفناه ليبراليا ــ يتصادم مع إعلامي مصري دفاعا عن الإخوان. رغم أن الأخ المصري أولى بما يحدث في بلده، أولى بفهم خياراته وما يتعارض معها.
يبدو أن الليبرالية التي كنا نعتقدها في هؤلاء لم تكن سوى مظهر خارجي لاختلاف آخر، لا يهمني كثيرا، ولا اعترض على أن يكون لأحدهم ميول تجاه فكرة أو حزب أو تيار ما دامت لا تتقاطع مع أولويات وطنية وتضر بها. وربما سيكون من المناسب لو بدأنا الآن في اختراع تصنيفات جديدة لتتناسب مع الاكتشافات الجديدة مثل: ليبروإخوان.
كان من السهل جدا وضع كثير من الصحفيين وأقطاب الإعلام السعودي في قالب التصنيف «الليبرالي»، بل ربما شعرنا في فترات أنهم يستسيغون هذا التصنيف ويزايدون عليه من خلال التركيز والمبالغة في أفكارهم. صوتهم المرتفع والمعترض على التيار الديني المتشدد أو المحافظ، انتقاداتهم لكل التصرفات التي تصدر من أجهزة ومؤسسات لها صفة دينية. مخاطبتهم الناس بطريقة توحي للقارئ أن محور اهتمامهم هو الحرية الفردية أكثر منها المصلحة الاجتماعية.
لكن المفاجأة أن أغلب تلك الأصوات نكتشف اليوم أنها إسلامية، إسلاموية، حزبية، مصنفة مسبقا وبخيار شخصي منها. يمكنكم اكتشاف هذا من إعادة قراءة نفس تلك الأقلام الليبرالية سابقا وهي تتحدث عن الأخوان في مصر أو الإخوان بشكل عام. أسماء بدأت تظهر كإخوانية أكثر من الإخوان أنفسهم، في مواقع التواصل الاجتماعي تدافع، تسوق، تقدم النموذج الإخواني، تؤيده وتتصادم مع معارضيه حتى أنه أصبح من المفارقات الساخرة أن تجد إعلاميا سعوديا ــ صنفناه ليبراليا ــ يتصادم مع إعلامي مصري دفاعا عن الإخوان. رغم أن الأخ المصري أولى بما يحدث في بلده، أولى بفهم خياراته وما يتعارض معها.
يبدو أن الليبرالية التي كنا نعتقدها في هؤلاء لم تكن سوى مظهر خارجي لاختلاف آخر، لا يهمني كثيرا، ولا اعترض على أن يكون لأحدهم ميول تجاه فكرة أو حزب أو تيار ما دامت لا تتقاطع مع أولويات وطنية وتضر بها. وربما سيكون من المناسب لو بدأنا الآن في اختراع تصنيفات جديدة لتتناسب مع الاكتشافات الجديدة مثل: ليبروإخوان.