-A +A
عبده خال
بيعت 13 لوحة رسمها ادولف هتلر في شبابه في مزاد علني بمبلغ 107645 يورو، على ما أعلنت دار مولوكس للمزادات العلنية في شروبشير في غرب انكلترا.
واللوحات وغالبيتها مائية رسمها هتلر في شبابه بين عامي 1908 و1914 عندما كان يسعى إلى أن يصبح رساما في فيينا من دون أن ينجح في مسعاه.
ولو كان هتلر زعيما عربيا لربما حظيت اللوحة الواحدة بملايين الدولارات،فها هو الحبل الذي شنق به الرئيس صدام حسين يركض خلفه رجل أعمال كويتي عارضا شراءه بمبلغ 20 مليون دولار أو أي مبلغ كان، ليس لشيء سوى الاحتفاظ بهذا الحبل السري (وليس السري).
ولأن الحبل غالٍ على العراقيين أيضا تناقلت الأخبار أن رجل الأعمال الكويتي يبحث عمن يمكنه من هذا الحبل فتم إبلاغه أن الحبل بحوزة مقتدى الصدر لذلك البحث جار الآن عن وسطاء للتفاوض مع مقتدى الصدر للحصول على الحبل، وقد سبقه لهذا (الهيام) بصدام زميل له باقتناء جزء من تمثال صدام حسين ذلك التمثال الذي حطمته القوات الأمريكية في ساحة الفردوس ببغداد حين احتلت العراق وأن المشتري قام بعرض رأس التمثال في ديوانيته الخاصة ليكون بمثابة لوحة عرض لزواره.
وأعتقد أن الثورات العربية التي أسقطت زعماء من (شلة) صدام سوف تخرج مقتنياتهم عما قريب ونجد من يركض لاقتنائها بملايين الدولارات أيضا.
وهي فرصة جيدة لمن بقي منهم أن يكثر من حفظ مقتنياته الخاصة حتى إذا (نُزع) من السلطة نزعا، كان بمقدوره أن يورث الملايين لأسرته التي ستدخل إلى خانة (ارحموا عزيز قوم ذل) بحيث تمكنهم من نصب (بسطة) في المزادات العالمية والتحريج على تلك المقتنيات بما يتوازى وأهميتها في حياة (المنزوع).
ولأن قطار الثورة توقف في سوريا فهي الفرصة المثلى للدكتور بشار في الإبقاء على أدوات عيادته فلربما استفاد من بيعها وهو على قيد الحياة أما إذا زمجرت الجماهير وتم قتله كما حدث لمعمر القذافي فأنصح الفاعلين بتجريده من كل قطعة قبل تسليمه إلى المهتمين بدفنه، فربما تكون (فنلة) أو ربطة عنق أو جاكيت هي مفتاح السعد لمن يمتلكها ويعرضها للبيع لاحقا.
طبعا هي دعوة أيضا لكل من امتلك شيئا من مقتنيات بن علي أو معمر أو حسني لأن يتاجر بتلك المقتنيات، فقط عليه أن يربض على تلك المقتنيات كما تفعل الدجاجة فعندما تفقس البيضة يكون فقسها أغلى من أن تباع كبيضة وأنا لا أعرف ما الذي يستفيده المشتري من حبل أو من كرافتة أو من فنلة حملت رائحة الجور والاستبداد..؟!
فالشراء هنا استبداد بصورة مقلوبة ،فأن تدفع كل هذه الملايين من أجل اقتناء جزمة أو حبل هو استبداد مالي، فكما كان المستبد في سلطته جائرا، تكون أنت جائرا بهذا البطر حيث كان بالإمكان أن تتحول هذه الملايين إلى مشروع صناعي أو مصروفات لملجأ أو كسرات خبز تنثر في الصومال أو معونات في بورما أو غطاء لمشردي الفقر أو مواساة من قتلة صاحب الحبل.
ربما من يملك الملايين يفكر بطريقة المتعة بينما نحن نفكر بطريقة الحاجة، وبين الحاجة والمتعة مساحة شاسعة من الاختلاف.
على أية حال لو شنق مليون عربي بنفس الحبل لما دُفع فيه نصف ريال لأن الذين يموتون لم يستبدوا يوما، وقد قالها عمنا امرؤ القيس (وكل غريب لغريب نسيب).

Abdookhal2@yahoo.com



للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة

Abdookhal2@yahoo.com