-A +A
عبدالله الاشعل
تضم حركة عدم الانحياز كل الدول التى لا تنتمي إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ولذلك تضم الصين والهند وبالطبع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا بمعنى آخر أنها تضم أكثر من 150 دولة وهي التي كان يطلق عليها دول العالم الثالث على أساس أن العالم الأول هو الغرب والعالم الثاني هو الاتحاد السوفيتي ومعسكره الذي ضم دول شرق أوروبا وخارج هذين العالمين هو العالم الثالث. وكان هذا العالم الثالث قد خرجت دوله جميعا تقريبا من الاستعمار الغربي في تواريخ متفاوتة وظهرت الحركة في وقت اشتد فيه الصراع بين الغرب الرأسمالي والمعسكر الشيوعي إلى درجة هددت السلم العالمي. ويبدو أن انعقاد مؤتمرات القمة لدول عدم الانحياز الستة عشرة لم يكد يشعر بها أحد حتى عقدت القمة الآخيرة في طهران مؤخرا، فسلط ذلك الأضواء على الحركة ودفعت إلى البحث في مستقبلها بعد هذه القمة وهو السؤال الذي لم يطرح من قبل عقب القمم السابقة. وكان واضحا أن مكان القمة هو الذي دفع إلى هذا التساؤل لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن عداءهما لإيران قد أقنع العالم بعزلة إيران وأن ممارسة الضغوط على الدول يفشل هذه القمة وأصبح عقد القمة بأكبر عدد ممكن من الرؤساء هو موضوع الصراع بين إيران وواشنطن. وقد انشغلت هذه القمة بعدد من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية ولكن لوحظ أن المسألة السورية رغم خطورتها لم تتم الإشارة إليها بشكل ظاهر ولكن الرئيس المصري هو الوحيد الذى انفرد بالهجوم على النظام السوري وعلى عزمه على دعم الشعب السوري والمعارضة السورية مما أحرج إيران التي تأمل في تطوير العلاقات مع مصر كما تسبب في انسحاب الوفد السوري. أما أمين عام الأمم المتحدة فقد انتقد مغالاة إيران في هجومها على إسرائيل. وبصرف النظر عن وقائع المؤتمر فإن السؤال عنوان هذه المقالة يمكن أن يكون مشروعا إذا افترضنا أن الأوضاع في العالم خاصة بعد الثورات العربية وفشل مشروع غربي في قيادة العالم قد دفع دول العالم الثالث إلى تجديد السعي مرة أخرى نحو إقامة عالم أكثر عدلا كما تمنى الرئيس المصري في كلمته. فما الذى تغير في بنية النظام الدولي حتى تعود هذه المجموعة إلى السعي نحو دور جديد في العلاقات الدولية وهل يكفي أن تكون إيران هي الرئيس لهذه المجموعة للسنوات الثلاث القادمة، أم أن التوتر الأمريكي الإيراني يمكن أن يكون قيدا على سعي المجموعة لتحقيق هذا الهدف.