-A +A
مها محمد غسان (جدة)

اعتاد السوريون على سماع الأخبار السيئة الواردة من بلادهم، لكنهم في المملكة لم يعتادوا إلا على سماع الأخبار المبهجة، فلم يمض أكثر من شهر على حملة التبرعات للشعب السوري التي أضفت الفرحة عليهم، حتى أثلج صدورهم وأزال همومهم نبأ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقـبول جميع الطلاب السوريين المقيمين على أراضي المملكة في مـدارس التعليم العام. وعبرت رابطة الجالية السورية عن امتنانها للمملكة وما تقدمه من مساعدات مادية ومعنوية، وصلت إلى تعليمية لأبناء الشعب السوري الذي يعيش مأساة على المستويات كافة. وأوضح رئيس رابطة الجالية السورية في جدة محمود التغلبي أن أمر الملك بتعليم السوريين في المدارس العامة حدثا راسخا في أذهان الأجيال السورية، حيث سيتذكر كل سوري نهل من مدارس المملكة أن جزءا من تعليمه كان في أرض الحرمين وبقرار من خادم الحرمين. وقال عضو مكتب التنسيق والمتابعة لرابطة الجالية السورية في المملكة محمد الدعاس إن هذا القرار ليس بغريب على رجل الخير والعطاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشعر السوريون أنهم في بلدهم الثاني، موضحا أن السوريين لن ينسوا هذا الموقف النبيل والإنساني وسيبقى خالدا في ذاكرة السوريين.

بدوره، أبدى عبدالرحمن الرشيد عضو مكتب التنسيق بالرابطة فرحته بهذا القرار الذي سيشمل اثنين من أبناء إخوته الذين قدموا إلى المملكة وانقطعوا عن مدارسهم في سورية، في حين تحدث محمد المصري مسؤول المكتب الإعلامي في الرابطة عن أهمية هذا القرار الذي جاء في وقت يشعر به الطلاب السوريين المقبلين من سورية بالأسى الشديد وهم يراقبون مدارسهم التي تدمر بشكل يومي من قبل قوات النظام السوري، وقد ثمّن محمود التغلبي رئيس الرابطة هذا القرار، وأضاف: «منذ بداية الثورة والمملكة كان لها مواقف مشرفة انحازت تماما إلى الشعب السوري ضد الظلم والقمع اليومي الذي يتعرض له، ومن شأن هذا القرار أن يخفف المعاناة النفسية التي تعرض لها الكثير من أبنائنا الطلاب الذين اضطروا مكرهين على ترك دراستهم ومغادرة البلد بعد تعذر البقاء وتحول الكثير من المدارس إلى ثكنات عسكرية ومراكز للاعتقال، واليوم تعتبر هذه خطوة جديدة في بناء مستقبلهم الدراسي إلى جانب إخوانهم الطلاب السعوديين، وفرصة للتعرف على المناهج الدراسية السعودية الخالية من تمجيد فكر البعث البائد».

وكانت صحف محلية قالت إن خـادم الحرمين الشـريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيـز أمر بقـبول جميع الطلاب السوريين المقيمين على أراضي المملكة في مـدارس التعليم العام. وأن وزارة التربية والتعليم شرعت منذ يومين في تفعيل أمر الملك عبدالله وشكلت لجنة خاصة للمتابعة وتقديم التسهيلات للطلاب الذين حرموا من التعليم نتيجة الأزمة المتفاقمة التي تعيشها بلادهم منذ نحو 17 شهرا.