للصيف دأب يختلف عن سائر فصول السنة الأخرى، فالناس، على عهدنا هذا، يتخذون من زمنه شهرا واحدا، على الأقل، للراحة والاستجمام، إما داخل الوطن، أو خارجه تبعا لظروف الشخص وأحوال ذات يده.
والمثقفون من الناس لا يتركون الصيف يمر عليهم دون أن يشغلوه بالقراءة، والقراءة الخفيفة خصوصا، كقراءة الأدب الروائي والمذكرات وسواها من الكتابات الجميلة التي لا تكلف القارئ جهدا ولا عناء، بل تدخل على نفسه متعة وراحة وسرورا. وللناس في طقوس القراءة أطوار وأحوال، فمنهم من لا ينام إلا بعد أن يطالع كتابا ما، أو جريدة ما؛ ومنهم من يبرمج في عطلة صيفه قراءة كتاب كبير، فقد أخبرنا أحد شيوخ الأدب في الجزائر ونحن صغار أن الأب الفلاني ألزم ابنه، وقد كان طبيبا يدرس في أوروبا، بأن يطالع في إحدى العطل الصيفية كتاب «العقد الفريد» لأحمد بن عبد ربه الأندلسي. وقد كنا ونحن شباب نتبارى في قراءة «فيض الخاطر» لأحمد أمين، و«الأيام»، و«على هامش السيرة» لطه حسين، قبل أن نعمد إلى قراءة شرح حماسة أبي تمام للمرزوقي، وغيرها من كتب التراث الثقيلة... إن أيام العطلة الصيفية ليست زمنا غير محسوب من العمر، ولذلك ليس ينبغي للشباب خصوصا، تضييع أيامها فيما لا ينفع ولا يجدي، بل يجب أن يكون برنامج القراءة هو أول ما يخطط لها، قبل قضائها بالداخل أو الخارج. وعلى أن الكتاب المحترفين كثيرا ما يتخذون من عطلة الصيف وفراغها الطويل فرصة لأن يكتبوا عملا أدبيا ما، كأن يكون رواية أو مجموعة قصص أو ديوان شعر أو طائفة من الخواطر السانحة. فكما كان جبران خليل جبران يتخذ من زمهرير جبل لبنان أثناء الشتاء فرصة لأن يكتب رائعة من روائعه، فكذلك يمكن الكاتب أن يتخذ من شاطئ البحر، أو ظلال الغابة، أو ضفاف الأنهار، أثناء الصيف القائظ، أمكنة لكتابة أدب جميل قد يخلده تخليدا. وفي كل الأحوال يجعل من وقته زمنا معمورا بالعمل النافع.
غير أن كثيرا من الناس لا يفكر في مثل هذا فتيلا، بل تراه يقضي أيام عطلته في هراء وضياع وخمول ونوم يتصل بالليل والنهار، على أساس أنه يستريح من عناء العمل الذي كابده طوال شهور السنة، وليستقبل سنة أخرى بشيء من الحيوية والنشاط.. والحق أن القراءة لا ينبغي لها أن تسبب له عناء، بل قد تصفي ذهنه الخامل، وتمنح أيامه الفارغة معنى كبيرا بفضل ما يقرأ ويستزيد من النهل من منابع المعرفة الإنسانية.
والمثقفون من الناس لا يتركون الصيف يمر عليهم دون أن يشغلوه بالقراءة، والقراءة الخفيفة خصوصا، كقراءة الأدب الروائي والمذكرات وسواها من الكتابات الجميلة التي لا تكلف القارئ جهدا ولا عناء، بل تدخل على نفسه متعة وراحة وسرورا. وللناس في طقوس القراءة أطوار وأحوال، فمنهم من لا ينام إلا بعد أن يطالع كتابا ما، أو جريدة ما؛ ومنهم من يبرمج في عطلة صيفه قراءة كتاب كبير، فقد أخبرنا أحد شيوخ الأدب في الجزائر ونحن صغار أن الأب الفلاني ألزم ابنه، وقد كان طبيبا يدرس في أوروبا، بأن يطالع في إحدى العطل الصيفية كتاب «العقد الفريد» لأحمد بن عبد ربه الأندلسي. وقد كنا ونحن شباب نتبارى في قراءة «فيض الخاطر» لأحمد أمين، و«الأيام»، و«على هامش السيرة» لطه حسين، قبل أن نعمد إلى قراءة شرح حماسة أبي تمام للمرزوقي، وغيرها من كتب التراث الثقيلة... إن أيام العطلة الصيفية ليست زمنا غير محسوب من العمر، ولذلك ليس ينبغي للشباب خصوصا، تضييع أيامها فيما لا ينفع ولا يجدي، بل يجب أن يكون برنامج القراءة هو أول ما يخطط لها، قبل قضائها بالداخل أو الخارج. وعلى أن الكتاب المحترفين كثيرا ما يتخذون من عطلة الصيف وفراغها الطويل فرصة لأن يكتبوا عملا أدبيا ما، كأن يكون رواية أو مجموعة قصص أو ديوان شعر أو طائفة من الخواطر السانحة. فكما كان جبران خليل جبران يتخذ من زمهرير جبل لبنان أثناء الشتاء فرصة لأن يكتب رائعة من روائعه، فكذلك يمكن الكاتب أن يتخذ من شاطئ البحر، أو ظلال الغابة، أو ضفاف الأنهار، أثناء الصيف القائظ، أمكنة لكتابة أدب جميل قد يخلده تخليدا. وفي كل الأحوال يجعل من وقته زمنا معمورا بالعمل النافع.
غير أن كثيرا من الناس لا يفكر في مثل هذا فتيلا، بل تراه يقضي أيام عطلته في هراء وضياع وخمول ونوم يتصل بالليل والنهار، على أساس أنه يستريح من عناء العمل الذي كابده طوال شهور السنة، وليستقبل سنة أخرى بشيء من الحيوية والنشاط.. والحق أن القراءة لا ينبغي لها أن تسبب له عناء، بل قد تصفي ذهنه الخامل، وتمنح أيامه الفارغة معنى كبيرا بفضل ما يقرأ ويستزيد من النهل من منابع المعرفة الإنسانية.