-A +A
فهيم الحامد
لم يكن يعلم المسيئون للرسول صلى الله عليه وسلم في الغرب، أن إساءتهم لن تغير، ولن تبدل أي شيء، مصداقا لقوله تعالى (ولن تجد لسنة الله تبديلا)، بل إنها ستزيد من الإصرار على حبه، واتباع سنته عليه السلام قولا وعملا. ولم تكن هذه الشرذمة القليلة تعلم أن الرد على هذه الإساءة سيكون على أرض الواقع قولا وعملا وتنفيذا. حيث جاء ذلك سريعا من البلد الذي شرفها الله أن تكون مكان انطلاق الرسالة المحمدية، ومن مسجد وقبر رسول الله نفسه، حيث أرسل الملك عبدالله رسالة للعالم أن حب رسول الله يكون عبر اتباع سنته، وخدمة زوار مسجده الشريف، وعدم السماح للإساءة لكل الأديان والرسل، ونتج عن ذلك تدشينه أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في التاريخ. فور وصوله إلى طيبة الطيبة قادما من المغرب، في تعبير صادق وقوي وهادئ على أرض الواقع لحب نبي الرحمة، ونبي السلام وهو رد عملي على الإساءة للرسول عليه السلام شفى صدور قوم مؤمنين.
وما تدشين الملك عبدالله لأكبر توسعة للمسجد النبوي في التاريخ إلا جزء بسيط من سياسة ثابتة من سياسات المملكة منذ توحيدها لخدمة الحجاج والمعتمرين لبيت الله الحرام، وزوار مسجد نبيه عليه السلام.

كما أن الرسالة موجهة أيضا للغوغائيين وهي أن حب رسول الله، والدفاع عنه يجب ألا يكون عبر العنف، بل عبر العمل لرفعة الإسلام والسنة المحمدية على أرض الواقع واتباع ذلك قولا وفعلا وعملا.
وزيارة الملك ليثرب تؤكد مكانة الرسول عليه السلام ليس فقط لدى الملك، بل لدى الشعب والأمة التي شعرت بالفخر والاعتزاز للرد الهادئ والعملي على من يحاولون الإساءة للرسول خاصة. أن المملكة تعمل بعيدا عن الضوضاء وتقول وتفعل. وعندما يناشد الملك من طيبة كل عقلاء العالم التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية، أو إلى الأنبياء والرسل فإنه يرسل رسالة أن المملكة تحمل الحب والاحترام لجميع الديانات والرسل والأنبياء.
وأعتقد أن علينا جميعا أن نمتثل لما جاء في القرآن عندما قال سبحانه (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وأن يكون حبنا للرسول عبر اتباع سنته قولا وعملا.