-A +A
عبدالله الغضوي
عائلة الأسد أكثر الأسر غرابة في تاريخ سورية السياسي، ورغم محاولات الأب حافظ إبعاد أفراد العائلة عن الإعلام، إلا أن ممارساتهم فرضت نفسها على الإعلام لتكون مادة دسمة تثير شغف القارئ. صحيح أن صور العائلة نادرة على شاشات الإعلام، إلا أن قصصها صورة معبرة عن المسكوت عنه، إذ يلحظ المرء سلوكا لا يشبه سلوك بلاط الرئاسة.
فالأسد على سبيل المثال حين استولى على الحكم بانقلاب 16 نوفمبر (تشرين الثاني)1970، لم يكن يملك بيتا في دمشق، وحين فكر في «بيت الرئيس»، اختار أرقى الأحياء في المالكي، ووقع الاختيار على بيت أحد سفراء أمريكا الجنوبية آنذاك، ولم يكن بمقدوره طرد السفير نظرا للأعراف الدبلوماسية المتبعة في العلاقات الدولية، واقترح أحد «رفاق السوء» من البعثيين، أن تقوم بعض الورش بصيانة الشارع المقابل لبيت السفير، وبالفعل بقيت الحفريات تعمل على مدار أيام طوال الليل حتى اضطر السفير لمغادرة المكان، واستولى الأسد على البيت. وهو ذات البيت الذي يقيم فيه بشار حتى الآن.

هذه ليست القصة المثيرة الوحيدة في عائلة الأسد، فالأكثر غرابة أن ابنة حافظ الأسد بشرى «الابنة المدللة» ، أجبرت أباها الديكتاتور على الزواج من الضابط المعروف آصف شوكت حين هربت معه، خارج البلاد وعادت لتفرض على أهلها أمرا واقعا، ويقال إن بشار الأسد أطلق النار على شوكت حين عاد، وأصابه في ساقه.
والبقية تأتي.. يؤكد كل العارفين بالشأن السوري أن والدة الرئيس بشار الأسد « أنيسة» وهي من بيت مخلوف أنها المستشار الرئيس والأول لابنها في إدارة الأزمة، وتتجمع المعلومات على أن الحل الأمني فكرة أنيسة قبل أن تكون فكرة بشار، وفق مقولة أبوك قضى على انتفاضة حماة وصمت العالم.. وعليك أن تحذو حذوه.. والأكثر غرابة.. أن كل من حكموا سورية تعود أصولهم إلى بلاد الشام.. دمشق وحلب وحماة ودير الزور.. إلا عائلة الأسد فلم يجمع المؤرخون على «سورية» هذه العائلة، والبعض يقول إنهم من تركيا، والآخر يقول إنهم من إيران.. لكن الثابت في الأمر هو غموض أصل هذه العائلة.