-A +A
بسام فتيني
قد لا أكون الشخص المناسب للحديث عن الاقتصاد ولست متخصصا في ذلك ولكن كمواطن أسمع دائما بالتضخم وربما لا أعرف تعريفا له، لكن تصاريف الحياة وتجاربها قد تعلمنا ما نجهل وتجبرنا على تجربته وملامسته عمليا وإليكم الدليل، فحين كنت شابا يافعا (يهفهف) الهواء الطلق شعراتي المنسدلة على جبهتي العريضة، كنت طالبا جامعيا أتقاضى مكافأة جامعية تقدر بمبلغ 840 ريالا تجود بها الجامعة شهرا وتقطعها شهورا ومع ذلك كنت أنا وأصدقائي الطلاب نستغل فترة الغداء بأن نزور أقرب مطعم بخاري بجوار جامعة أم القرى في زمن (الطيبين) كانت الدجاجة المشوية المحمرة بعشرة ريالات و(نفر) الرز البخاري وبالزبيب بثلاثة ريالات فكان نصف حبة مع الرز لا تكلفني أكثر من 8 ريالات ومع المشروب الغازي 9 ريالات!، واليوم وفي سني هذه التي بدأ الصلع والشيب يغزوني بلا رحمة قفز سعر الدجاجة مع الرز إلى (20) ريالا !، مع أن مكافأة الطالب الجامعي لازالت كما هي!، فهل هذا هو التضخم؟. أم أن فهمي لاقتصاد حبة الشواية خاطئ ؟، بحسبة بسيطة نجد أن الدجاجة المشوية ارتفع سعرها أكثر من80% والرز 25% والمشروب الغازي 50% أما زيادة المكافأة 0% . (ولاحظوا لم أتطرق لراتب الموظفين في القطاعين العام والخاص!)، إذن نحن أمام زيادة في الأسعار بلا هوادة ويقابله ثبات في الدخل لطالب نعول عليه بناء المستقبل!. فهل تكون المعادلة عادلة ؟، الأرقام تقول لا وألف لا. والسؤال الأهم: لِم ترتفع الأسعار أصلا بهذا المقدار؟، والسؤال المرير: من يكبح جماح الارتفاع ؟، والسؤال الموجع: أين الجهات الرقابية؟، والسؤال المضحك المبكي: هل انتهت جمعية حماية المستهلك من حل مشكلاتها المتعلقة بتوزيع المناصب ؟.. في انتظار الأجوبة وحتى ذلك الحين اطبخوا الدجاجة واستعيذوا من شر الفاقة الحاجة.
bfatiny@gmail.com

hakeam@live.com