-A +A
محمد بن حمد البشيت
لازالت أمريكا ممعنة في إدارة ظهرها للمشكلة السورية، ليس لاشتغالها بالحدث الانتخابي، ولكن لإطالة أمدها، لاستيضاح الرؤى والتصورات والتأكد من القادم البديل لطاغية دمشق، فإذا مالم تضمن سلامة أمن إسرائيل القومي، لا يمكن أن تقدم على عمل يتم بموجبه الخلاص من النظام السوري الذي كفل سلامة إسرائيل زهاء 45 عاما من عهد حافظ لعهد بشار، رغم ما تنوء به سوريا من فصائل فلسطينية يحركها حزب البعث بـ (الريموت كنترول) بمثل قيادة أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ مع الأسف ــ وغيرهم من الفصائل الماثلة بمكاتبها في حي اليرموك والنهضة والحجر الأسود في أحياء دمشق الجنوبية، ناهيك عن كم من الفصائل الأخرى، بالمخيمات الفلسطينية اللبنانية، حيث يحاول الشرير بشار، أن يقحم لبنان في أتون وطأة الحرب الدائرة عليه، من قبل الثورة السورية بقيادة الجيش الحر المقاوم، الذي يتصدى ببسالة لجيشه النظامي الغادر بأهله ووطنه، ولكنه الولاء الطائفي النصيري، المدعوم من روسيا وإيران وقد خلقت الأخيرة لأجل الحليف السوري جسرا جويا وبريا لإمداده بالسلاح و الشبيحة عن طريق العراق المهيمنة عليه.
الأمر الذي أثار حفيظة تركيا وضاعف من مخاوفها من الحرب الدائرة، وهي الحذرة دائما من طهران، فيما يتعلق بأكراد حزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني الموالي لطهران، وقد دفعت به إيران أخيرا لمضايقة تركيا في خمس مدن سورية شمالية سلمها إياها بشار كما سلم والده حافظ هضبة الجولان لإسرائيل من قبل، هذه المدن السورية الخمس هي فيما يسمى بمثلث ( الخابور ) الشمالي بسوريا، مما جعل تركيا تهرع لتجدد علاقتها مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، لضمان الوقوف بوجه حزب طالباني، فهي لا تريد فتح جبهة أخرى ضدها مع أكراد سوريا وهو ما يهدد أمنها القومي.
هيئة الأمم المتحدة هي لعبة (كباريي) يشحنها الغرب وأمريكا، كيفما شاؤوا وأرادوا وترقص لهم على وقع اللحن المراد، وهذا ما نسمعه من تصريحات باهتة للأمين العام « بي مون » ، وسوزان رايس السفيرة الأمريكية بهيئة الأمم المتحدة، هذا من ناحية، من ناحية أخرى لا تصدقوا أن إيران على عداء مع إسرائيل، فكلاهما ضد العرب ويسعون جاهدين لتفتيت الوطن العربي، فإيران تسعى جاهدة لإنقاذ حليفها من براثن غضب الثورة السورية العظيمة، وهذا ما أفزع إيران وجعلها تعلن للعالم أن الحرب حربها في سوريا، مخافة القضاء عليها وتحطم آمالها التوسعية العدائية..
فمتى ينتهي هذا السيناريو القاتل للشعب السوري، فالغرب وأمريكا قد أعدا خطط التقسيم مبكرا ، والعرب أين العرب!؟، لا كلمة جمعتهم ولا جامعتهم نفعتهم، فآن الأوان لمراجعة أنظمة وقوانين الجامعة العربية، فإما أن تكون ذات فاعلية إيجابية ومؤثرة وإما أن تغلق بالضبة والمفتاح !!.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة