أسفرت الحملات الأمنية التي نفذتها شرطة جدة خلال اليومين الماضيين في شوراع جدة إلى جانب أوكار التسول في حي غليل والهنداوية والكندرة والكرنتينة مستهدفة المتسولين والمتسكعين عن ضبط 605 متسولين وفق إحصائية أطلقتها شرطة جدة بعد متابعات أمنية دقيقة وعديدة وتمت مداهمتهم على إثرها في ساعة متأخرة من الليل، فيما تم تنفيذ أعمال أخرى مع إشراقة الشمس، حيث يسكن المتسولون في منازل شعبية يعودون إليها بعد ليلة عمل في مواقع التنزه وعند الإشارت المرورية.
وكانت شرطة جدة قد خصصت فرقا أمنية سرية ورسمية من كافة قطاعات الأمن العام تتابعهم على حسب ما رسم لها، حيث ركزت أعمالها في الإشارات الضوئية، وفي المجمعات التجارية، وأماكن العبادة، ومواقع التنزه، وعلى كورنيش جدة والحدائق.
وشدد المتحدث الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيدعلى عدم التعاون مع هؤلاء ممن لا يستحقون الزكاة أمر مرفوض وفيه دعوة لتزايدهم والمساعدة على تفشي أعداد المتخلفين وحصولهم على غير ما يستحقون، وأضاف: «الصحيح هو مغادرة أي قادم بغرض الحج أو العمرة إلى بلاده فور انتهائه من مناسكه».
وأوضح أن الحملة ضبطت أكثر من 605 أشخاص من المتسولين وأصحاب الإعاقات والمتسللين، مبينا أنه جرى تفتيش أكثر من 25 منزلا خلال الحملة بعدما تم رصدها مسبقا من خلال فرق البحث الميدانية والتي حددت مواقعها وكشفت عن مداخل تلك المنازل ومخارجها، فيما بلغ عدد الرجال منهم 83 رجلا والنساء 249 والأطفال 273 من جنسيات مختلفة تم تسليمهم جميعا لجهات الاختصاص.
من جهتهم، أكد عدد من المقبوض عليهم في حديثهم لـ«عكاظ» أنهم يمتهنون التسول، وقالوا أنهم من العمالة المتسللة عبروا الحدود الجنوبية للمملكة، ومشيرين إلى أنهم حضروا لممارسة أعمال التسول عند إشارات المرور وأمام المجمعات التجارية وعند المساجد.
وكشفوا عن أن الإعاقات التي ميزتهم ما هي إلا إعاقات مزيفة يتم اصطناعها من قبلهم بهدف التحايل على المواطنين والمقيمين، لإعطائهم الأموال.
وعاد العميد الجعيد وأكد أن الموقوفين أفادوا بأنهم يحصلون يوميا من العمل بالتسول على ما يقارب (300 إلى 500) ريال يوميا، بخلاف أوقات المواسم ورمضان، حيث يحصلون على أضعاف هذه المبالغ، ما جعلهم يمتهنون هذا العمل لغرض التربح منه بمساعدة سماسرة التسول الذين يوفرون لهم السكن من خلال استئجارهم للمنازل والمواصلات، بعدما يهربونهم من بلدانهم بطرق غير نظامية.
وأشار العميد الجعيد إلى أن الحملة انطلقت بعد جمع المعلومات المؤكدة، واستخراج الأوامر والأذونات بالتفتيش، داعيا المواطنين بضرورة التعاون مع رجل الأمن حتى ولو بالإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص؛ لأن في تواجدهم في الشوارع خطر كامن لا بد من القضاء عليه.