دبج رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف في صحيفة (الحياة) تصريحا مقتضبا فحواه أن حجم الفساد يصعب الوصول إليه لأنه بطبيعته «خفي» .. أشاطره الرأي خصوصا بعيد تدشين الهيئة فمن كان لا يبالي أو أقل تحفظا باقتراف الفساد بات حذرا يتوجس خيفة وهذا أمر طبيعي. لكن غير الطبيعي أن ندرك أن ثمة فسادا يروم يستعصى اكتشافه .. بمعنى لماذا لا نذهب إليهم ونكتشف فسادهم عوضا عن التريث وانتظار البلاغات التي أغلبها غير دقيقة أو كيدية (حسب تصريح الشريف) استدعيت غضون قراءتي التصريح نباهة صديق عين مديرا إقليميا لسلسلة من الشركات وتبين له بعد فترة وجيزة أن الفساد ينخرها بالكلية بدليل الخسائر الفادحة والمطردة ولم يستطع اكتشاف مكامن الفساد ففكر بأن يعين موظفا يثق به مهمته تقصي بؤر الفساد من دون أن يعلم به العاملون أي أنه مجرد موظف بيد أنه يملك المهارة في التغلغل والتسربل لخفايا العمل وميكنته وبعد فترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر إذ به يضع ملفا يحتوي أسماء المفسدين وطبيعة الفساد وحجمه مقرونا بالدلائل وليس هذا فحسب بل أشار إلى أسماء الموظفين الأكفاء وذوي النزاهة. وبهذا التقرير استطاع المدير الإقليمي التصرف حيال المفسدين وكذا النزهاء .. ويسير بتلك الشركات لبر الأمان.. من هذا المنطلق لما لا يطبق هذا المنحى من قبل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بحيث يعين موظفون في الدوائر والأجهزة الهامة كالخدمية والمشروعاتية.
واقع الحال لا أرى جدوى من مكوث منسوبي الهيئة في المكاتب بل يجب أن يكون جل عملهم في المكاتب الأخرى وبمعنى من المعاني الجزء الأكبر يعينون بطريقة (سرية) في الدوائر المذكورة وجزء للمراقبة الميدانية. جدير بالذكر أن أغلب المفاسد ليست جلية أو آنية بمعنى أنها متوارية ومنضوية بإطار المناطقية والمحسوبية وتلك لا تتجلى إلا من خلال غرس موظفين (يتسربلون) لاكتشافها..
ولا يفوتني في هذا الوارد التنويه أن هناك الكثير من الموظفين من مختلف الدوائر والأجهزة يكابدون لاقتلاع شأفة الفساد بل من جملتهم من عانوا مفاعيله وشروره، هؤلاء بالتأكيد لن يتوانوا في حال طلب منهم التعاون مع الهيئة من داخل ردهات إداراتهم. بمقتضى ذلك التوجه تكون الهيئة قد حاصرت الفساد وقطعت سبله، وأقله لن يكون خفيا وإن اختفى فلأنه مدحور هذه المرة.
zamilonline@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة
واقع الحال لا أرى جدوى من مكوث منسوبي الهيئة في المكاتب بل يجب أن يكون جل عملهم في المكاتب الأخرى وبمعنى من المعاني الجزء الأكبر يعينون بطريقة (سرية) في الدوائر المذكورة وجزء للمراقبة الميدانية. جدير بالذكر أن أغلب المفاسد ليست جلية أو آنية بمعنى أنها متوارية ومنضوية بإطار المناطقية والمحسوبية وتلك لا تتجلى إلا من خلال غرس موظفين (يتسربلون) لاكتشافها..
ولا يفوتني في هذا الوارد التنويه أن هناك الكثير من الموظفين من مختلف الدوائر والأجهزة يكابدون لاقتلاع شأفة الفساد بل من جملتهم من عانوا مفاعيله وشروره، هؤلاء بالتأكيد لن يتوانوا في حال طلب منهم التعاون مع الهيئة من داخل ردهات إداراتهم. بمقتضى ذلك التوجه تكون الهيئة قد حاصرت الفساد وقطعت سبله، وأقله لن يكون خفيا وإن اختفى فلأنه مدحور هذه المرة.
zamilonline@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة