وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمكين اللاجئين السوريين من الحج عبر ممثليات المملكة في لبنان والأردن وتركيا، من خلال إصدار تأشيرات للحج، والوقوف على ظروفهم، وتلبية كافة احتياجاتهم بما يضمن تسهيل أدائهم فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
وثمن السفيران السعوديان في لبنان والأردن، والقائم بأعمال السفارة في أنقرة توجيهات خادم الحرمين كونها تجسد عنايته بشأن الإسلام والمسلمين عموما، على اختلاف جنسياتهم، وأن ذلك يأتي امتدادا لرعايته الخاصة لشؤون اللاجئين السوريين وإغاثتهم وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية لهم.
قسم مختص في لبنان
وأكد لـ«عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي آل عواض عسيري أن التوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين جاء صريحا بتمكين الراغبين من اللاجئين السوريين من الحج، دون أن يحدد ذلك بعدد معين.
وقال السفير عسيري إن التوجيهات حثت على الإسراع في إنجاز الإجراءات وإزالة العقبات التي قد تعيق سرعة تسييرها، ما دعا إلى تخصيص قسم في السفارة لاستقبال طلبات اللاجئين السوريين، وفتح أبوابها إلى يوم الأحد المقبل، واستحداث آلية عمل تكفل إصدار التأشيرة وتسليم الجوازات في اليوم ذاته، مشيرا إلى أن الخطوط الجوية السعودية وطيران الشرق الأوسط اللبناني أعادتا جدولة الرحلات بما يتفق مع ظروف نقل الحجاج إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
أعضاء متفرغون
وأضاف السفير السعودي لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد أن السفارة شرعت منذ اليوم في تنفيذ خطة افتراضية لتحديد مسار الجوازات السورية، بتكليف طاقم من أعضاء البعثة الدبلوماسية بالتفرغ التام لتنفيذ هذه المهمة وحدها، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين وتحقيقا للإنجاز المبكر، مشيرا إلى أن السفارة سوف تبدأ اليوم باستقبال طلبات الحج من اللاجئين.
نصف ساعة للتأشيرة
وأوضح القائم بأعمال السفارة السعودية في تركيا عبدالهادي بن محمد الشافي أن تمكين اللاجئين السوريين إلى تركيا من الحج يجري بالتنسيق مع رئاسة الشؤون الدينية في الحكومة التركية، إذ تتولى تنظيم إجراءات سفرهم وفق الأنظمة والتعليمات الداخلية لديها، فيما تكثف السفارة جهودها لإصدار تأشيرات الحج وإنجاز الطلبات المستوفية للشروط في نصف ساعة.
وقال الشافي إن عدد السوريين في تركيا بلغ 100 ألف لاجئ، الأمر الذي دعا رئاسة الشؤون الدينية للبحث مع السفارة السعودية مجددا حول ظروف تمكين الراغبين من الحج دون تحديدهم بعدد، فأكدت لهم أن توجيهات خادم الحرمين جاءت واضحة بتمكين من يرغب، دون أن تتحدد بعدد.
وزاد: وعندما تحدثت الرئاسة عن احتمالية أن يشكل ذلك صعوبة بالنسبة للقائمين على شؤون الحج من إداريين وغيرهم، أبدينا لهم استعداد المملكة التام لتحمل أي أعباء مادية أو معنوية، فالهم الأكبر هو تمكينهم من الحج.
تنسيق مع الحكومات
إلى ذلك، كشف لـ«عكاظ» وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم بن حسن قاضي أن الإجراءات الموحدة بشأن الحجاج السوريين تكمن في تنفيذها عبر حكومات لبنان والأردن وتركيا، ممثلة في الإدارات والوزارات المعنية بشؤون الحج، على أن يلتزم اللاجئون السوريون بأنظمة وتعليمات بعثات الحج الرسمية لكل دولة.
وأكد أن عدد الحجاج السوريين لا يدخل إطلاقا ضمن الحصة المحددة لحجاج الدول الثلاث، في مقابل أن اللاجئين هم وحدهم الذين يمكنون من الحج، إذ لا تشمل التوجيهات السوريين الموجودين داخل سورية، طالما أن الحكومة السورية لم تقدم شيئا بشأن الحج، فضلا عن أن الظروف التي تعيشها سورية تحول دون تنظيمه في الداخل السوري، مشيرا إلى أن المملكة سوف تشهد غدا قدوم أول حاج سوري إلى أراضيها.
وكانت «عكاظ» قد كشفت في مطلع الشهر الماضي أن القائم بأعمال السفارة السورية في الرياض قد تسلم خطابات عديدة من وزارة الخارجية السعودية بتسمية الأعضاء الذين يمثلون الجانب السوري في تنظيم الحج، وكان آخرها بتاريخ 24/10/1433هـ، إلا أن القائم بالأعمال تجاهلها ولم يرد عليها.