-A +A
جوزيف حرب (الترجمة)
نشرت صحيفة ماكلاتشي الأمريكية تقريرا أمس بعنوان «مشاهد العنف السورية لن تنتقل إلى لبنان الذي يبقى مستقرا بفضل عدم استقراره المزمن». وجاء فيه أنه بالرغم من الشائعات أن جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، قبل نحو أسبوع سوف تعيد هذا البلد الصغير إلى أتون الحرب الأهلية التي ضربته لأكثر من عقد من الزمن. هي بالفعل مستبعدة في الوقت الراهن على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن «سحر منقارة» صاحبة أحد المقاهي في طرابلس قولها: «مثل هذه الأمور والجرائم لم تتوقف عن الحصول منذ العام 2005 .ومع أن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى تحديد هوية الجناة فإن جريمة اغتيال الحسن تحمل سمات العديد من الجرائم التي حصلت منذ 2005 والتي استهدفت كلها معارضين للنظام السوري الذي كان يبسط نفوذه على الشؤون السياسية اللبنانية لعقود طويلة، وبالقوة في أغلب الأحيان. وهذه هي طريقة السوريين في توجيه الرسائل». وأوضحت الصحيفة أن العلاقات التاريخية بين لبنان وسورية تزيد من حدة الشائعات أن العنف السوري سوف ينتقل إلى الداخل اللبناني حيث نشبت حرب أهلية طاحنة استمرت من 1975 حتى 1990 .غير أن ديناميات السياسة اللبنانية تختلف جذريا اليوم عما كانت عليه خلال تلك الفترة. ففي ذلك الوقت كانت الميليشيات المسيحية تقاتل ميليشيات إسلامية. أما اليوم فإن الصراع الأساسي قائم بين مذاهب إسلامية؛ أي بين السنة غير المسلحين، والشيعة الذين يقفون وراء ميليشيا حزب الله القوية والتي تتلقى الدعم غير المحدود من النظامين السوري والإيراني. أما المسيحيون فقد تحولوا إلى أقلية تعاني من انقسامات داخلية كبيرة.

تيمور غوكسيل، الرئيس السابق لمهمة حفظ السلام في لبنان قال للصحيفة: «من المستبعد أن يحصل تصعيد في الأزمة الداخلية اللبنانية بشكل يختلف عما كان يحصل منذ العام 2000 . فهذا هو لبنان. لقد كان هكذا منذ إنشاء الجمهورية. وفي عام 1975 كانت هناك مجموعات جاهزة للتقاتل. أما اليوم فمن هو مستعد للدخول في نيران الحرب الأهلية؟».