وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتسخير جميع الإمكانيات لعلاج مصابي حادث انفجار شاحنة الغاز الذي وقع أمس بشرقي الرياض، كما وجه بعلاج المصابين من المقيمين بالمستشفيات كافة وتوفير الرعاية الطبية لهم على نفقة الدولة.
أعلن ذلك وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة خلال الزيارة التي قام بها، أمس، للمصابين المنومين في مستشفيات الرياض ناقلا لهم تحيات وأمنيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، بالشفاء العاجل، واطمأن معاليه على صحتهم ووجه باتخاذ الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات الطارئة.
وكان وزير الصحة قد أصدر فور وقوع الحادث تعليماته لمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض بتطبيق خطة الطوارئ واستنفار جميع الكوادر الطبية والتأكد من جاهزية مستشفيات الوزارة واستعداداتها لاستقبال المصابين في الحادث، إلى جانب تقديم العلاج اللازم لهم وفقا للأعراف الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات.
وكانت جميع مستشفيات العاصمة الرياض قد استقبلت اليوم 133 مصابا و22 حالة وفاة مؤكدة جراء انفجار صهريج الغاز.
مما يذكر أن المصابين في الحادث هم 26 سعوديا و67 من جنسيات متعددة و40 مجهولي الهوية، وقد تلقى 43 مصابا العلاج وغادروا المستشفيات بينما لا يزال 90 مصابا يتلقون العلاج؛ منهم 12 في العناية المركزة والبقية حالاتهم بين المتوسطة والخفيفة.
وكان قد دوي انفجار هائل، وتصاعدت سحب الدخان، وأصوات استغاثة وسيارات إسعاف وأمن تهرع إلى طريق خريص مع تقاطع طريق الشيخ جابر شرقي الرياض، كان هذا المشهد حاضراً صباح أمس لدى سكان العاصمة الذين حبسوا أنفسهم قبل أن يصلهم التأكيد أن ما حدث هو انفجار صهريج وقود نتج عنه 22 حالة وفاة 132 إصابة، وانهيار موقع لأحد شركات المعدات الثقيلة بالكامل بحسب بيان الدفاع المدني.
«عكاظ» وقفت على موقع الانفجار حيث تسبب بأضرار كبيرة في قواعد الجسر حيث تم إغلاقه بشكل كامل لعدم صلاحية السير عليه ولانهيار وهبوط أجزاء منه، حيث كان يملأ موقع الانفجار عدد من السيارات المحترقة والمدمرة بالكامل، كما رصد وجود مركبتين بها عائلتان متفحمة جثثهم إضافة إلى بعض الجثث بجانب المركبات التي صادف مرورها وقت وقوع الانفجار.
وألحق الانفجار أضراراً كبيرة لمبنى إحدى شركات المعدات الثقيلة حيث تدمر وانهارت جدرانه بشكل كبير بإضافة لعدد من المنازل والمحلات التجارية القريبة من الموقع وكذلك بعض المواقع التي تبعد مئات الأمتار حيث تهشمت الواجهات الزجاجية والنوافذ.
وفور تلقي البلاغ هرع لموقع الحادث عدد كبير من الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية من الدفاع المدني والدوريات الأمنية والمرور والأدلة الجنائية ومكافحة الشغب التابعة لقوات الطوارئ الخاصة وقوات المهمات والواجبات الخاصة والتحريات والبحث الجنائي، إضافة للحرس الوطني والهلال الأحمر السعودي، مدعومين بطائرات عمودية لطيران الأمن والهلال الأحمر.
وتأثر من شدة الانفجار مبنى شقق مفروشة يتواجد به عدد من النزلاء حيث أدى الانفجار إلى انهيار الواجهة الزجاجية للمبنى والنوافذ وأبواب الشقق، وتعرض عدد من قاطنيها لإصابات مختلفة.
تصريح الدفاع المدني
من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في الرياض النقيب محمد الحبيل الحمادي أنه وقع صباح ـ أمس ـ حادث حريق «ناقلة غاز» على طريق خريص شرقي الرياض، بعد أن ارتطمت بأحد الجسور الممتدة على الطريق،وأدى إلى حدوث تسرب للغاز، انتقل إلى أحد معارض المعدات والسيارات المجاورة للموقع، مما نتج عنه حوادث مرورية تسببت في وقوع عدد من الوفيات والإصابات.
وقال الحمادي إن تسرب الغاز تسبب في حدوث أضرار كبيرة نتيجة الاحتراق والانفجار الذي وقع ساعة الحادث بفعل تشبع المكان بالغاز، كما تسبب ذلك في وقوع عدد من الحوادث المرورية بالموقع، وسقوط عدد من الضحايا. وقال الحمادي إن الدفاع المدني باشر أعماله في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء الطبي عبر استخدام آلياته ومعداته المتطورة إضافة إلى قيامه بعملية البحث تحت الأنقاض لموقع المعارض المعدات والسيارات المجاورة، مشيرا إلى أنه فور وقوع حادث الانفجار قامت اللجنة الفورية للدفاع المدني بمنطقة الرياض بالانعقاد لمباشرة مهامها.
وبين الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في الرياض النقيب محمد الحبيل الحمادي أن مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، ومدير إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض اللواء عابد بن مطر الصخيري، وفرق الإنقاذ في الدفاع المدني والهلال الأحمر، ورجال المرور والدوريات الأمنية والخدمات المساندة، باشروا الحادث فور وقوعه ويتابعون تطورات الحادث أولاً بأول.
شاهد عيان
وقال لـ«عكاظ» عبدالعزيز الكعبي أحد الساكنين والذي كان يقيم هو وزوجته وطفلته إنه عند حوالي الساعة 7:30 صباحا وبينما كنا نغط في النوم فوجئناً بصوت انفجار ضخم واهتزاز للمبنى وتطاير زجاج النوافد، حيث قمت وأخذت عائلتي وهربت من المبنى خوفا على عائلتي، مضيفا أنه شاهد حجم الدمار الذي حل بالمبنى والمركبات المتوقفة أمامه.
فيما قال راشد الراشد (قطري الجنسية) إنه كان يقطن وزميل له قادمين من قطر في مهمة عمل حيث تفاجآ بتطاير زجاج نافذة غرفة نومه ودخول كمية الدخان الأبيض عليهم حيث قام بإخلاء السكن ومساعدة بعض الساكنين للخروج من المبنى حيث شاهد من ضمن المصابين أبا وطفلته جراء تطاير الزجاج عليهم.
فيما قال يوسف المطيري والذي قام بإنقاذ ومساعدة أربع حالات من سكان المبنى إنه عند الساعة 7:30 تفاجأ بصوت قوي وتطاير للنوافذ والأبواب من شدة الانفجار.
لصوص الانفجار
وأبلغ «عكاظ» عدد من سكان الوحدات السكنية المفروشة القريبة من موقع الانفجار بدخول عدد من الشباب في العقد الثاني مستغلين حادث الهلع والخوف لدى السكان والنزلاء بالدخول للشقق وسلب ما خف وزنه من أجهزة جوالات ومبالغ مالية، حيث قام عدد من رجال الأمن المتواجدين بالتعامل مع هذا الموقف وفق ما تمليه عليهم الأنظمة والتعليمات في متابعة اللصوص.
الإجراءات الأمنية
وفور وقوع حادث الانفجار هرعت كافة الجهات الأمنية والقطاعات الأخرى إلى موقع الحادث وذلك وفق خطط الطوارئ والتي تشارك فيها كافة القطاعات الحكومية حيث قامت الدوريات المرورية بإغلاق الطرق المؤدية لموقع الانفجار وتحويل قائدي المركبات لمسارات بديلة حفاظا على أرواحهم وسلامتهم، فيما قامت الدوريات الأمنية والتحريات والبحث الجنائي بتأمين المواقع والمحلات التجارية التي تهشمت واجهاتها الزجاجية لمنع اللصوص، فيما قام الدفاع المدني عبر رجاله وآلياته مدعومين بطائرة عمودية في مواجهة الحريق أسفل الجسر وموقع الشركة المجاور للانفجار والذي احترق وتضرر بالكامل وانهارت أجزاء منه حيث عمل رجال الدفاع المدني برفع الأنقاض، وقام رجال الأدلة الجنائية بفحص مسرح الحادث.
فوضى المتجمهرين
وتسبب تجمع المتجمهرين وتوافدهم لموقع حادث الانفجار في مضايقة الجهات الأمنية والإسعافية وعرقلة وصولهم لموقع الحادث سواء عبر تدافعهم بالمركبات على الطريق المؤدي للموقع أو بالتجمهر بالقرب من الجسر وموقع الحادث حيث استدعى الموقف تعامل دوريات الأمنية والحرس الوطني مع المتجمعين من مواطنين ومقيمين، وكان سبب انتشار خبر الانفجار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما أدى إلى توافد أعداد كبيرة مما أوجب تواجد قوة من مكافحة الشغب التابعة لقوات الطوارئ الخاصة لإبعادهم عن الموقع.
وقد شدد عدد من الجهات الأمنية أن المتجمهرين يسببون تأخر مباشرة الحادث وتأخير تقدم الرعاية الإسعافية للمصابين الذين يكونون بأمس الحاجة للدقائق لنقلهم.
فيما كان دور لبعض الشباب في تقديم بعض المساعدات من تنظيم حركة السير داخل الأحياء القريبة من موقع الانفجار لتسهيل حركة المركبات، فيما قام آخرون بتقديم عبوات المياه لرجال الأمن.
إغلاق الجسر
وقد تسببت قوة الانفجار الذي وقع أسفل جسر خريص مع طريق الشيخ جابر بإلحاق أضرار كبيرة في الجسر مسببة تدميرا في عدد من قواعده وإصابته بميلان جزئي حيث تم إغلاقه باتجاهين.