-A +A
نايف الرشدان
من أهرق عرقه في تفريج هم أو شحذ فكره للتعبير عن مواقف إنسانية أو كانت له جهود إبداعية أدبية وعلمية وفنية ونشاطات بحثية لخدمة حضارة الأمة العربية، ألا يستحق أن يقف موسرو العرب لدعمه وتذليل الصعاب أمامه؟. إننا نطمح أن نجد من أبناء العربية الذين بلغ دعمهم دولا غير عربية في مجالات غير علمية دعما وتبرعا للمجالات الجادة من بحوث علمية ومعرفية يعود نفعها العميم على شعبنا العربي، ولا يقل المبدع العربي حاجة في الدعم عن الباحث العلمي الذي تبدو حظوظه أكثر من المبدع الأدبي والفني، أعني المخترع والمكتشف والماهر كل في فنه، ترى هل نجد قريبا من يولي الكتاب والقصاص والشعراء والمخترعين والمبدعين والفنانين التشكيليين اهتماما حضاريا ودعما ماليا، من خلال تخصيص وإنشاء صندوق تقدم من خلاله المساعدات الإنسانية لهم
وكل ما يحتاجه أولئك الناشطون من تبنٍّ لإبداعاتهم على المستوى التشجيعي والتحفيزي، إلى جانب المواقف الإنسانية من علاج ووقف حال العوز والعجز؟

كنت دوما أفكر في أن تخصص البنوك أو رجال الأعمال والجهات الاستثمارية خانة من هامش أرباحها ونتاج تعاملاتها المالية لخدمة البحوث والعمل الأدبي والعلمي، من خلال دعم أصحابها حال تقلبات الحياة ومرورهم بمنعطفات حادة على مستوى الأسرة ومستوى الصحة، حتى هاتفني الصديق الشاعر عبدالله الخشرمي رئيس مجلس إدارة المركز العربي للثقافة والإعلام المرتبط بأول اتفاقية رسمية على مستوى الثقافة والإعلام، والذي كان يقترح التكليف والتشريف بالإشراف على صندوق المبدع العربي، وذلك خدمة لأهم قطاع مهمش ومنسي في عالمنا العربي، في ظل الاهتمام بأمور لا تتصل بالعقل المبتكر والمبدع، حين يصرف عليها مليارات الدولارات دون جدوى حقيقية، ودون أن تنعكس على نهضة الأمة حضاريا وإنتاجيا ولا تعبر عن ضمير الإبداع لدينا وفنيته وحضوره.
ولا شك أن مثل هذا المشروع الحيوي الإنساني الحضاري يدلل على وعي الأستاذ الخشرمي وزملائه في المركز العربي وإحساسهم العميق بآدمية المبدع العربي، وحقه في أن يحظى بدعم رجال الأعمال العرب وأصحاب الدور الريادي من أولئك الداعمين للمجالات المؤثرة في مشهدنا الحضاري.